الاضطرابات الأمنية في مدغشقر تدفع شركات الطيران لتعليق رحلاتها
أعلنت عدة شركات طيران دولية وإقليمية، في أواخر شهر أكتوبر ومطلع نوفمبر من عام 2023، عن تعليق مؤقت لرحلاتها من وإلى مطار إيفاتو الدولي في العاصمة الملغاشية أنتاناناريفو. جاء هذا القرار كإجراء احترازي استجابةً لتصاعد التوترات السياسية والاضطرابات الأمنية التي شهدتها البلاد في الفترة التي سبقت الانتخابات الرئاسية، مما أثار مخاوف جدية بشأن سلامة الركاب وأطقم الطائرات.

خلفية الأزمة السياسية
تعود جذور الاضطرابات إلى الأزمة السياسية المحتدمة حول الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في نوفمبر 2023. حيث احتج تحالف من مرشحي المعارضة على أهلية الرئيس المنتهية ولايته، أندريه راجولينا، لخوض الانتخابات مرة أخرى، مشككين في شرعية ترشحه. أدت هذه الخلافات إلى تنظيم مظاهرات شبه يومية في العاصمة، والتي غالباً ما قوبلت بتدخل من قوات الأمن، مما أدى إلى اشتباكات متكررة وتعطيل للحياة العامة في أنتاناناريفو.
تداعيات الاضطرابات على قطاع الطيران
لم تكن الاضطرابات مقتصرة على الساحات السياسية، بل امتد تأثيرها المباشر إلى البنية التحتية الحيوية، وعلى رأسها قطاع النقل الجوي. أصبحت الطرق المؤدية إلى مطار إيفاتو الدولي غير آمنة بسبب المظاهرات والإغلاقات المحتملة، مما شكل تحدياً لوجستياً وأمنياً كبيراً أمام وصول المسافرين والموظفين إلى المطار. وفي ظل هذه الظروف، رأت شركات الطيران أن الاستمرار في تشغيل الرحلات يعرض سلامة عملائها وموظفيها لخطر غير مقبول.
شركات الطيران المتأثرة وردود الفعل
شمل قرار تعليق الرحلات عدداً من شركات الطيران الرئيسية التي تربط مدغشقر بالعالم، مما أدى إلى عزل الجزيرة جزئياً. من أبرز هذه الشركات:
- الخطوط الجوية الفرنسية (Air France): التي تشغل مساراً حيوياً بين باريس وأنتاناناريفو.
 - طيران أوسترال (Air Austral): وهي شركة طيران فرنسية تعد لاعباً رئيسياً في منطقة المحيط الهندي وتربط مدغشقر بجزيرة ريونيون.
 - الخطوط الجوية الإثيوبية: التي توفر ربطاً مهماً بين مدغشقر وبقية دول أفريقيا والعالم عبر مركزها في أديس أبابا.
 
وأصدرت هذه الشركات بيانات رسمية توضح أن قراراتها تستند إلى تقييم الوضع الأمني على الأرض، مؤكدة أن الأولوية القصوى هي لضمان سلامة الجميع. أدت هذه الإلغاءات إلى تقطع السبل بمئات المسافرين، سواء داخل مدغشقر أو في مطارات دولية أخرى، مما تسبب في حالة من الإرباك والفوضى في جداول السفر.
التأثيرات الأوسع والآفاق المستقبلية
يتجاوز تأثير تعليق الرحلات الجوية مجرد إزعاج المسافرين، ليمس قطاعات حيوية في اقتصاد مدغشقر، خاصة السياحة التي تعد مصدراً رئيسياً للدخل القومي. كما يؤثر هذا الوضع على حركة التجارة ونقل البضائع، ويزيد من عزلة البلاد على الساحة الدولية. وأشارت التقارير في ذلك الوقت إلى أن استئناف الرحلات بشكل كامل سيعتمد على استقرار الوضع الأمني وعودة الهدوء إلى العاصمة، وهو ما ظل مرهوناً بمسار الأزمة السياسية وتطوراتها بعد الانتخابات.





