البرتغال تحرز لقب كأس العالم تحت 17 عامًا للمرة الأولى في تاريخها بفوزها على النمسا
أعلنت كرة القدم العالمية عن بزوغ نجم جديد في سماء الأبطال الصغار، حيث توج المنتخب البرتغالي تحت 17 عامًا بلقب كأس العالم لهذه الفئة للمرة الأولى في تاريخه العريق. جاء هذا الإنجاز التاريخي بفوز البرتغال على منتخب النمسا العنيد بهدف نظيف في المباراة النهائية المثيرة التي أقيمت في وقت سابق من هذا الأسبوع على استاد خليفة الدولي بالعاصمة القطرية الدوحة. هذا الانتصار لم يكن مجرد إضافة لكأس إلى خزانة الألقاب، بل يمثل نقطة تحول ودليلاً على جودة العمل في أكاديميات كرة القدم البرتغالية والجهود المستمرة في رعاية المواهب الشابة.

رحلة الإنجاز: الطريق إلى المجد
لم تكن رحلة المنتخب البرتغالي في البطولة سهلة على الإطلاق، بل كانت مليئة بالتحديات التي تخطاها الفريق بفضل عزيمته وموهبته الفذة. بدأ مشوار “برازيل أوروبا” الصغار في دور المجموعات بتحقيق انتصارات مقنعة، حيث أظهروا انسجامًا وتكتيكًا عاليًا بقيادة المدرب القدير ريكاردو سوزا. تأهل الفريق متصدرًا لمجموعته بعد فوزين وتعادل، مقدمًا أداءً هجوميًا لافتًا ودفاعًا صلبًا.
- في دور الستة عشر، واجه المنتخب البرتغالي نظيره الإسباني في مباراة كلاسيكية اتسمت بالندية، وتمكن من حسمها لصالحه بصعوبة بالغة بهدفين مقابل هدف.
- أما في ربع النهائي، فكان الاختبار الأقوى أمام المنتخب الفرنسي المرشح بقوة للقب، حيث قدم اللاعبون البرتغاليون أداءً استثنائيًا وتمكنوا من الفوز بركلات الترجيح بعد التعادل السلبي في الوقتين الأصلي والإضافي، بفضل تألق حارس المرمى أندريه سيلفا.
- في نصف النهائي، تخطى المنتخب البرتغالي عقبة المنتخب الإنجليزي في مباراة تكتيكية بامتياز انتهت بهدف نظيف، ليحجزوا بذلك مقعدهم في المباراة النهائية عن جدارة واستحقاق.
برز العديد من اللاعبين خلال هذه المسيرة الظافرة، كان أبرزهم المهاجم الواعد جواو فيليبي الذي تصدر قائمة هدافي الفريق، وصانع الألعاب الماهر دييغو كوستا الذي أمتع الجماهير بلمساته السحرية وتمريراته الحاسمة.
المواجهة الحاسمة: نهائي قطر
شهدت المباراة النهائية بين البرتغال والنمسا، التي أقيمت وسط حضور جماهيري غفير في استاد خليفة الدولي بالدوحة، قمة في الإثارة الكروية. دخل المنتخبان المباراة عازمين على تحقيق اللقب، وقد ظهر ذلك جليًا في الأداء البدني والتكتيكي من كلا الجانبين. سيطر الحذر على الدقائق الأولى، مع تبادل للهجمات الخجولة.
جاء الهدف الوحيد في المباراة في الشوط الثاني، تحديدًا في الدقيقة 68، عن طريق لاعب خط الوسط ماريو ألفيس الذي استغل تمريرة بينية متقنة من دييغو كوستا، ليودع الكرة ببراعة في الزاوية البعيدة للشباك النمساوية، وسط فرحة عارمة على دكة البدلاء البرتغالية. بعد الهدف، حاول المنتخب النمساوي العودة للمباراة بشتى الطرق، وشكل ضغطًا مكثفًا على المرمى البرتغالي في الدقائق الأخيرة، لكن الدفاع البرتغالي بقيادة قلب الدفاع القوي نونو بينتو وحارس المرمى المتألق أندريه سيلفا كانا بالمرصاد لكل المحاولات.
أطلق الحكم صافرة النهاية لتعلن فوز البرتغال بهدف دون رد، وتتويجه باللقب الأغلى في هذه الفئة العمرية للمرة الأولى في تاريخ كرة القدم البرتغالية.
أهمية تاريخية وتأثير مستقبلي
يمثل هذا اللقب إنجازًا تاريخيًا غير مسبوق لكرة القدم البرتغالية، حيث لم يسبق للمنتخب تحت 17 عامًا الفوز بهذه البطولة من قبل. يسلط هذا الانتصار الضوء على الجهود الكبيرة المبذولة في تطوير المواهب الشابة في البرتغال، البلد المعروف بإنتاج نجوم عالميين مثل كريستيانو رونالدو ولويس فيجو. لطالما كانت البرتغال قوة في بطولات الشباب الأوروبية، ولكن الفوز بكأس العالم يرفع المستوى ويؤكد على مكانتها كمركز رئيسي لتفريخ المواهب على الساحة العالمية.
يضاف هذا الإنجاز إلى سجلات كرة القدم البرتغالية التي تضم ألقابًا قارية للمنتخب الأول، ويؤكد استمرارية تدفق المواهب القادرة على تمثيل البلاد في المستقبل. هذا التتويج سيترك بلا شك بصمة عميقة على مستقبل كرة القدم البرتغالية، حيث سيشجع على مزيد من الاستثمار في أكاديميات الشباب وبرامج التنمية، وسيرفع من قيمة اللاعبين الذين شاركوا في البطولة، وربما يفتح لهم أبواب الأندية الأوروبية الكبرى، ويضع البرتغال كنموذج يحتذى به في رعاية المواهب الشابة.
احتفالات وردود فعل
عمت الفرحة العارمة أوساط اللاعبين والجهاز الفني والجماهير البرتغالية. أكد المدرب ريكاردو سوزا في تصريحاته عقب المباراة على أن هذا الجيل يمتلك مستقبلاً باهراً، مشيدًا بالروح القتالية والانضباط التكتيكي للاعبين، ومؤكداً أن الفوز هو تتويج لعمل شاق والتزام لا يتزعزع. امتدت الاحتفالات من أرض الملعب في الدوحة إلى شوارع المدن البرتغالية، حيث خرج المشجعون للتعبير عن سعادتهم بهذا الإنجاز التاريخي.
تأثير هذا الفوز على الروح المعنوية للاعبين الصغار سيكون كبيرًا، فهو يمثل حافزًا قويًا لمواصلة العمل الجاد والتطور للوصول إلى المستويات العليا، وربما الانضمام إلى صفوف المنتخب الأول في السنوات القادمة.
بهذا التتويج، لم تحقق البرتغال لقبًا عالميًا جديدًا فحسب، بل زرعت بذور الأمل في مستقبل مشرق لكرة القدم الوطنية، مؤكدة مكانتها كقوة لا يستهان بها على الساحة الكروية العالمية. هذا الجيل من اللاعبين الشباب سيظل خالدًا في الذاكرة الكروية للبلاد، كأول من رفع كأس العالم تحت 17 عامًا، وممهدًا الطريق لمزيد من الإنجازات في قادم السنين.





