الترجي التونسي يحتج رسميًا لدى الكاف على أداء التحكيم في مباراته بدوري الأبطال
أعلن نادي الترجي الرياضي التونسي عن تقديمه شكوى رسمية إلى الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف)، معربًا عن احتجاجه الشديد على الأداء التحكيمي الذي شهدته مباراته الافتتاحية في دور المجموعات لدوري أبطال أفريقيا. وجاء هذا التحرك في أعقاب خسارة الفريق أمام مضيفه بترو أتلتيكو الأنغولي بنتيجة هدفين دون رد، في المباراة التي أقيمت يوم السبت 25 نوفمبر 2023، حيث يرى النادي أن قرارات الحكم أثرت بشكل مباشر على نتيجتها النهائية.

خلفية المباراة والقرارات المثيرة للجدل
شهد اللقاء، الذي أداره الحكم البنيني دجيندو لويس هوغناناندي، عدة حالات تحكيمية أثارت حفيظة الجهاز الفني وإدارة الترجي. تركزت الاعتراضات بشكل أساسي على قرارين حاسمين غيرا مجرى المباراة. تمثل القرار الأول في إلغاء هدف صحيح لصالح الترجي سجله المهاجم البرازيلي رودريغو رودريغيز في الشوط الأول، بداعي وجود خطأ، وهو ما اعتبره النادي قرارًا غير مبرر. أما الحالة الثانية فكانت احتساب ركلة جزاء لصالح بترو أتلتيكو، والتي وصفها مسؤولو الترجي بأنها "خيالية"، وجاء منها الهدف الأول للفريق الأنغولي، مما عقد مهمة الفريق التونسي في العودة بالنتيجة.
التحرك الرسمي من إدارة الترجي
عقب المباراة مباشرة، قررت إدارة نادي الترجي تصعيد الموقف من خلال القنوات الرسمية. وأكد النادي في بيانه أنه سيقوم بإعداد ملف كامل مدعوم بلقطات الفيديو التي توثق الأخطاء التحكيمية التي يراها فادحة. ويهدف النادي من هذه الشكوى إلى لفت انتباه لجنة الحكام في الكاف إلى ما وصفه بـ "المظلمة التحكيمية" التي تعرض لها الفريق، والمطالبة بفتح تحقيق في أداء طاقم التحكيم واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الأخطاء في المستقبل، حفاظًا على مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الأندية المشاركة.
سياق أوسع: شكاوى متكررة من التحكيم الأفريقي
تأتي شكوى الترجي التونسي في سياق أوسع من الجدل المتصاعد حول مستوى التحكيم في المسابقات القارية. فلم يكن الترجي هو النادي الوحيد الذي أعرب عن استيائه مؤخرًا، حيث سبقه نادي الزمالك المصري بتقديم شكوى مماثلة بشأن التحكيم في إحدى مبارياته ببطولة كأس الكونفدرالية الأفريقية. وتشير هذه الشكاوى المتتالية من كبار أندية شمال أفريقيا إلى وجود حالة من عدم الرضا العام، وتثير تساؤلات حول معايير اختيار الحكام وتأهيلهم لإدارة المباريات الكبرى، بالإضافة إلى فعالية استخدام تقنية الفيديو المساعد (VAR) في الحد من الأخطاء المؤثرة.
أهمية الخبر وتداعياته المحتملة
تكتسب هذه الخطوة أهميتها من كونها تضع ضغوطًا إضافية على الاتحاد الأفريقي لكرة القدم لمراجعة منظومته التحكيمية. ومن المتوقع أن تدفع هذه الاحتجاجات الرسمية الكاف إلى إعادة تقييم أداء بعض الحكام الدوليين والنظر في آليات تطويرهم. كما أنها تسلط الضوء على التأثير الكبير للقرارات التحكيمية على مسيرة الأندية في البطولات القارية، والتي ترتبط بها استثمارات مالية ضخمة وآمال جماهيرية عريضة. قد تؤدي هذه الشكاوى، في حال ثبوت صحتها، إلى فرض عقوبات على الحكام المعنيين وتؤكد على ضرورة تعزيز الشفافية والعدالة في إدارة المباريات الأفريقية.





