جدل حول أداء التحكيم في البطولات الأفريقية للأندية
تجددت الانتقادات الموجهة لمستوى التحكيم في المسابقات القارية التي ينظمها الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف)، وذلك في أعقاب سلسلة من القرارات المثيرة للجدل خلال مباريات الأندية المصرية، وتحديداً الزمالك والأهلي، في بطولتي دوري أبطال أفريقيا وكأس الكونفدرالية. وقد سلط الإعلامي البارز أحمد شوبير الضوء على هذه القضية، معتبراً أن التحكيم الأفريقي "يعود بوجهه السيئ"، مما أثار نقاشاً واسعاً حول معايير العدالة والشفافية في إدارة المباريات.

التفاصيل والأحداث الرئيسية
تركزت الانتقادات بشكل كبير حول مباراة نادي الزمالك المصري ونظيره كايزر تشيفز الجنوب أفريقي ضمن منافسات مرحلة المجموعات لدوري أبطال أفريقيا لموسم 2020-2021. خلال تلك المواجهة، شهدت المباراة إلغاء هدف صحيح لنادي الزمالك بداعي وجود خطأ، وهو قرار وصفه محللون ونقاد بأنه "غريب وغير مفهوم". وقد زاد من حدة الجدل غياب تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR) في تلك المرحلة من البطولة، حيث يقتصر استخدامها على الأدوار الإقصائية المتقدمة، وهو ما حال دون مراجعة القرار وتصحيحه.
لم تقتصر الملاحظات على مباراة الزمالك فقط، بل امتدت لتشمل بعض الوقائع في مباريات أخرى، حيث أشار شوبير إلى أن الأداء التحكيمي العام في جولات الأندية المصرية لم يكن على المستوى المأمول، مما يعيد إلى الأذهان فترات سابقة عانت فيها الكرة الأفريقية من أزمات تحكيمية متكررة أثرت على نتائج مباريات حاسمة ومصداقية البطولات.
تصريحات شوبير وردود الفعل الرسمية
في برنامجه الإذاعي "مع شوبير"، عبر الإعلامي أحمد شوبير عن استيائه من المستوى التحكيمي، مؤكداً أن الأخطاء التي وقعت لم تكن عادية بل تمثل تراجعاً مقلقاً. وأوضح أن قرار إلغاء هدف الزمالك كان نموذجاً صارخاً للأداء الضعيف الذي قد يكلف الفرق نقاطاً ثمينة تؤثر على مسيرتها في البطولة. هذه التصريحات لاقت صدى واسعاً بين الجماهير المصرية التي طالبت بضرورة تدخل الاتحاد الأفريقي.
على الصعيد الرسمي، لم يقف نادي الزمالك مكتوف الأيدي، حيث تقدم بشكوى رسمية إلى الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) احتجاجاً على القرارات التحكيمية في مباراته ضد كايزر تشيفز. وطالبت الشكوى بمراجعة أداء طاقم التحكيم واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الأخطاء المؤثرة مستقبلاً، مشددة على أهمية تطبيق العدالة لجميع الفرق المتنافسة.
السياق الأوسع وأهمية الخبر
تكتسب هذه القضية أهميتها من كونها تلامس نقطة حساسة ومزمنة في كرة القدم الأفريقية. لطالما كان التحكيم محور جدل واسع، وتسببت الأخطاء التحكيمية في الماضي في توترات كبيرة بين الاتحادات الوطنية والأندية. ويُنظر إلى إدخال تقنية الـ VAR كحل جذري للعديد من هذه المشكلات، إلا أن التطبيق غير المكتمل للتقنية يثير تساؤلات حول معايير الكاف.
تبرز أهمية هذه الوقائع في النقاط التالية:
- التأثير على النتائج: يمكن لقرار تحكيمي خاطئ واحد أن يغير مسار مباراة بأكملها، وبالتالي يؤثر على فرص الفريق في التأهل للأدوار التالية أو حتى الفوز باللقب.
- مصداقية البطولات: تؤدي الأخطاء المتكررة إلى التشكيك في نزاهة ومصداقية البطولات الأفريقية، مما قد يؤثر سلباً على قيمتها التجارية والتسويقية.
- الضغط من أجل التغيير: تساهم مثل هذه الاحتجاجات والتغطية الإعلامية في زيادة الضغط على الاتحاد الأفريقي لتسريع وتيرة تطوير منظومة التحكيم، بما في ذلك توسيع استخدام تقنية VAR وتكثيف برامج تدريب وتأهيل الحكام.
في الختام، تعكس هذه الأزمة الحاجة الملحة إلى إصلاحات شاملة في قطاع التحكيم الأفريقي لضمان مواكبة التطورات العالمية في اللعبة وتوفير بيئة تنافسية عادلة لجميع الأندية المشاركة في أغلى البطولات القارية.





