التعليم المصرية تستفيد من الخبرة الإيطالية في تشغيل مدارس تكنولوجيا صناعة الدواء
في خطوة تعكس التزامها بتطوير التعليم الفني والمهني، أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني في مصر، من خلال وحدة تشغيل وإدارة مدارس التكنولوجيا التطبيقية التابعة لها، عن تدشين مدارس جديدة متخصصة في قطاع صناعة الدواء. يأتي هذا الإعلان مؤخرًا ليؤكد على أهمية التعاون الدولي في الارتقاء بالقدرات المحلية، حيث ستستعين الوزارة بخبرات إيطالية متخصصة لتشغيل هذه المدارس الجديدة، في شراكة استراتيجية تهدف إلى تزويد سوق العمل بالكوادر المؤهلة في هذا المجال الحيوي.

خلفية وتفاصيل التعاون
لطالما سعت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني إلى تحديث منظومة التعليم الفني في مصر، وذلك عبر إطلاق مدارس التكنولوجيا التطبيقية التي تركز على ربط المناهج الدراسية بمتطلبات سوق العمل الفعلية. وتُعد وحدة تشغيل وإدارة هذه المدارس المحرك الأساسي لهذه المبادرة، حيث تعمل على تصميم البرامج التعليمية بالشراكة مع القطاع الخاص والجهات الحكومية ذات الصلة لضمان جودة المخرجات.
تأتي الشراكة الحالية في قطاع صناعة الدواء لتعكس الحاجة المتزايدة لكفاءات متخصصة في هذا المجال الحيوي. ويشمل هذا التعاون بين وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني عددًا من الشركاء الرئيسيين على المستويين الوطني والدولي:
- وزارة الصحة والسكان: بصفتها الجهة المنظمة والمشرفة على قطاع الصحة والدواء في مصر، تضمن وزارة الصحة والسكان توافق المناهج مع المعايير الصحية والدوائية الوطنية.
- هيئة الدواء المصرية: تلعب الهيئة دورًا محوريًا في وضع المعايير واللوائح المنظمة لصناعة الدواء، وستساهم خبراتها في توجيه البرامج التعليمية لضمان تخريج كوادر قادرة على الامتثال لأعلى معايير الجودة والسلامة الدوائية.
- المعهد التكنولوجي للصناعات الدوائية بروما: يُعد هذا المعهد الإيطالي الشريك الدولي الرئيسي، حيث سيقدم الخبرات والمعارف المتخصصة في تكنولوجيا صناعة الدواء. وتشتهر إيطاليا بقطاعها الصناعي المتقدم في مجالات عديدة، بما في ذلك الصناعات الدوائية، مما يجعل خبرتها ذات قيمة كبيرة في بناء قدرات الطلاب والمعلمين على حد سواء.
يهدف هذا التعاون إلى دمج أفضل الممارسات الدولية في المناهج المصرية، وتزويد الطلاب بالمهارات العملية والنظرية اللازمة للعمل في مصانع الأدوية الحديثة، بدءًا من مراحل البحث والتطوير وصولًا إلى الإنتاج والتعبئة ومراقبة الجودة.
الأهمية والتأثير المتوقع
تحمل هذه المبادرة أهمية استراتيجية لمصر على عدة مستويات:
- سد الفجوة في سوق العمل: يواجه قطاع صناعة الدواء في مصر، شأنه شأن العديد من القطاعات الصناعية، تحديًا في إيجاد عمالة فنية مدربة ومؤهلة بأحدث التكنولوجيات. ستسهم هذه المدارس في تخريج أفواج من الفنيين المتخصصين القادرين على تلبية احتياجات المصانع المحلية.
- تعزيز الاكتفاء الذاتي والتصنيع المحلي: من خلال دعم الكفاءات المحلية، تهدف المبادرة إلى تعزيز قدرة مصر على تصنيع الأدوية محليًا وتقليل الاعتماد على الاستيراد، وهو ما يعزز الأمن الدوائي للبلاد ويدعم الاقتصاد الوطني.
- تطوير جودة التعليم الفني: يمثل التعاون مع جهات دولية مثل المعهد الإيطالي فرصة ذهبية لنقل الخبرات والمعرفة، مما يرفع من مستوى التعليم الفني في مصر ويجعله مواكبًا للتطورات العالمية في صناعة الدواء.
- توفير فرص عمل نوعية: سيحصل خريجو هذه المدارس على تعليم تطبيقي عالي الجودة يؤهلهم للحصول على فرص عمل واعدة في واحدة من أكثر الصناعات نموًا وحيوية، مما يسهم في تحسين مستوى المعيشة وتنمية المجتمع.
- تعزيز العلاقات الدولية: تؤكد هذه الشراكة على عمق العلاقات المصرية الإيطالية، وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون في مجالات أخرى، مما يعود بالنفع على البلدين.
من المتوقع أن تُحدث هذه المدارس نقلة نوعية في قطاع التعليم الفني والصناعات الدوائية المصرية، مساهمة في بناء جيل جديد من الكفاءات القادرة على دفع عجلة التنمية والابتكار في هذا المجال الحيوي.





