التموين المصرية توضح: استمرار طرح عبوة الزيت 800 ملل وتوفير حجم أصغر كبديل اختياري
أكدت وزارة التموين والتجارة الداخلية في مصر، خلال بيانات رسمية صدرت في أوائل شهر أكتوبر 2023، عدم صحة الشائعات التي انتشرت مؤخراً حول تخفيض حجم زجاجة زيت الطعام المدعم على البطاقات التموينية. وأوضحت الوزارة أن العبوة القياسية بحجم 800 ملل لا تزال متاحة للمواطنين بنفس السعر المحدد وهو 30 جنيهاً مصرياً، وأنها السلعة الأساسية المتوفرة ضمن المقررات التموينية الشهرية.

تفاصيل التوضيح الرسمي
جاءت تصريحات الوزارة رداً على حالة من الجدل والقلق سادت بين المواطنين بعد ملاحظة طرح عبوات زيت طعام بحجم أصغر يبلغ 700 ملل في المجمعات الاستهلاكية التابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية. وقد فسّر البعض هذا الإجراء بأنه مقدمة لاستبدال العبوة التقليدية ذات حجم 800 ملل بأخرى أصغر حجماً، في خطوة تُعرف بـ"الانكماش التضخمي".
غير أن الوزارة، من خلال متحدثيها الرسميين، نفت هذا الأمر بشكل قاطع. وأكدت أن طرح عبوة بحجم 700 ملل هو خيار إضافي ومستقل تماماً عن منظومة الدعم التمويني. الهدف من توفير هذا الحجم الجديد هو إتاحة بديل بسعر أقل للمستهلكين الذين يقومون بشراء الزيت كـ"سلعة حرة" من المجمعات الاستهلاكية، مما يمنحهم مرونة أكبر في الشراء وفقاً لاحتياجاتهم وقدرتهم الشرائية، دون المساس بحصصهم على بطاقات التموين.
خلفية الأزمة ومصدر الشائعات
تعود جذور الشائعات إلى الحساسية الشديدة التي تحيط بملف السلع التموينية في مصر، حيث يعتمد عشرات الملايين من المواطنين على نظام الدعم لتأمين احتياجاتهم الأساسية من مواد غذائية بأسعار معقولة. وقد أدى ظهور العبوة الأصغر في المنافذ الحكومية إلى انتشار سريع للمعلومات المغلوطة عبر منصات التواصل الاجتماعي، مما أثار مخاوف واسعة من أن تكون الحكومة بصدد تقليص الدعم بشكل غير مباشر.
وتعتبر منظومة الدعم جزءاً محورياً من شبكة الأمان الاجتماعي في البلاد، وأي تغيير في مواصفات أو أسعار السلع المدرجة بها، مثل الزيت والسكر والأرز، يُعد خبراً ذا تأثير مباشر على ميزانية الأسر المصرية، وهو ما يفسر سرعة تفاعل الرأي العام مع مثل هذه الأنباء.
أهمية نظام الدعم التمويني
يقدم نظام الدعم التمويني في مصر سلعاً أساسية لملايين المستفيدين المسجلين في بطاقات التموين. وتُعد هذه المنظومة أداة رئيسية للحكومة لضمان استقرار أسعار المواد الغذائية وحماية الفئات الأكثر احتياجاً من تقلبات السوق. وتشمل السلع الرئيسية المقدمة عبر هذا النظام ما يلي:
- زيت الطعام: يُصرف بواقع زجاجة واحدة لكل فرد مقيد بالبطاقة بحد أقصى 4 زجاجات للبطاقة الواحدة.
- السكر: يُتاح بأسعار مدعومة لضمان توفره لجميع الأسر.
- الأرز والمكرونة: تعتبر من السلع الأساسية التي يتم توفيرها ضمن الحصص الشهرية.
لذلك، يأتي تأكيد وزارة التموين على استمرار طرح عبوة الزيت بحجمها المعتاد ليطمئن المواطنين ويقطع الطريق على الشائعات التي قد تزعزع الثقة في استمرارية وثبات الدعم الحكومي المقدم لهم.
الأثر والتوجهات المستقبلية
ساهم التوضيح السريع والحاسم من قبل وزارة التموين في احتواء حالة القلق ووضع حد للمعلومات غير الدقيقة. كما عكس هذا التحرك الرسمي وعي الحكومة بأهمية الشفافية في التعامل مع القضايا التي تمس حياة المواطنين بشكل مباشر. ويُظهر طرح منتجات بأحجام وأسعار متنوعة في السوق الحرة، بالتوازي مع الحفاظ على ثبات منظومة الدعم، استراتيجية تهدف إلى تلبية احتياجات شرائح مختلفة من المستهلكين في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، مع التأكيد على الالتزام بحماية الفئات المستحقة للدعم بشكل كامل.





