الجدل يتصاعد حول طرد كنو: تصريح "أنت مجنون" يثير تساؤلات حول الحكم الكويتي
أثارت حادثة طرد لاعب نادي الهلال السعودي، محمد كنو، من قبل الحكم الكويتي أحمد العلي خلال نهائي كأس السوبر السعودي يوم الثامن من أبريل 2024 جدلاً واسعاً في الأوساط الرياضية وعبر منصات التواصل الاجتماعي. لم تقتصر الحادثة على مجرد بطاقة حمراء، بل تفاقمت بسبب مزاعم بأن الحكم تلفظ بعبارة "أنت مجنون" تجاه اللاعب قبل إشهار البطاقة، مما أثار تساؤلات عديدة حول أخلاقيات التحكيم وسلوك اللاعبين في المستويات العليا من كرة القدم.

خلفية الواقعة
شهدت مباراة نهائي كأس السوبر السعودي بين فريقي الهلال والنصر، التي أقيمت في أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، توتراً كبيراً وحساسية بالغة نظراً لأهمية اللقب والتنافس التاريخي بين الغريمين. في الدقائق الأخيرة من الشوط الثاني، تحديداً عند الدقيقة 86، ومع تقدم الهلال بهدفين لهدف، ارتكب اللاعب محمد كنو خطأً تكتيكياً. قام الحكم الكويتي أحمد العلي، الذي كان يدير المباراة، بإشهار البطاقة الصفراء الأولى لكنو كعقوبة على تدخله.
ما تبع هذه البطاقة كان الشرارة التي أشعلت الأزمة. يُقال إن كنو عبر عن اعتراضه بطريقة اعتبرها البعض استهزاءً بالقرار، حيث صفق للحكم بشكل ساخر. هذا التصرف دفع الحكم العلي إلى اتخاذ قرار أكثر شدة في لحظات قليلة.
تطورات الحادثة والتصريح المثير للجدل
وفقاً للعديد من التقارير الإعلامية والمشاهد التي تم تداولها على نطاق واسع، شهدت اللحظات التي سبقت إشهار البطاقة الحمراء النهائية تبادلاً لفظياً بين اللاعب والحكم. يُزعم أن الحكم أحمد العلي، في خضم رد فعل كنو على البطاقة الصفراء وتصفيقه الساخر، تلفظ بعبارة "أنت مجنون" موجهاً إياها للاعب. على إثر ذلك مباشرة، قام الحكم بإشهار البطاقة الحمراء النهائية في وجه كنو، مخرجه من المباراة بشكل نهائي.
هذا الطرد، الذي جاء في لحظة حاسمة من المباراة النهائية، أثر بشكل مباشر على أداء فريق الهلال الذي اضطر لإكمال الدقائق المتبقية بعشرة لاعبين، مما زاد من الضغط عليه في محاولاته للحفاظ على تقدمه. في نهاية المطاف، لم يتمكن الهلال من الفوز باللقب بعد هذه الحادثة التي قلبت موازين اللقاء.
ردود الفعل وتحليلات الخبراء
بعد انتهاء المباراة وانتشار تفاصيل الواقعة، تحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى ساحة نقاش حادة، كما تناولها العديد من البرامج الرياضية والنقاد. انقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض لقرار الحكم ولتجاوزاته اللفظية المزعومة:
- المؤيدون لقرار الحكم: يرى البعض أن تصرف كنو بالتصفيق الساخر والاعتراض كان مستفزاً وغير رياضي، ويستحق العقاب الفوري. واعتبروا أن الحكم تصرف وفقاً للقانون الذي يمنح الحكام سلطة طرد اللاعبين في حالات السلوك غير اللائق أو الاعتراض المتكرر الذي يتجاوز حدود الاحترام.
 - المنتقدون لسلوك الحكم: شدد فريق آخر من المحللين والجماهير على أن عبارة "أنت مجنون"، إن صدرت بالفعل عن الحكم، فهي تشكل تجاوزاً للبروتوكول التحكيمي وتفقده الحيادية والموضوعية المطلوبة في إدارة المباراة. وأشاروا إلى أن الحكام يجب أن يتحلوا بضبط النفس الكامل وألا ينجروا إلى استفزازات اللاعبين، بغض النظر عن مدى صعوبة الموقف وتوتره.
 
كما أثار الحادث نقاشات بين حكام سابقين وخبراء تحكيم. البعض دافع عن حق الحكم في حماية سلطته داخل الملعب والحفاظ على سير اللعب، بينما رأى آخرون ضرورة التحقيق في التصريحات المنسوبة للحكم لضمان عدم تكرار مثل هذه المواقف التي قد تسيء لسمعة التحكيم ومهنيته.
التداعيات والآثار المستقبلية
تجاوزت تداعيات هذه الحادثة مجرد خسارة مباراة أو طرد لاعب، فقد أصبحت محط أنظار الإعلام الرياضي، وطرحت تساؤلات جدية حول معايير الانضباط والسلوك لكل من اللاعبين والحكام في المباريات الكبرى. من المرجح أن يتم فتح تحقيق داخلي من قبل الجهات المعنية للوقوف على حقيقة ما جرى، خاصة فيما يتعلق بالتصريح المنسوب للحكم وما إذا كان يشكل مخالفة للوائح.
قد يؤثر هذا الجدل على مسيرة اللاعب محمد كنو مستقبلاً، حيث قد يتعرض لعقوبات إضافية من قبل لجنة الانضباط بسبب سلوكه، كما قد يضع الحكم أحمد العلي تحت مجهر الرقابة والتقييم الدقيق لأدائه وسلوكه في المباريات القادمة. تؤكد هذه الحادثة على أهمية التواصل الاحترافي والمسؤول بين جميع أطراف اللعبة لضمان سير المباريات بروح رياضية عالية بعيداً عن الاحتكاكات الشخصية التي تشوه صورة اللعبة.





