الجهاز الفني لبرشلونة يقر بمسؤوليته عن إصابة رافينيا التي أبعدته عن الكلاسيكو
أثار غياب الجناح البرازيلي رافينيا عن مباراة الكلاسيكو ضد ريال مدريد جدلاً واسعاً، حيث اعترف الجهاز الفني لنادي برشلونة، بقيادة المدرب تشافي هيرنانديز، بتحمله جزءاً من المسؤولية عن الإصابة العضلية التي تعرض لها اللاعب وأجبرته على الابتعاد عن الملاعب في فترة حاسمة من الموسم. وتأتي هذه التصريحات في سياق سلسلة من الإصابات التي ضربت الفريق وأثارت تساؤلات حول إدارة الأحمال البدنية للاعبين.

تفاصيل الإصابة والسياق الزمني
تعرض رافينيا لإصابة في العضلة ذات الرأسين الفخذية في ساقه اليمنى خلال مباراة برشلونة ضد إشبيلية في الدوري الإسباني، والتي أقيمت في 29 سبتمبر 2023. اضطر اللاعب لمغادرة الملعب في الدقيقة 37 من الشوط الأول بعد شعوره بآلام حادة، ليتم تأكيد غيابه لاحقاً لمدة شهر تقريباً، مما عنى بشكل مباشر عدم مشاركته في مواجهة الكلاسيكو المرتقبة أواخر شهر أكتوبر.
جاءت إصابة رافينيا في وقت كان يقدم فيه مستويات مميزة، حيث كان أحد أبرز العناصر الهجومية في تشكيلة تشافي، مساهماً بالعديد من الأهداف والتمريرات الحاسمة. وقد شكلت إصابته ضربة قوية للفريق، الذي كان يعاني بالفعل من غيابات مؤثرة أخرى في صفوفه، أبرزها بيدري وفرينكي دي يونغ، مما وضع الجهاز الفني تحت ضغط كبير.
تحمل المسؤولية وإدارة الأحمال
في المؤتمرات الصحفية التي تلت إصابة اللاعب، أقر تشافي هيرنانديز بوجود مسؤولية تقع على عاتق جهازه الفني فيما يتعلق بتكرار الإصابات العضلية. وأوضح أن السبب لا يقتصر على سوء الحظ، بل يرتبط أيضاً بعوامل متعددة تشمل ضغط المباريات والجدول المزدحم، بالإضافة إلى ضرورة تحسين إدارة الأحمال التدريبية والبدنية للاعبين لتجنب الإرهاق.
لم يوجه تشافي اللوم بشكل مباشر لنفسه، لكنه تبنى لهجة المسؤولية الجماعية، مشيراً إلى أن الجهاز الفني يعمل باستمرار على تحليل البيانات البدنية لكل لاعب بهدف تقليل مخاطر الإصابات. وأكد أن إصابة لاعب مهم مثل رافينيا تدفع الفريق إلى مراجعة بروتوكولاته التدريبية والوقائية، خاصة مع اللاعبين الذين يشاركون في عدد كبير من الدقائق بشكل متواصل.
- ضغط المباريات: خاض برشلونة جدولاً مزدحماً بالمباريات المحلية والأوروبية قبل فترة التوقف الدولي.
 - أسلوب اللعب: يتطلب أسلوب الضغط العالي الذي يعتمده تشافي مجهوداً بدنياً كبيراً من اللاعبين، مما يزيد من احتمالية تعرضهم للإجهاد العضلي.
 - تاريخ الإصابات: كان رافينيا قد تعرض لإصابات مماثلة في الماضي، مما يجعله أكثر عرضة للمشاكل العضلية عند تعرضه لضغط بدني عالٍ.
 
التأثير على خطط برشلونة في الكلاسيكو
كان غياب رافينيا بمثابة ضربة تكتيكية قوية لبرشلونة قبل مواجهة الغريم التقليدي ريال مدريد. فقد الفريق أحد أهم أسلحته على الرواق الأيمن، حيث يتميز البرازيلي بقدرته على المراوغة وصناعة الفرص وإرسال الكرات العرضية الدقيقة، بالإضافة إلى أدواره الدفاعية المهمة في الضغط على الخصم.
أجبر هذا الغياب المدرب تشافي على إعادة ترتيب أوراقه الهجومية، والاعتماد بشكل أكبر على الشاب لامين يامال، أو تغيير مركز لاعبين آخرين مثل فيران توريس وجواو فيليكس لتعويض الفراغ الذي تركه رافينيا. وقد أثر ذلك على التوازن الهجومي للفريق، الذي فقد عنصراً مهماً قادراً على صناعة الفارق في المباريات الكبرى.
مرحلة التعافي والتطورات اللاحقة
بعد التشخيص الأولي، قُدرت فترة غياب رافينيا بحوالي أربعة أسابيع. وقد التزم اللاعب ببرنامج علاجي وتأهيلي مكثف للعودة إلى الملاعب في أسرع وقت ممكن. وبالفعل، عاد اللاعب للمشاركة تدريجياً مع الفريق بعد انقضاء فترة التعافي، لكن غيابه عن مباراة الكلاسيكو ظل الخسارة الأكبر للفريق خلال تلك الفترة، وهو ما أكدته تصريحات الجهاز الفني التي عكست شعوراً بالمسؤولية تجاه الحفاظ على سلامة اللاعبين الأساسيين في المنعطفات الحاسمة من الموسم.





