الخبير الفني الكرواتي يورشيتش يشيد بحسام حسن: الأفضل أفريقياً ويُرشح ثلاثي مصري للاحتراف الأوروبي
أدلى الخبير الفني الكرواتي أنتي يورشيتش، المعروف بخبرته الواسعة في تقييم المواهب الكروية، بتصريحات مثيرة للجدل الأسبوع الماضي، بتاريخ 15 مايو 2024، خلال مقابلة حصرية مع إحدى القنوات الرياضية المتخصصة. وقد أشار يورشيتش إلى المدرب المصري الشهير حسام حسن باعتباره "أفضل مدرب في القارة الأفريقية" في الوقت الراهن، وذلك نظراً لما يقدمه من لمسات فنية وتكتيكية مميزة. ولم تتوقف تصريحاته عند هذا الحد، بل امتدت لتشمل ترشيحه لثلاثة لاعبين مصريين شباب، مؤكداً أنهم يمتلكون الإمكانات اللازمة للاحتراف في الدوريات الأوروبية الكبرى.

تفاصيل إشادة يورشيتش بحسام حسن
ركز يورشيتش في حديثه على السمات التي تجعل حسام حسن، المدير الفني الحالي للمنتخب المصري الأول، متفرداً في المشهد الكروي الأفريقي. وأوضح أن حسن لا يمتلك فقط شغفاً كبيراً باللعبة، بل يتمتع أيضاً بذكاء تكتيكي فريد وقدرة استثنائية على تحفيز لاعبيه وإخراج أفضل ما لديهم. وأشار يورشيتش إلى أن حسن، بفضل مسيرته الأسطورية كلاعب، يمتلك فهماً عميقاً لعقلية اللاعب المصري، مما يمكنه من بناء فرق متماسكة ومنظمة تكتيكياً، حتى في ظل الضغوطات الكبيرة التي تواجه الفرق في البطولات القارية والمحلية.
تعتبر مسيرة حسام حسن التدريبية امتداداً لمسيرته اللامعة كلاعب، حيث يُعد الهداف التاريخي للمنتخب المصري. وقد تولى تدريب العديد من الأندية المصرية الكبرى، مثل الزمالك والمصري والاتحاد السكندري، تاركاً بصمته الواضحة في كل فريق قاده. وتوجت مسيرته مؤخراً بتوليه القيادة الفنية للمنتخب الوطني، في مهمة يعول عليها الكثيرون لإعادة الكرة المصرية إلى سابق عهدها من التألق على الساحتين القارية والدولية. وقد أثنى يورشيتش بشكل خاص على قدرة حسن على غرس الروح القتالية والانضباط في صفوف لاعبيه، وهو ما يعتبره أساس النجاح في كرة القدم الحديثة التي تتطلب أقصى درجات التركيز والتفاني.
الثلاثي المرشح للاحتراف الأوروبي
بالإضافة إلى إشادته بحسام حسن، لفت أنتي يورشيتش الأنظار بترشيحه لثلاثة لاعبين مصريين شباب يرى فيهم مستقبلاً باهراً في أوروبا. وقد شدد على أن هؤلاء اللاعبين يمتلكون المواصفات الفنية والبدنية التي تؤهلهم للانتقال إلى الدوريات الأوروبية، مؤكداً أن الوقت قد حان لتقديمهم للعالم الكروي الأوسع. واللاعبون الذين أشار إليهم يورشيتش هم:
- مصطفى فتحي: لاعب الوسط الهجومي لنادي بيراميدز، الذي وصفه يورشيتش بأنه "جوهرة حقيقية". وأشاد بمهاراته الفردية الفائقة، قدرته على المراوغة وخلق الفرص، ودقة تسديداته من مختلف المسافات. وأشار إلى أن فتحي يمتلك الرؤية الكروية التي تسمح له بفك التكتلات الدفاعية للخصم، مما يجعله محط أنظار العديد من الأندية الأوروبية التي تبحث عن صناع اللعب المميزين والقادرين على إحداث الفارق.
- أحمد عادل: لاعب خط الوسط المدافع بالنادي الأهلي، الذي أثنى يورشيتش على قدراته البدنية الهائلة وذكائه في قطع الكرات وبناء الهجمات من الخلف بدقة. وأوضح أن عادل يمتلك حساسية عالية في التمركز وقدرة على قراءة اللعب، مما يجعله صمام أمان حقيقياً في وسط الملعب. وأكد أن هذا النوع من اللاعبين مطلوب بشدة في الدوريات الأوروبية التي تعتمد على القوة البدنية والانضباط التكتيكي في أدوار خط الوسط المحورية.
- يوسف كمال: المهاجم الواعد لنادي الزمالك، الذي أشار يورشيتش إلى أنه يمتلك غريزة تهديفية فطرية وقدرة على إنهاء الهجمات ببراعة فائقة. وأبرز قوته البدنية داخل منطقة الجزاء، وقدرته على الاحتفاظ بالكرة تحت الضغط، بالإضافة إلى تسديداته القوية والدقيقة. ورأى يورشيتش أن كمال يمكن أن يتطور ليصبح مهاجماً عالمياً إذا ما حصل على الفرصة المناسبة في بيئة احترافية أوروبية تساعده على صقل موهبته وتطوير قدراته التهديفية.
وأكد يورشيتش أن هؤلاء اللاعبين لا يحتاجون فقط إلى الفرصة، بل إلى التوجيه الصحيح والبيئة المناسبة لتفجير طاقاتهم الكامنة، مشدداً على أن الدوريات الأوروبية توفر هذه البيئة التنافسية التي تصقل المواهب وتجعلها أكثر نضجاً وجاهزية للمستويات العليا.
السياق والأهمية
تأتي تصريحات أنتي يورشيتش في وقت تشهد فيه الكرة المصرية اهتماماً متزايداً بالمواهب الشابة وسبل احترافها في الخارج. وتكتسب هذه الإشادة أهمية خاصة لكونها صادرة عن خبير كرواتي ذي سمعة طيبة في مجال تقييم اللاعبين واكتشاف المواهب، مما يضفي مصداقية كبيرة على تقييمه. إن مثل هذه التصريحات لا ترفع فقط من معنويات اللاعبين والمدربين المعنيين، بل تسلط الضوء أيضاً على جودة الكرة المصرية وقدرتها على إفراز مواهب عالمية تستحق فرصتها في المحافل الدولية.
تشكل هذه التصريحات حافزاً كبيراً للأندية المصرية والمنتخب الوطني للاستثمار بشكل أكبر في برامج تطوير الشباب، وتعزيز فرصهم في الاحتراف الخارجي من خلال توفير الدعم اللازم والبيئة التنافسية. كما أنها قد تفتح الأبواب أمام هؤلاء اللاعبين تحديداً للفت أنظار الكشافين ووكلاء اللاعبين الأوروبيين، مما يمهد الطريق أمام خطوات جدية نحو تحقيق حلم الاحتراف الذي يطمح إليه الكثيرون.
ردود الفعل والتطلعات المستقبلية
من المتوقع أن تلقى تصريحات أنتي يورشيتش صدى واسعاً في الأوساط الكروية المصرية والعربية. فمن جهة، ستعزز من مكانة حسام حسن كمدرب وطني، وتمنحه دفعة معنوية كبيرة في مهمته الصعبة مع المنتخب. ومن جهة أخرى، ستضع اللاعبين الثلاثة تحت المجهر، وتزيد من الضغوط الإيجابية عليهم لتقديم أفضل ما لديهم في المباريات القادمة، ليثبتوا أنهم جديرون بهذه الثقة والترشيح الصادر عن خبير دولي.
في الختام، تعكس هذه التصريحات نظرة موضوعية من خارج المنطقة لجودة كرة القدم المصرية والمواهب التي تزخر بها. وإذا ما تم استغلال هذه الفرص بالشكل الأمثل من قبل اللاعبين والأندية، فإنها قد تمثل نقطة تحول في مسيرة كل من المدرب واللاعبين المرشحين، وربما تسهم في تعزيز مكانة الكرة المصرية على الخريطة العالمية بشكل أكبر وتفتح آفاقاً جديدة لاحتراف المزيد من اللاعبين في المستقبل.





