الذهب ينهي موجة خسائر مدفوعًا بقرار الفيدرالي وترقب قمة ترامب وشي
شهدت أسعار الذهب انتعاشًا ملحوظًا في تداولات الأسبوع الأخير، لتكسر سلسلة من الخسائر استمرت على مدار أربع جلسات متتالية. جاء هذا التحول الإيجابي مدفوعًا بعاملين رئيسيين أثرا بشكل مباشر على معنويات المستثمرين في الأسواق العالمية: قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة، والترقب الحذر لنتائج الاجتماع المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ.
تأثير خفض الفائدة الأمريكية
كان لقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) بخفض أسعار الفائدة دور محوري في دعم المعدن الأصفر. يؤدي خفض الفائدة إلى تقليل تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الأصول التي لا تدر عائدًا، مثل الذهب، مما يزيد من جاذبيته مقارنة بالاستثمارات الأخرى كالسندات الحكومية التي يتراجع عائدها. بالإضافة إلى ذلك، يميل خفض الفائدة إلى ممارسة ضغوط على قيمة الدولار الأمريكي. وبما أن الذهب يتم تسعيره بالدولار، فإن انخفاض قيمة العملة الأمريكية يجعله أرخص ثمنًا للمشترين الذين يستخدمون عملات أخرى، وهو ما يساهم في زيادة الطلب عليه عالميًا.
ترقب قمة العشرين والمفاوضات التجارية
تزامن قرار الفيدرالي مع ترقب الأسواق للاجتماع الهام بين الرئيسين الأمريكي والصيني على هامش قمة مجموعة العشرين (G20). شكلت هذه القمة نقطة محورية للمستثمرين الذين كانوا يأملون في تحقيق تقدم في المفاوضات التجارية المتعثرة بين أكبر اقتصادين في العالم. كانت المخاوف من تصاعد الحرب التجارية وتأثيرها السلبي على النمو الاقتصادي العالمي أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت المستثمرين نحو الملاذات الآمنة، وعلى رأسها الذهب، في الأشهر السابقة. ورغم أن التوصل إلى هدنة تجارية قد يقلل من حالة عدم اليقين ويضعف الطلب على الذهب كملاذ آمن، إلا أن حالة الترقب التي سبقت الاجتماع دفعت الكثيرين إلى تغطية مراكزهم المالية، مما دعم الأسعار على المدى القصير.
سياق السوق ونهاية موجة الهبوط
جاء هذا الارتفاع بعد أن شهد الذهب تراجعات لأربعة أيام متتالية، وهي الفترة التي شهدت عمليات جني أرباح من قبل المستثمرين بعد موجة صعود قوية سابقة. كما تأثرت الأسعار سلبًا ببعض البيانات الاقتصادية الإيجابية التي صدرت في وقت سابق، والتي قللت مؤقتًا من احتمالات لجوء البنك الفيدرالي إلى سياسة نقدية أكثر تساهلًا. ومع ذلك، فإن الإشارات الواضحة من مسؤولي الفيدرالي حول استعدادهم لدعم الاقتصاد في مواجهة المخاطر التجارية، أعادت الزخم من جديد لأسعار المعدن النفيس.
النظرة المستقبلية
يرى المحللون أن المسار المستقبلي لأسعار الذهب سيظل مرتبطًا بشكل وثيق بتطورات السياسة النقدية الأمريكية ونتائج المحادثات التجارية بين واشنطن وبكين. أي مؤشرات على استمرار الخلافات التجارية أو تباطؤ اقتصادي أعمق قد تدفع الأسعار إلى مستويات أعلى، في حين أن التوصل إلى اتفاق تجاري شامل قد يحد من مكاسب الذهب على المدى المتوسط. وعليه، تبقى الأنظار موجهة نحو البيانات الاقتصادية المقبلة وتصريحات المسؤولين من كلا الجانبين لتحديد الاتجاه التالي للسوق.





