السعودية تختار الفنانة دانا عورتاني لتمثيلها في بينالي البندقية 2026
في إعلان حديث، اختارت هيئة الفنون البصرية في المملكة العربية السعودية الفنانة دانا عورتاني لتمثيل الجناح الوطني السعودي في الدورة الحادية والستين للمعرض الدولي للفنون، المعروف عالمياً باسم بينالي البندقية. من المقرر أن يُقام هذا الحدث الفني المرموق في مدينة البندقية الإيطالية في الفترة ما بين 9 مايو و22 نوفمبر 2026، وتُعد مشاركة المملكة بهذه الدورة خطوة مهمة ضمن سعيها لتعزيز حضورها الثقافي والفني على الساحة الدولية.

من هي دانا عورتاني؟
تُعرف دانا عورتاني بأنها فنانة سعودية فلسطينية، اكتسبت شهرة واسعة لأعمالها التي تمزج ببراعة بين التقاليد الفنية الإسلامية الأصيلة والمفاهيم المعاصرة. تتميز أعمالها بالتركيز على الهندسة الإسلامية المعقدة والأنماط الزخرفية التقليدية، والتي تستكشف من خلالها قضايا الهوية الثقافية، الذاكرة، التراث، وحتى مفاهيم التدمير وإعادة البناء.
تتبع عورتاني منهجاً فنياً يقوم على البحث الدقيق والتطبيق اليدوي المتقن، حيث تستخدم في كثير من أعمالها تقنيات ومواد تقليدية مثل صباغة المخطوطات، استخدام الأصباغ الطبيعية، والنقش اليدوي. تهدف أعمالها إلى إحياء وتقديم الأشكال الفنية الكلاسيكية بطرق جديدة ومبتكرة، مما يخلق حواراً فنياً يربط الماضي بالحاضر ويتناول قضايا عالمية برؤية محلية.
بينالي البندقية: منصة عالمية للفن
يُعد بينالي البندقية أحد أقدم وأعرق المعارض الفنية الدولية، وقد تأسس عام 1895. يقام المعرض كل عامين، ويُعرف بكونه محركاً رئيسياً للحوار في الفن المعاصر، ومساحة حيوية تعرض من خلالها الدول أحدث إنتاجاتها الفنية وتجاربها الثقافية. يجذب البينالي في كل دورة فنانين وقيمين فنيين ونقاداً وهواة فنون من جميع أنحاء العالم، مما يجعله محطة أساسية لتتبع تطورات المشهد الفني.
تشارك الدول في بينالي البندقية من خلال أجنحة وطنية، حيث يقوم كل جناح بتقديم معرض مُنسّق بعناية يعكس المشهد الفني المعاصر للبلد المعني ويبرز هويته الثقافية الفريدة. هذه الأجنحة توفر فرصة للدول لعرض مواهبها الفنية ووجهات نظرها الثقافية للعالم.
حضور المملكة العربية السعودية في المشهد الفني العالمي
تُظهر المملكة العربية السعودية، مدفوعةً بمبادرات رؤية 2030، اهتماماً متزايداً بالانخراط في الفعاليات الثقافية والفنية العالمية. تلعب وزارة الثقافة، من خلال هيئاتها المتخصصة كهيئة الفنون البصرية، دوراً محورياً في دعم الفنانين السعوديين والترويج لأعمالهم على الصعيد الدولي، بهدف إبراز التنوع والثراء الثقافي للمملكة.
حققت السعودية مشاركات سابقة ناجحة في بينالي البندقية، مما يؤكد التزامها بتعزيز التبادل الثقافي والحوار الفني. تعكس هذه المشاركات التطور الكبير الذي يشهده المشهد الفني السعودي، والحرص على تقديم صورة حديثة ومنفتحة عن الثقافة السعودية للعالم.
أهمية اختيار دانا عورتاني
يمثل اختيار دانا عورتاني لتمثيل السعودية في بينالي البندقية 2026 لحظة بالغة الأهمية. فممارستها الفنية، التي تتجذر بعمق في التراث ومع ذلك تتطلع إلى المستقبل، تجعلها مرشحة مثالية لتمثيل المملكة. تجسد عورتاني مزيجاً فريداً من الأصالة والحداثة، وهو ما يتوافق مع الرؤية الثقافية للمملكة الهادفة إلى الاحتفاء بالتراث مع احتضان الابتكار.
تُتيح أعمالها فرصة لتقديم فهم دقيق ومعمق للثقافة السعودية والإسلامية بشكل أوسع، مما يساهم في تحدي الصور النمطية وتعزيز التقدير الثقافي المتبادل. كما يؤكد هذا الاختيار على الديناميكية والعمق الفكري الذي يميز الفن السعودي المعاصر، وقدرته على المساهمة في الخطاب الفني العالمي.
التطلعات لمعرض 2026
على الرغم من أن التفاصيل المحددة لعمل دانا عورتاني الفني أو تركيبتها في الجناح السعودي لم تُعلن بعد، إلا أن حضورها في بينالي البندقية 2026 يبشر بمعرض سيكون متميزاً بصرياً وفكرياً وثقافياً. من المتوقع أن يعكس العمل أسلوبها الفني المميز، وأن يستكشف على الأرجح موضوعات التقاليد والتحول والهوية ضمن إطار معاصر.
ستساهم هذه المشاركة في رفع مكانة المملكة العربية السعودية في عالم الفن الدولي بشكل أكبر، وستوفر للفنانة دانا عورتاني منصة لا مثيل لها للوصول إلى جمهور عالمي، مما سيعزز من موقعها كصوت رائد ومؤثر في الفن المعاصر. يؤكد هذا الإعلان على الاستثمار الاستراتيجي للمملكة في الثقافة والتزامها برعاية المواهب الفنية والاحتفاء بها.





