الفنان عصام درويش يؤكد دور الفن التشكيلي في تشكيل الوعي ويستذكر تجربة تمثال صالح سليم كنقطة فارقة
صرح الدكتور الفنان عصام درويش مؤخرًا بأن الفن التشكيلي يلعب دورًا محوريًا في صياغة الوعي المجتمعي، مؤكدًا على أهمية المشاريع الفنية الميدانية التي تتجاوز صالات العرض التقليدية لتصل إلى الجمهور مباشرةً. وأشار درويش إلى أن هذه الفلسفة شكلت أساس اهتمامه البالغ بالأعمال الفنية العامة التي تهدف إلى إحداث تأثير مباشر في محيطها الاجتماعي.

خلفية عن رؤية الفنان عصام درويش
يُعرف الدكتور عصام درويش بكونه أحد الفنانين التشكيليين البارزين الذين يسعون إلى دمج الفن في الحياة اليومية، معتقدًا أن الفن ليس مجرد ترفيه نخبة، بل أداة قوية للتثقيف وتنمية الحس الجمالي لدى عامة الناس. وقد ركز درويش في مسيرته الفنية على كيفية تفاعل الجمهور مع الأعمال الفنية في الأماكن العامة، وكيف يمكن لهذا التفاعل أن يساهم في بناء وعي جمعي أعمق بالجمال والقضايا المختلفة.
تجربة تمثال صالح سليم: نقطة تحول
أوضح درويش أن أولى تجاربه الميدانية التي رسخت لديه هذه القناعة كانت من خلال تصميم وتنفيذ تمثال لشخصية رياضية وقيادية مرموقة، هو الكابتن صالح سليم، رئيس النادي الأهلي الأسطوري. وقد تم تدشين هذا التمثال في النادي الأهلي، وشهد يوم الافتتاح حضورًا جماهيريًا غفيرًا قُدر بالآلاف. ما لفت انتباه الفنان بشكل خاص هو تفاعل الحاضرين – كبارًا وصغارًا – مع التمثال؛ حيث لاحظوا التفافهم حوله من كافة الزوايا، متفحصين تفاصيله.
اعتبر درويش هذا التفاعل اللاواعي مع العمل الفني بمثابة مؤشر واضح على نجاحه في تحقيق هدفه. فمجرد التفاف الناس حول تمثال واستكشافه دون توجيه مسبق، يدل على أن حسهم الفني بدأ يتشكل ويتطور. هذه الملاحظة عمقت قناعته بأن الفن، عندما يُعرض في الفضاء العام، يمتلك القدرة على تعليم الأفراد "كيف يرون" الجمال ويدركون قيمته المحيطة بهم.
الأثر على الوعي العام
تكمن أهمية هذه التجربة في كونها أثبتت لدرويش أن الفن التشكيلي، خاصة النحت في الأماكن العامة، ليس مجرد إضافة جمالية فحسب، بل هو وسيلة فعالة لإثارة الفضول والتفكير وتنمية الذوق العام. فوجود عمل فني ذي قيمة في الشارع أو في الأندية يفرض نفسه على الرائي، ويدعوه للتأمل، وبالتالي يساهم في رفع مستوى الوعي الجمالي والثقافي للمجتمع ككل. هذه التجربة عززت من التزام درويش بتقديم أعمال فنية تتفاعل مع الجمهور وتترك أثرًا دائمًا.
رؤية مستقبلية للفن في الفضاء العام
تؤكد تصريحات درويش على رؤيته الطموحة لدور الفن في بناء مجتمعات أكثر وعيًا وتقديرًا للجمال. فمن خلال دمج الفن في نسيج الحياة اليومية، يمكن للفنانين المساهمة بفعالية في تشكيل قيم الأفراد وتوجهاتهم، وتحويل الفضاءات العامة إلى ساحات تعليمية وتفاعلية تخدم الصالح العام. هذه المنهجية لا تقتصر على الجانب الجمالي فحسب، بل تمتد لتشمل الجوانب الثقافية والاجتماعية، مما يجعل الفن قوة دافعة للتطور المجتمعي.





