الفنان محمد صبحي يكشف تفاصيل حريق مدينة سنبل وفيلته عقب وعكة صحية: دعوة للحذر وتقبل القدر
أدلى الفنان الكبير محمد صبحي بتصريحات مفصلة مؤخراً حول حادث حريق مفاجئ التهم أجزاء من مشروعه الفني الضخم "مدينة سنبل" بالإضافة إلى فيلته الخاصة. جاءت هذه الأحداث الصعبة بعد فترة وجيزة من تعرضه لوعكة صحية خطيرة استدعت دخوله المستشفى. وفي تعليقه على الموقف، أكد صبحي على أن ما حدث هو قدر من الله، مشدداً في الوقت ذاته على أهمية الأخذ بأسباب الحذر والوقاية، ومضيفاً بأن "لو ما فيا العالم خططت لما حدث، لفشلت"، في إشارة إلى أن بعض الأحداث تتجاوز التدبير البشري.
خلفية الأحداث
تعرض الفنان محمد صبحي قبل أشهر قليلة لوعكة صحية مفاجئة في المخ، استلزمت تدخلاً طبياً عاجلاً ودخوله المستشفى لفترة. خلال تلك الفترة، تابع جمهوره وعشاق فنه حالته بقلق بالغ، قبل أن يعلن عن تعافيه التدريجي وعودته إلى نشاطه. كانت هذه الوعكة الصحية بمثابة اختبار صعب للفنان، الذي يُعرف بنشاطه الفني المستمر وحضوره الدائم على الساحة الثقافية المصرية. بعد تماثله للشفاء جزئياً وعودته لمتابعة مشاريعه، فوجئ الجميع بخبر الحريق الذي طال أحد أهم إنجازاته ومشاريعه الفنية الطموحة.
تُعد مدينة سنبل مشروعاً فنياً فريداً من نوعه في مصر والعالم العربي، أطلقه محمد صبحي ليكون مركزاً للإبداع المسرحي والفني. تضم المدينة مسارح واستوديوهات وورش عمل ومراكز تدريب فني، بالإضافة إلى مساحات سكنية خاصة به وبفرق عمله. لطالما كانت "سنبل" حلماً يراود صبحي، سعى من خلاله لتقديم فن راقٍ وتكوين أجيال جديدة من الفنانين، لتصبح بذلك رمزاً لتفانيه في خدمة الفن والثقافة.
تفاصيل الحريق وتداعياته
وفقاً للتفاصيل التي كشف عنها محمد صبحي، فإن الحريق اندلع في أجزاء متفرقة من مدينة سنبل، وامتد ليشمل فيلته الشخصية الواقعة ضمن نطاق المدينة. ورغم عدم وجود تقارير أولية عن خسائر بشرية، إلا أن الأضرار المادية وُصفت بأنها جسيمة، مما يثير تساؤلات حول الأسباب وراء هذا الحادث المفجع، خاصةً وأنه يأتي في أعقاب فترة حرجة مر بها الفنان على الصعيد الصحي. لم يتم الإعلان عن السبب المباشر للحريق بعد، وتجري التحقيقات للكشف عن ملابساته.
عبّر الفنان عن صدمته وحزنه العميقين لما حل بمشروعه الذي أفنى فيه سنوات طويلة من الجهد والتخطيط، فضلاً عن الأضرار التي لحقت بممتلكاته الشخصية. هذه الحادثة لا تقتصر آثارها على الجانب المادي فقط، بل تمتد لتشمل الجانب المعنوي، نظراً للقيمة الفنية والتاريخية التي تمثلها مدينة سنبل لـمحمد صبحي وللحركة المسرحية في مصر.
رؤية الفنان وتصريحاته
خلال تصريحاته، لم يخف محمد صبحي مشاعره الممزوجة بالرضا بقضاء الله وقدره، والإصرار على استخلاص العبر. أكد أن ما حدث هو ابتلاء وقضاء، وأن الإيمان بالقدر جزء لا يتجزأ من شخصيته وفلسفته في الحياة. في الوقت نفسه، شدد على ضرورة اتخاذ الحيطة والحذر واتباع إجراءات السلامة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً، مؤكداً أن الإنسان مسؤول عن الأخذ بالأسباب.
أشار صبحي إلى أن حجم الكارثة كان يمكن أن يكون أكبر بكثير لولا لطف الله وجهود الأفراد الذين سارعوا للمساعدة. هذه التصريحات تعكس قوة شخصيته وقدرته على مواجهة الشدائد بإيجابية، وتحويل المحنة إلى دافع للمضي قدماً والتعلم من التجربة.
السياق الأوسع والآثار المحتملة
تثير حادثة حريق مدينة سنبل تساؤلات أوسع حول إجراءات السلامة والأمان في المنشآت الفنية والثقافية الكبيرة، وضرورة مراجعة هذه الإجراءات بشكل دوري. فبينما يُشير محمد صبحي إلى القدر الإلهي، فإنه أيضاً يقر بأن الحذر واجب بشري يمكن أن يحد من الخسائر. من المتوقع أن تستغرق عملية تقييم الأضرار وإعادة الإعمار وقتاً وجهداً كبيرين، مما قد يؤثر على الجدول الزمني لبعض المشاريع الفنية المخطط لها داخل المدينة.
وقد لاقت تصريحات صبحي تفاعلاً واسعاً من قبل زملائه في الوسط الفني وجمهوره، حيث أعرب الكثيرون عن تضامنهم ودعمهم له في هذه المحنة، مؤكدين على قيمة مدينة سنبل كصرح فني يجب الحفاظ عليه وتنميته. يبقى الفنان محمد صبحي، رغم كل التحديات، رمزاً للصمود والعطاء الفني المستمر، ومن المؤكد أنه سيتجاوز هذه الأزمة بعزيمته المعهودة.





