أسباب الدفع بمحمد صبحي في حراسة مرمى الزمالك وتفاصيل القرار الفني
أثار القرار الذي اتخذه الجهاز الفني لنادي الزمالك، بقيادة المدرب البرتغالي جوزيه جوميز، بإشراك الحارس محمد صبحي في التشكيل الأساسي للفريق في عدد من المباريات الأخيرة، جدلاً واسعاً ونقاشات مستفيضة بين جماهير النادي والمحللين الرياضيين. يأتي هذا التغيير في مركز حراسة المرمى، الذي يُعتبر أحد أكثر المراكز حساسية في الفريق، في وقت مهم من الموسم، مما يطرح تساؤلات حول مستقبل هذا المركز والمنافسة القائمة بين صبحي والحارس الأساسي السابق محمد عواد.

خلفية المنافسة في حراسة مرمى الزمالك
على مدار المواسم القليلة الماضية، استقر مركز حراسة المرمى في نادي الزمالك بشكل كبير لصالح محمد عواد، الذي كان الخيار الأول لمعظم المدربين الذين تعاقبوا على تدريب الفريق. قدم عواد مستويات ثابتة وساهم في تحقيق الفريق لعدد من البطولات، مما جعله الحارس الذي لا يمس في التشكيلة الأساسية. في المقابل، ظل محمد صبحي، الحارس الشاب الذي عاد إلى النادي بعد فترة إعارة ناجحة، الخيار الثاني، حيث كان يشارك على فترات متباعدة في بطولات الكأس أو في حالة غياب عواد للإصابة أو الإيقاف.
شهدت الفترة التي سبقت تولي جوزيه جوميز قيادة الفريق بعض التوترات المتعلقة بمحمد صبحي، بما في ذلك استبعاده لأسباب تأديبية. لكن مع وصول المدرب البرتغالي، تم فتح صفحة جديدة، وعاد صبحي للتركيز في التدريبات بقوة، منتظراً فرصة لإثبات جدارته مرة أخرى باللعب أساسياً.
التطورات الأخيرة والقرار الفني
مع بداية النصف الثاني من موسم 2023-2024، لوحظ تراجع نسبي في مستوى محمد عواد، حيث استقبلت شباكه أهدافاً اعتبرها البعض كان من الممكن التعامل معها بشكل أفضل، مما فتح الباب أمام الجهاز الفني للتفكير في بدائل. بدأ المدرب جوزيه جوميز في تطبيق سياسة التدوير ومنح الفرصة لصبحي، وهو قرار استند إلى عدة عوامل رئيسية:
- خلق روح المنافسة: سعى جوميز إلى رفع مستوى التنافسية في جميع مراكز الفريق، مؤكداً أنه لا يوجد لاعب يضمن مكانه في التشكيل الأساسي بشكل دائم، وأن الأداء في التدريبات والمباريات هو الفيصل الوحيد.
- تقييم الخيارات المتاحة: أراد المدرب البرتغالي تقييم قدرات محمد صبحي تحت ضغط المباريات الرسمية والهامة، سواء في الدوري المحلي أو في بطولة كأس الكونفدرالية الأفريقية، للوقوف على مستواه الحقيقي وتحديد مدى جاهزيته لقيادة الفريق من هذا المركز.
- تجديد الدماء: يمثل الدفع بحارس شاب مثل صبحي استثماراً للمستقبل، حيث يمنحه الخبرة اللازمة للتطور والنضج، مما يضمن للنادي امتلاك حارسين على مستوى عالٍ يمكن الاعتماد عليهما في مختلف الظروف.
جاء تطبيق القرار بشكل تدريجي، حيث بدأ صبحي بالمشاركة في بعض مباريات الدوري، ثم امتدت مشاركاته لتشمل مباريات حاسمة في البطولة القارية، وهو ما أكد ثقة الجهاز الفني في إمكانياته.
تأثير القرار وردود الفعل
انقسمت آراء جماهير الزمالك حول هذا التغيير. فبينما رأى البعض أن الدفع بمحمد صبحي كان خطوة ضرورية ومطلوبة لتصحيح الأخطاء الدفاعية ومنح الفريق حيوية جديدة، أعرب آخرون عن قلقهم من أن التغيير المستمر في مركز حراسة المرمى قد يؤثر سلباً على استقرار وتجانس الخط الخلفي للفريق. يؤكد هذا الفريق من الجماهير أن محمد عواد يمتلك خبرة أكبر، وأن استبعاده قد يؤثر على معنوياته.
على الصعيد الفني، لا يزال أداء محمد صبحي تحت المجهر في كل مباراة يشارك فيها. ويتوقف استمراره في التشكيل الأساسي على قدرته على تقديم أداء ثابت ومقنع، وتجنب الأخطاء التي قد تكلف الفريق. في النهاية، يبقى قرار اختيار الحارس الأساسي في يد المدرب جوزيه جوميز، الذي سيواصل تقييم أداء الحارسين لاختيار الأنسب لقيادة الفريق نحو تحقيق أهدافه في المرحلة المقبلة.





