الفيفا يشيد بإنجازات محمد صلاح ضمن ترشيحات جائزة 'الأفضل'
سلط الاتحاد الدولي لكرة القدم، فيفا، الضوء بشكل متكرر على المكانة العالمية التي وصل إليها النجم المصري محمد صلاح، لاعب نادي ليفربول الإنجليزي، من خلال إدراجه ضمن القائمة النهائية للمرشحين لنيل جائزة 'The Best' (الأفضل)، التي تُمنح لأفضل لاعب في العالم. هذا الترشيح، الذي تكرر في عدة مواسم، لا يمثل مجرد تكريم روتيني، بل هو شهادة دولية على الأداء الفردي الاستثنائي الذي يقدمه صلاح على أعلى المستويات في كرة القدم الأوروبية والعالمية.

خلفية عن جائزة 'الأفضل' وسياق الترشيح
تُعد جائزة 'الأفضل' من فيفا الحدث السنوي الأبرز الذي ينظمه الاتحاد الدولي لتكريم النجوم البارزين في عالم كرة القدم. انطلقت هذه الجائزة بشكلها الحالي في عام 2016 بعد انفصال الفيفا عن جائزة الكرة الذهبية التي تقدمها مجلة 'فرانس فوتبول'. وتكتسب الجائزة أهميتها من آلية التصويت الفريدة التي تشمل أربع فئات متساوية في الوزن (25% لكل فئة)، وهم: قادة المنتخبات الوطنية، ومدربو المنتخبات، ومجموعة مختارة من الصحفيين الرياضيين من حول العالم، بالإضافة إلى تصويت الجماهير عبر الإنترنت، مما يمنحها طابعًا ديمقراطيًا وشاملاً.
برز اسم محمد صلاح بقوة في قوائم المرشحين، ووصل إلى القائمة النهائية المكونة من ثلاثة لاعبين في نسخة عام 2021، والتي غطت فترة الأداء الممتدة من أكتوبر 2020 إلى أغسطس 2021. في تلك النسخة، نافس صلاح على الجائزة إلى جانب الأرجنتيني ليونيل ميسي والبولندي روبرت ليفاندوفسكي، مما وضعه رسميًا ضمن أفضل ثلاثة لاعبين في العالم لذلك العام.
الأداء الاستثنائي لصلاح خلال فترة التقييم
استند ترشيح محمد صلاح لجائزة الأفضل لعام 2021 إلى موسم فردي مذهل قدمه مع ناديه ليفربول، على الرغم من التحديات التي واجهها الفريق بشكل جماعي في ذلك الموسم. فبينما عانى الفريق من إصابات وغياب عن منصات التتويج الكبرى، كان صلاح هو النقطة المضيئة والثابتة في أدائه. وتضمنت أبرز إنجازاته خلال تلك الفترة ما يلي:
- سجل تهديفي مميز: تمكن صلاح من تسجيل 31 هدفًا في 51 مباراة خاضها في جميع المسابقات خلال موسم 2020-2021، مما يبرهن على حس تهديفي عالٍ واستمرارية نادرة.
- منافسة شرسة في الدوري الإنجليزي: كان منافسًا رئيسيًا على جائزة الحذاء الذهبي في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث سجل 22 هدفًا، بفارق هدف واحد فقط عن الفائز هاري كين.
- قيادة الفريق نحو دوري الأبطال: لعب دورًا حاسمًا في قيادة ليفربول لتحقيق سلسلة من الانتصارات في نهاية الموسم، مما ضمن للفريق مركزًا مؤهلًا لدوري أبطال أوروبا، وهو إنجاز كان يبدو بعيد المنال في منتصف الموسم.
- أهداف حاسمة وفنية: لم تكن أهدافه مجرد أرقام، بل شملت أهدافًا حاسمة وأخرى ذات طابع فني رفيع، مما عزز من سمعته كلاعب قادر على تغيير مسار المباريات بمفرده.
إشادة الفيفا الرسمية وردود الفعل العالمية
لم يأتِ الترشيح من فراغ، حيث حرصت القنوات الرسمية للفيفا على الإشادة بمحمد صلاح في تقاريرها ومقالاتها التي سبقت حفل توزيع الجوائز. ركزت هذه التقارير على قدراته الفنية، وسرعته الفائقة، وقدرته على المراوغة وإنهاء الهجمات بدقة، واصفة إياه بأنه أحد أكثر المهاجمين خطورة في العالم. كما قامت المنصات الرقمية التابعة للفيفا بنشر مقاطع فيديو تستعرض أجمل أهدافه ولمساته خلال فترة التقييم، وهو ما شكّل تعليقًا إيجابيًا ومباشرًا من المنظمة على جدارته بالترشيح.
على صعيد ردود الفعل، أثار ترشيحه نقاشًا واسعًا في الأوساط الرياضية العالمية. رأى العديد من المحللين واللاعبين السابقين، خاصة المتابعين للدوري الإنجليزي، أنه كان يستحق مركزًا أفضل أو حتى الفوز بالجائزة، نظرًا لأدائه الفردي الخارق في دوري يُعتبر الأكثر تنافسية في العالم. بينما أشار البعض الآخر إلى أن غياب الألقاب الجماعية عن فريقه في ذلك الموسم كان العامل الذي رجح كفة منافسيه.
النتائج النهائية وأهمية الإنجاز
في الحفل الذي أقيم في يناير 2022، تم الإعلان عن فوز روبرت ليفاندوفسكي بالجائزة، بينما حل ليونيل ميسي في المركز الثاني، وجاء محمد صلاح في المركز الثالث. على الرغم من عدم فوزه باللقب، فإن احتلاله المركز الثالث عالميًا في تصنيف الفيفا الرسمي يعد إنجازًا تاريخيًا لكرة القدم المصرية والعربية. إن التواجد المستمر في قائمة الصفوة العالمية يؤكد على مكانة صلاح كأحد أساطير اللعبة في جيله، ويعكس حجم الموهبة والجهد الذي يقدمه موسمًا بعد آخر، ليصبح مصدر إلهام لملايين الشباب حول العالم.





