القبض على سائق ومُحصِّل بتهمة إهانة مسن بالمنصورة وسط تفاعل مجتمعي واسع
أثارت واقعة إهانة رجل مسن في مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية موجة غضب واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، والتي انتهت بتدخل سريع من الأجهزة الأمنية وإلقاء القبض على سائق حافلة صغيرة (ميكروباص) والمُحصِّل المسؤول عن الواقعة. جاء هذا التحرك بعد انتشار مقطع فيديو يوثق الحادثة، مما سلط الضوء على قضية احترام كبار السن والتعامل الإنساني في المواصلات العامة.

تفاصيل الواقعة وانتشارها
تعود تفاصيل الحادثة إلى الأيام القليلة الماضية، حين تم تداول مقطع فيديو يُظهر رجلاً مسناً، عُرف لاحقاً باسم فوزي السعيد ويبلغ من العمر 70 عاماً، وهو في حالة من الحزن والأسى بعد أن تم إنزاله من حافلة نقل ركاب بطريقة مهينة. وبحسب شهود عيان وما تم تداوله، فإن خلافا نشب بين الرجل المسن من جهة والسائق والمُحصِّل من جهة أخرى، يُعتقد أنه كان بسبب أجرة الركوب. أدى الخلاف إلى تعرض "عم فوزي" لإساءة لفظية وطرده من المركبة أمام المارة.
لعب الفيديو، الذي صوره أحد المواطنين، دوراً محورياً في كشف تفاصيل ما حدث. حيث أظهر المقطع الرجل المسن وهو يحمل أوراقاً طبية، مما أثار تعاطفاً كبيراً معه، إذ بدا أنه كان عائداً من رحلة علاجية. انتشر المقطع بشكل واسع، وطالب المستخدمون بضرورة محاسبة المتورطين ورد اعتبار الرجل المسن.
التحرك الأمني والقانوني
استجابةً للضجة الإعلامية والمطالبات الشعبية، تحركت مديرية أمن الدقهلية بشكل فوري. تمكنت الأجهزة الأمنية من خلال التحريات وتتبع خط سير المركبة من تحديد هوية السائق والمُحصِّل. وفي غضون ساعات قليلة من انتشار الفيديو، تم إلقاء القبض عليهما.
ووفقاً للبيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الداخلية، أقر المتهمان بارتكاب الواقعة عند مواجهتهما بالأدلة. تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهما، وأُحيلا إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيق في التهم الموجهة إليهما، والتي قد تشمل التنمر والإيذاء النفسي واللفظي، وهي جرائم يعاقب عليها القانون المصري.
رد الاعتبار والتفاعل المجتمعي
لم يقتصر الأمر على الإجراءات القانونية، بل شهدت القضية جانباً إنسانياً مهماً تمثل في "رد اعتبار" عم فوزي. حيث قام عدد من المسؤولين الأمنيين والتنفيذيين في محافظة الدقهلية بزيارته في منزله لتقديم الاعتذار له وتأكيد وقوف الدولة بجانبه. تهدف هذه اللفتة إلى إيصال رسالة بأن كرامة المواطنين، خاصة كبار السن، خط أحمر لا يمكن تجاوزه.
على المستوى الشعبي، لاقت سرعة استجابة السلطات استحساناً كبيراً، حيث اعتبرها الكثيرون انتصاراً للقيم الإنسانية وتأكيداً على دور الرقابة المجتمعية التي تتيحها وسائل التواصل الحديثة. وتجددت الدعوات إلى ضرورة تعزيز ثقافة احترام كبار السن وتكثيف الرقابة على سلوكيات مقدمي الخدمات في قطاع النقل لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث المؤلمة.





