الكشف عن معتقل سري تحت الأرض استخدمه النظام السوري في حمص
أفادت تقارير إخبارية مؤخراً عن اكتشاف سجن سري تحت الأرض في ريف حمص الغربي، والذي يُعتقد أنه كان يُستخدم كمركز اعتقال من قبل قوات النظام السوري خلال سنوات النزاع. يضيف هذا الكشف دليلاً مادياً جديداً إلى السجل الواسع لانتهاكات حقوق الإنسان الموثقة في سوريا، ويسلط الضوء مجدداً على قضية المعتقلين والمختفين قسرياً في البلاد.

تفاصيل الموقع المكتشف
تم العثور على المنشأة تحت الأرض، وهي مصممة لتكون مخفية عن الأنظار. وبحسب المعلومات الأولية والصور المتداولة، يتكون السجن من ممرات ضيقة وغرف صغيرة كانت تستخدم كزنازين انفرادية وجماعية. تظهر الجدران آثار كتابات تركها المعتقلون، ما يعكس الظروف القاسية التي كانوا يعيشون فيها. تم بناء الموقع تحت الأرض بالكامل، مما يجعله معزولاً صوتياً ومرئياً، وهو أسلوب شائع في بناء المعتقلات السرية لتجنب الكشف عنها وتسهيل ممارسة التعذيب دون رقابة.
- الموقع: ريف حمص الغربي، وهي منطقة شهدت عمليات عسكرية مكثفة ومعارك بين النظام وقوات المعارضة لسنوات.
- الهيكل: يتكون من زنازين ضيقة وممرات تحت الأرض، مع انعدام شبه تام للتهوية أو الضوء الطبيعي.
- الأدلة: عُثر على كتابات على الجدران ومخلفات شخصية بسيطة، مما يشير إلى وجود محتجزين سابقين.
خلفية عن شبكة المعتقلات في سوريا
يأتي هذا الاكتشاف في سياق أوسع يتعلق بشبكة السجون ومراكز الاعتقال الرسمية وغير الرسمية التي أدارها النظام السوري على مدى عقود، وتوسعت بشكل كبير بعد عام 2011. وثقت منظمات حقوقية دولية، مثل هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية، والشبكة السورية لحقوق الإنسان، وجود مئات من مراكز الاعتقال التي مورست فيها أسوأ أشكال التعذيب والمعاملة اللاإنسانية. تعتبر سجون مثل صيدنايا وتدمر من أشهر الأمثلة على هذه المنشآت، حيث قضى عشرات الآلاف من المعتقلين بسبب التعذيب أو الإعدام أو الظروف المروعة. تقدر المنظمات الحقوقية أن أكثر من 100 ألف شخص لا يزالون في عداد المفقودين أو المختفين قسرياً في سجون النظام.
الأهمية والدلالات
يكتسب العثور على هذا السجن أهمية خاصة لعدة أسباب. أولاً، هو يقدم دليلاً ملموساً يدعم شهادات الناجين التي تحدثت طويلاً عن وجود منشآت اعتقال سرية لم تكن معروفة من قبل. ثانياً، يمثل تذكيراً مؤلماً لأهالي المفقودين بأن مصير أبنائهم لا يزال مجهولاً، ويزيد من إلحاح المطالبات بالكشف عن أماكن وجودهم. ثالثاً، يمكن أن تساهم مثل هذه الاكتشافات في جهود المساءلة والعدالة مستقبلاً، حيث يمكن استخدامها كأدلة في المحاكم الدولية أو الوطنية التي تنظر في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في سوريا. إن وجود مثل هذه المواقع يؤكد على الطبيعة المنهجية للاعتقال التعسفي والإخفاء القسري الذي مارسه النظام كأداة لقمع المعارضة وترهيب المجتمع.




