المتحف المصري الكبير: عرض أجنة توت عنخ آمون لأول مرة مع بقاء موميائه في مقبرتها
شهد المتحف المصري الكبير مؤخراً افتتاح قاعات الملك توت عنخ آمون، الحدث الذي استقطب اهتماماً واسعاً من الزوار والمتابعين للتاريخ المصري القديم. تقدم هذه القاعات لأول مرة المجموعة الكاملة لكنوز الملك الشاب، والتي تضم أكثر من 5300 قطعة أثرية، مما يتيح للجمهور فرصة فريدة للاطلاع على عظمة الحضارة المصرية.

تفاصيل العرض المتحفي الجديد
تمتد قاعات الملك توت عنخ آمون على مساحة تتجاوز سبعة آلاف متر مربع، مصممة لتوفر تجربة غامرة للزوار. تبدأ الجولة بشاشات تفاعلية تستعرض قصة اكتشاف المقبرة الشهيرة في وادي الملوك عام 1922. من بين المجموعة الكاملة، يُعرض ما يقرب من 3000 قطعة للمرة الأولى على الإطلاق منذ اكتشافها، مما يضيف بعداً جديداً للمعرفة حول حياة الفرعون الذهبي.
من أبرز المعروضات التي لفتت الأنظار هي تلك التي تكشف جوانب شخصية من حياة الملك، وتشمل:
- الأجنة المومياوية لابنتي الملك اللتين ولدتا متوفيتين.
- الدروع الحربية وأدوات الصيد التي كان يستخدمها.
- مقتنيات شخصية وأدوات زينة تعكس تفاصيل الحياة اليومية في القصر الملكي.
- الأواني والمعدات الجنائزية التي أُعدت لرحلته إلى العالم الآخر.
لغز الفاترينة الخاوية
في قلب إحدى القاعات، وُضعت فاترينة عرض زجاجية ضخمة ومجهزة خصيصاً، لكنها بقيت فارغة بشكل لافت، مما أثار تساؤلات الزوار. أوضح المسؤولون أن هذه المساحة كانت مخصصة في الأصل لعرض مومياء الملك توت عنخ آمون بجوار أجنة ابنتيه، اللتين يتم عرضهما حالياً في نفس القاعة للمرة الأولى.
سبب بقاء المومياء في مقبرتها
أكد الدكتور عيسى زيدان، مدير عام الترميم ونقل الآثار بالمتحف، أن قرار إبقاء المومياء في مقبرتها الأصلية بوادي الملوك كان مقصوداً ويأتي كإجراء احترازي بالغ الأهمية. وأوضح أن الهدف الأساسي هو الحفاظ على سلامة المومياء شديدة الهشاشة وحمايتها من أي أضرار محتملة قد تنجم عن عملية النقل أو التغير في الظروف البيئية المحيطة بها من حرارة ورطوبة. وبهذا القرار، تضمن وزارة السياحة والآثار المصرية الحفاظ على هذا الأثر الإنساني الفريد للأجيال القادمة.
الأهمية الثقافية والتاريخية
يُعد تجميع وعرض كنوز توت عنخ آمون كاملة تحت سقف واحد إنجازاً ثقافياً كبيراً، حيث يوفر للباحثين والجمهور نظرة شاملة ومتكاملة على حقبة تاريخية مهمة. كما أن عرض مقتنيات لم تشاهد من قبل، خاصة أجنة ابنتيه، يضيف عمقاً إنسانياً مؤثراً لقصة الملك الشاب. ولضمان سلامة القطع المعروضة، تم وضعها داخل فاترينات زجاجية يتجاوز وزن الواحدة منها خمسة أطنان، ومصممة بأعلى معايير الأمان العالمية لتوفير تجربة آمنة وتعليمية في آن واحد.





