المدير الفني الجديد للأهلي يضع الفريق في مصاف بايرن وبرشلونة ويشخّص نقاط ضعف الدوري المصري
في تصريحاته الرسمية الأولى بعد توليه منصب المدير الفني لـالنادي الأهلي المصري، أثار المدرب الدنماركي يس توروب اهتمام الأوساط الرياضية بتقييمه الطموح لمكانة النادي، مشبهاً إياه بأندية أوروبية عملاقة، كما قدم رؤيته الفنية الأولية حول ما يحتاجه اللاعبون في مصر للارتقاء بمستواهم. جاءت هذه التصريحات خلال المؤتمر الصحفي لتقديمه، لترسم ملامح المرحلة الجديدة التي يقبل عليها بطل إفريقيا.

مقارنة طموحة مع كبار أوروبا
أكد توروب أن حجم النادي الأهلي وتاريخه العريق والضغط الجماهيري والإعلامي للفوز بكل البطولات يضعه في فئة خاصة من الأندية العالمية. وأوضح أن متطلبات النجاح في الأهلي لا تختلف عن تلك الموجودة في أندية مثل بايرن ميونخ الألماني وبرشلونة الإسباني، حيث الفوز ليس مجرد هدف، بل هو ضرورة حتمية في كل مباراة. لم تكن المقارنة فنية بحتة بقدر ما كانت وصفاً لحجم التوقعات وثقافة الانتصار التي تسود داخل هذه الكيانات الكبرى، وهو ما وجده متجسداً في النادي الأهلي، الأمر الذي كان أحد الدوافع الرئيسية لقبوله المهمة.
تشخيص فني لنقائص اللاعب المصري
انتقل توروب للحديث عن رؤيته للدوري المصري واللاعبين المحليين بناءً على متابعته الأولية. ورغم إشادته بالمهارات الفردية والموهبة المتوفرة، فإنه أشار بوضوح إلى وجود جوانب أساسية تحتاج إلى تطوير جذري للوصول إلى المستويات العالمية. لخص توروب ملاحظاته في عدة نقاط رئيسية، مشيراً إلى أن معالجتها ستكون من أولوياته لتحسين الأداء العام للفريق واللاعبين.
- الجانب التكتيكي: ذكر أن هناك حاجة لرفع مستوى الوعي التكتيكي لدى اللاعبين، خاصة في التحرك بدون كرة، والالتزام بالأدوار الدفاعية والهجومية ككتلة واحدة، وسرعة التحول بين الحالتين.
- الكثافة البدنية: شدد على أن نسق اللعب في الدوريات الأوروبية الكبرى أعلى بكثير، وأن اللاعبين بحاجة إلى تطوير قدرتهم على اللعب بإيقاع عالٍ طوال التسعين دقيقة، وهو ما يتطلب برامج تدريبية ولياقية متخصصة.
- العقلية الاحترافية: ألمح إلى أهمية الالتزام الكامل بمتطلبات الاحتراف خارج الملعب، مثل التغذية السليمة والحصول على قسط كافٍ من الراحة والتعافي، مؤكداً أن هذه العوامل تؤثر بشكل مباشر على الأداء داخل الملعب.
خلفية التعاقد وأهداف المرحلة المقبلة
يأتي تعيين يس توروب خلفاً للمدرب السويسري مارسيل كولر، في خطوة تهدف من خلالها إدارة النادي الأهلي إلى مواصلة الهيمنة المحلية والقارية وتطوير أسلوب لعب الفريق ليصبح أكثر حداثة وفعالية. ويمتلك المدرب الدنماركي سيرة ذاتية متنوعة تشمل تدريب أندية مثل أوغسبورغ في الدوري الألماني وكوبنهاغن في الدنمارك، مما يمنحه خبرة في التعامل مع مختلف المدارس الكروية. وتتمثل الأهداف الرئيسية التي تم تحديدها لتوروب في الحفاظ على لقب دوري أبطال إفريقيا، واستعادة درع الدوري المصري، بالإضافة إلى تقديم أداء مشرف في البطولات العالمية مثل كأس العالم للأندية.
وقد لاقت تصريحات توروب الأولى أصداءً واسعة، حيث اعتبرها البعض دليلاً على ثقته الكبيرة وطموحه الذي يتماشى مع مكانة النادي، بينما رأى آخرون أنها تضع ضغطاً إضافياً عليه منذ البداية. ومع ذلك، يبقى الحكم النهائي مرتبطاً بما سيقدمه الفريق على أرض الملعب تحت قيادته خلال الفترة القادمة.





