المستشار مرتضى منصور يعلق على واقعة صفع مُسن السويس: «لا شيء أقسى من أن يُضرب أب أمام أبنائه»
مؤخراً، أثارت واقعة صفع شاب لِمُسن في محافظة السويس غضباً واسعاً واهتماماً إعلامياً كبيراً في الأوساط المصرية. تأتي هذه الحادثة لتُسلط الضوء على قضايا احترام كبار السن والقيم المجتمعية. وفي ظل ردود الأفعال المستنكرة، أدلى المستشار مرتضى منصور، الرئيس السابق لنادي الزمالك وشخصية عامة معروفة، بتعليقه الخاص على الواقعة خلال بث مباشر، مُعرباً عن وجهة نظره حول هذا الفعل الذي يمس كرامة الأفراد ويُعد خرقاً للتقاليد والأعراف المجتمعية.

الخلفية وتفاصيل الواقعة
تُظهر التسجيلات المصورة التي انتشرت بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، شاباً وهو يقوم بصفع رجل مُسن على وجهه في مشهد أثار استنكاراً جماهيرياً واسعاً. وقعت الحادثة في محافظة السويس، ولم تُكشف تفاصيل واضحة عن الأسباب المباشرة التي أدت إلى هذا الاعتداء، إلا أن المشهد كان كافياً لإشعال موجة من الغضب. وقد تداول رواد الإنترنت الفيديو بشكل مكثف، مُطالبين بالتحقيق الفوري ومحاسبة الجاني، مؤكدين على أهمية صون كرامة كبار السن وحمايتهم من أي اعتداء.
ردود الأفعال العامة
شهدت الواقعة تفاعلاً غير مسبوق على مواقع التواصل الاجتماعي المصرية، حيث عبر الآلاف من المستخدمين عن صدمتهم وغضبهم الشديدين. تصدرت وسوم تدين الاعتداء وتدعو إلى احترام كبار السن قوائم الأكثر تداولاً، ما يعكس مدى حساسية القضية في المجتمع المصري الذي يُعلي من شأن واحترام الكبير. رأى الكثيرون في هذه الحادثة انتهاكاً صارخاً للقيم الدينية والثقافية التي تحث على الإحسان إلى الوالدين وكبار السن ورعايتهم. كما طالب العديد من النشطاء بضرورة تفعيل القوانين الرادعة لضمان عدم تكرار مثل هذه التصرفات المشينة.
تعليق المستشار مرتضى منصور
وسط هذا الجو المشحون بالغضب، قرر المستشار مرتضى منصور، الذي اعتاد التعليق على القضايا الجدلية والمستجدات على الساحة المصرية، أن يدلي بدلوه في هذه الواقعة. خلال بث مباشر، يُرجح أنه كان عبر إحدى حساباته الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي، تناول منصور الحادثة من زاوية إنسانية واجتماعية عميقة. وقد جاء تعليقه ليُسلط الضوء على أبعاد الفعل النفسية والمعنوية، قائلاً: «لا شيء أقسى من أن يُضرب أب أمام أبنائه». هذا التصريح، الذي يحمل في طياته إشارة إلى الأب المُسن الذي يمثل رمزاً للعائلة والكرامة، يعكس عمق الإهانة التي يمكن أن يتعرض لها شخص كبير في السن، خاصة إذا كان ذلك أمام من يمثلون امتداداً له.
تُفهم مقولة منصور على أنها تعبير عن الألم الشديد الذي يشعر به المجتمع تجاه إذلال الكبار، وتحديداً من يُنظر إليهم كأبوين أو أجداد. تُشير الجملة إلى أن الإهانة الجسدية قد لا تكون وحدها القاسية، بل إن الإذلال العلني يترك أثراً عميقاً ومدمراً على كرامة الفرد والمجتمع بأكمله. وقد لاقى تعليقه صدى واسعاً، حيث اعتبره الكثيرون تعبيراً صادقاً عن وجدان الشارع المصري، الذي يرفض بشدة المساس بكرامة كبار السن.
التطورات اللاحقة وأهمية الخبر
عقب الانتشار الواسع للفيديو والضغط الجماهيري، تحركت الأجهزة الأمنية في السويس على الفور. وقد أفادت التقارير الأولية بتمكن السلطات من تحديد هوية الشاب المعتدي والقبض عليه، حيث يخضع حالياً للتحقيق تمهيداً لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه. ويُتوقع أن يتم توجيه تهم تتعلق بالاعتداء والمساس بكرامة مواطن.
تكتسب هذه القضية أهمية بالغة تتجاوز مجرد حادثة فردية. إنها تُعد مؤشراً على عدة جوانب مجتمعية وقانونية: من جهة، تُبرز الدور المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي في فضح الانتهاكات وتحريك الرأي العام نحو المطالبة بالعدالة. ومن جهة أخرى، تُعيد التأكيد على قيمة احترام كبار السن كركيزة أساسية من ركائز المجتمع المصري، وتُسلط الضوء على ضرورة الحفاظ على هذه القيم في وجه التحديات المعاصرة. كما تُظهر استجابة السلطات لردود الفعل الشعبية حرص الدولة على حماية حقوق مواطنيها، خصوصاً الفئات الضعيفة، وتطبيق القانون بكل حزم لردع أي سلوكيات تضر بالنسيج الاجتماعي.





