المغرب والأرجنتين في مواجهة حاسمة على لقب كأس العالم للشباب 2025
تتجه أنظار عشاق كرة القدم العالمية مساء يوم الأحد، 22 يونيو 2025، إلى ملعب تشيلي الوطني في سانتياغو، الذي يحتضن المباراة النهائية لبطولة كأس العالم للشباب تحت 20 عاماً. يجمع هذا اللقاء المرتقب بين منتخبين يمثلان مدرستين كرويتين مختلفتين؛ المنتخب المغربي الطامح لكتابة التاريخ وتحقيق لقبه الأول في هذه الفئة، والمنتخب الأرجنتيني، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة، والذي يسعى لتعزيز هيمنته على صعيد كرة القدم للشباب.

مشوار المنتخبين نحو النهائي
قدم منتخب المغرب للشباب، المعروف بلقب "أشبال الأطلس"، أداءً استثنائياً خلال البطولة، حيث فاجأ الجميع بقدرته على تجاوز عقبات صعبة. بنى الفريق المغربي مسيرته على تنظيم دفاعي محكم وانضباط تكتيكي عالٍ، معتمداً على الهجمات المرتدة السريعة التي أثمرت عن أهداف حاسمة. وكان أبرز ما يميز مشوارهم هو الإطاحة بمنتخبات أوروبية عريقة في الأدوار الإقصائية، ليبلغوا المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخهم، في إنجاز يعكس التطور الكبير الذي تشهده كرة القدم المغربية على كافة المستويات.
في المقابل، دخل المنتخب الأرجنتيني البطولة وهو أحد أبرز المرشحين لنيل اللقب، ونجح في تأكيد هذه التوقعات بأداء قوي وثابت. تميز "راقصو التانغو الصغار" بمهاراتهم الفردية العالية وقدرتهم على التحكم في نسق المباريات والاستحواذ على الكرة، مدعومين بخط هجوم فعال. ورغم مواجهتهم لبعض التحديات، إلا أن خبرتهم الكبيرة في هذه المنافسات مكنتهم من حجز مقعدهم في النهائي، ليواصلوا سعيهم نحو إضافة نجمة جديدة إلى رصيدهم الذهبي.
تحليل فني وتوقعات المواجهة
من المتوقع أن تكون المباراة النهائية عبارة عن معركة تكتيكية من الطراز الرفيع. فمن جهة، يعتمد المنتخب المغربي على قوته ككتلة واحدة وصلابته الدفاعية، وهو ما قد يشكل تحدياً كبيراً للمواهب الهجومية الأرجنتينية. ومن جهة أخرى، سيحاول المنتخب الأرجنتيني فرض أسلوبه المعتاد القائم على التمريرات القصيرة والضغط العالي لاستنزاف الخصم وخلق الفرص. ويرى المحللون أن السيطرة على وسط الملعب ستكون مفتاح الفوز في هذه المواجهة الحاسمة.
تبرز في كلا الفريقين أسماء لافتة قدمت أوراق اعتمادها خلال البطولة:
- لدى المغرب، برز لاعب خط الوسط كعقل مدبر للفريق، بالإضافة إلى مهاجم سريع أثبت قدرته على ترجمة الفرص إلى أهداف.
 - بينما يعتمد المنتخب الأرجنتيني على صانع ألعاب موهوب وهداف قناص يتصدر قائمة هدافي البطولة.
 
أهمية تاريخية لكلا الفريقين
يحمل هذا النهائي أهمية كبرى تتجاوز مجرد الفوز باللقب. بالنسبة للمغرب، فإن التتويج بكأس العالم للشباب سيكون إنجازاً تاريخياً غير مسبوق لكرة القدم المغربية والإفريقية، وسيعتبر امتداداً للنجاحات التي حققها المنتخب الأول في مونديال قطر 2022، مما يؤكد على استمرارية تطور المواهب في البلاد. أما بالنسبة للأرجنتين، فإن الفوز سيعني تعزيز مكانتها كأنجح دولة في تاريخ البطولة، ويؤكد على نجاح منظومتها في اكتشاف ورعاية المواهب الشابة التي تشكل مستقبل المنتخب الأول.
وقد سادت الأجواء التفاؤلية معسكر المنتخب المغربي، حيث أكد مدرب الفريق في تصريحات صحفية أن الوصول للنهائي هو بحد ذاته فخر كبير، لكن الطموح الآن هو العودة بالكأس. في حين شدد نظيره الأرجنتيني على احترام الخصم المغربي الذي أثبت جدارته، مؤكداً أن فريقه جاهز لتقديم أفضل ما لديه في المباراة الأهم بالبطولة. ومع اكتمال كافة الاستعدادات، ينتظر العالم بفارغ الصبر معرفة من سيرفع الكأس الذهبية في سماء سانتياغو.





