الملحق الآسيوي يضع دوري روشن على المحك: جدل حول تأثير اللاعبين الأجانب على المنتخب السعودي
تجدد النقاش في الأوساط الرياضية السعودية خلال الأسابيع الأخيرة حول العلاقة بين استراتيجيات دوري روشن للمحترفين ومستوى أداء المنتخب الوطني الأول لكرة القدم. يأتي هذا الجدل في وقت حاسم، حيث يواجه المنتخب السعودي مسارًا صعبًا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، مع تزايد احتمالية خوضه الملحق الآسيوي، وهو ما يعتبره الكثير من المتابعين نتيجة لا تعكس حجم الاستثمار الضخم في البنية التحتية الرياضية بالمملكة.

الخلفية: طفرة الدوري السعودي وأهدافها
شهد دوري روشن السعودي تحولًا جذريًا منذ انطلاق مشروع استقطاب كبار نجوم كرة القدم العالميين، بهدف رفع القيمة الفنية والتسويقية للدوري وجعله ضمن أقوى الدوريات في العالم. رافق هذا التوجه قرار استراتيجي من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم ورابطة الدوري بالسماح للأندية بتسجيل عدد كبير من اللاعبين الأجانب، مما أتاح لكل فريق تعزيز صفوفه بأسماء عالمية لامعة في مختلف المراكز. كان الهدف المعلن هو زيادة التنافسية وتطوير اللاعبين المحليين عبر الاحتكاك بهذه الخبرات العالمية.
صلب الجدل: تضارب الأهداف بين النادي والمنتخب
يكمن جوهر الجدل الحالي في التداعيات غير المباشرة لهذه السياسة على المنتخب الوطني. يرى منتقدون أن الاعتماد المكثف على اللاعبين الأجانب، خاصة في المراكز الهجومية وصناعة اللعب، قد قلص بشكل كبير من فرص مشاركة المواهب السعودية الشابة في مباريات ذات نسق عالٍ. هذا الأمر، بحسب وجهة نظرهم، يؤدي إلى محدودية الخيارات المتاحة لمدرب المنتخب الوطني، الإيطالي روبرتو مانشيني، ويؤثر على جاهزية وانسجام اللاعبين الدوليين الذين لا يشاركون بصفة أساسية مع أنديتهم.
مسار التصفيات وخطر الملحق الآسيوي
أدت النتائج الأخيرة للمنتخب السعودي في التصفيات الآسيوية إلى تعقيد مهمته في التأهل المباشر إلى المونديال. والملحق الآسيوي هو مرحلة إقصائية تجمع بين المنتخبات التي لم تنجح في حجز بطاقة مباشرة، وتتميز بمنافسة شرسة وضغط نفسي كبير. إن وصول فريق بحجم المنتخب السعودي إلى هذه المرحلة يُنظر إليه على أنه تراجع في المستوى، مما دفع المحللين والجمهور إلى إعادة تقييم استراتيجية تطوير كرة القدم في البلاد والبحث عن الأسباب الكامنة وراء هذا التحدي.
وجهات نظر متباينة حول الأزمة
تنقسم الآراء حول هذه القضية إلى فريقين رئيسيين، ولكل منهما حججه المنطقية:
- الفريق الأول: يرى أن سياسة زيادة عدد الأجانب أضرت بالمنتخب على المدى القصير والمتوسط، مطالبًا بضرورة مراجعتها وإيجاد توازن يضمن منح اللاعب السعودي فرصة أكبر للتطور والمشاركة. يعتقد هذا الفريق أن قوة الدوري لا يجب أن تأتي على حساب المنتخب الوطني الذي يمثل الواجهة الأهم للكرة السعودية.
- الفريق الثاني: يدافع عن الاستراتيجية الحالية، مؤكدًا أنها مشروع طويل الأمد وأن ثماره لم تظهر بعد. يجادل أن اللعب بجانب نجوم عالميين يرفع من مستوى اللاعبين المحليين فنيًا وذهنيًا، وأن المشكلة قد تكمن في جوانب أخرى مثل قطاعات الناشئين أو الخطط الفنية للمنتخب، وليس في سياسة الدوري.
التأثير المستقبلي والخطوات المتوقعة
يبقى مستقبل هذه السياسة مرتبطًا بشكل وثيق بالنتائج التي سيحققها المنتخب السعودي في الفترة المقبلة. من المتوقع أن تؤدي نتيجة مشوار التصفيات إلى إعادة تقييم شاملة من قبل صناع القرار في الرياضة السعودية. قد تشمل الحلول المطروحة دراسة تعديل عدد اللاعبين الأجانب المسموح بهم، أو فرض لوائح جديدة تضمن مشاركة عدد معين من اللاعبين المحليين، بهدف تحقيق التوازن المنشود بين صناعة دوري عالمي المستوى ومنتخب وطني قادر على المنافسة بقوة على الساحة الدولية.





