المنتدى الأردني البريطاني لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات يختتم أعماله بتعزيز الشراكة الرقمية
اختتمت بنجاح في المملكة المتحدة فعاليات المنتدى الأردني البريطاني لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات لعام 2025، والذي شهد على مدى أيامه الماضية مناقشات معمقة وتبادلاً للخبرات بين نخبة من القادة والخبراء في القطاعين العام والخاص. هذا الملتقى الهام، الذي نظمته وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة الأردنية بالتعاون الوثيق مع السفارة الأردنية في لندن، جاء بدعم استراتيجي من برنامج "جوردن سورس" (Jordan Source)، المبادرة الوطنية التي يرعاها سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد. وقد شهد المنتدى، الذي رعى سموه إطلاقه، نهاية أعماله يوم الثلاثاء الماضي، الموافق 20 مايو 2025، تاركًا وراءه توصيات واعدة لتعزيز التعاون الرقمي الثنائي.

أهداف المنتدى وخلفيته
يمثل المنتدى الأردني البريطاني لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات منصة حيوية لترسيخ أواصر الشراكة بين المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المتحدة في قطاع حيوي ومتسارع التطور. يأتي هذا المنتدى في سياق رؤية الأردن الطموحة لتطوير اقتصاد رقمي مزدهر، مدعومًا بمواهب شابة وطاقات ابتكارية واعدة. من جانبها، تعتبر المملكة المتحدة رائدة عالميًا في التكنولوجيا والابتكار، مما يجعل الشراكة معها ذات قيمة استراتيجية عالية للأردن في مساعيه لتحقيق التحول الرقمي.
ويهدف برنامج "جوردن سورس"، الذي كان الداعم الرئيسي للمنتدى، إلى جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى الأردن وتعزيز مكانته كمركز إقليمي للخدمات الرقمية وتعهيد الأعمال. ويركز البرنامج على تسليط الضوء على الميزات التنافسية للأردن، مثل بيئته الاستثمارية المحفزة، وتكاليف التشغيل المعقولة، ووجود قوة عاملة شابة ومؤهلة في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وقد شكل هذا المنتدى فرصة مثالية للشركات البريطانية لاستكشاف هذه الفرص، وللشركات الأردنية لعرض إمكاناتها والوصول إلى أسواق جديدة وشراكات عالمية.
أبرز الفعاليات والمناقشات
تضمنت أجندة المنتدى على مدى أيامه المتعددة مجموعة واسعة من الفعاليات التي صممت لتشجيع الحوار وتبادل المعرفة وتسهيل بناء الشراكات. اشتملت هذه الفعاليات على جلسات نقاشية رفيعة المستوى، وورش عمل متخصصة، واجتماعات ثنائية بين الشركات (B2B)، بالإضافة إلى عروض تقديمية لشركات ناشئة أردنية واعدة. وقد جمع المنتدى مسؤولين حكوميين من كلا البلدين، ومستثمرين، وكبار المسؤولين التنفيذيين في قطاع التكنولوجيا، ورجال أعمال، وخبراء في الابتكار.
- ركزت المناقشات على محاور رئيسية شملت:
- التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي: استعراض أحدث التطورات والتطبيقات العملية في مجال التحول الرقمي ودور الذكاء الاصطناعي في دفع الابتكار الاقتصادي.
- الأمن السيبراني: التحديات والحلول في حماية البنى التحتية الرقمية والبيانات الحساسة في عالم متصل.
- التقنيات المالية (FinTech): استكشاف فرص التعاون في تطوير حلول مالية مبتكرة وخدمات دفع رقمية.
- الريادة والابتكار: دعم منظومة الشركات الناشئة وتعزيز ثقافة الابتكار في كلا البلدين.
- تنمية المواهب الرقمية: مناقشة استراتيجيات سد الفجوة في المهارات الرقمية وتطوير الكفاءات المطلوبة لسوق العمل المستقبلي.
- بيئة الاستثمار في قطاع التكنولوجيا: تحليل الفرص والتحديات المتعلقة بجذب الاستثمارات وتسهيل دخول الأسواق.
وقد أتاحت هذه التفاعلات للمشاركين فرصة فريدة للتواصل المباشر، وتبادل الأفكار، وبناء شبكات مهنية يمكن أن تؤسس لتعاون طويل الأمد ومشاريع مشتركة.
النتائج والتوصيات الرئيسية
حقق المنتدى الأردني البريطاني لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات أهدافه في إثراء الحوار وفتح آفاق جديدة للتعاون. وقد أسفرت المناقشات عن التوصل إلى عدد من التوصيات والمخرجات الهامة التي من شأنها أن تدفع عجلة الشراكة الرقمية بين البلدين إلى الأمام. من بين هذه النتائج، تم التأكيد على ضرورة:
- توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم أولية: لتعزيز التعاون في مجالات مثل الأمن السيبراني، وتطوير برمجيات الذكاء الاصطناعي، وتعهيد العمليات التجارية.
- تسهيل الاستثمار المتبادل: من خلال تبسيط الإجراءات وتوفير حوافز للشركات البريطانية الراغبة في الاستثمار بالأردن، وللشركات الأردنية الساعية للتوسع في السوق البريطانية.
- برامج تبادل الخبرات: إنشاء برامج لتبادل المواهب والخبرات بين المؤسسات التعليمية والشركات التكنولوجية في كلا البلدين.
- تنسيق السياسات الرقمية: العمل المشترك على تطوير أطر تنظيمية تدعم الابتكار وتحمي المستهلكين في الفضاء الرقمي.
- دعم الشركات الناشئة: توفير منصات للشركات الناشئة الأردنية للوصول إلى المستثمرين والأسواق البريطانية، والاستفادة من خبراتهم.
ومن المتوقع أن يلعب برنامج "جوردن سورس" دورًا محوريًا في متابعة تنفيذ هذه التوصيات وتحويلها إلى مبادرات ومشاريع ملموسة.
الأهمية المستقبلية
يمثل اختتام المنتدى نقطة انطلاق لمرحلة جديدة من التعاون الرقمي الأردني البريطاني، تضع أسسًا متينة لنمو مستدام في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. إن تعزيز هذه الشراكة سيُسهم بشكل مباشر في دعم رؤية التحديث الاقتصادي في الأردن، وخلق فرص عمل نوعية للشباب الأردني، وتحفيز الابتكار وريادة الأعمال.
وعلى المدى الطويل، سيساهم هذا التعاون في ترسيخ مكانة الأردن كبوابة إقليمية للخدمات والحلول الرقمية، وتوفير بيئة جاذبة للاستثمار الأجنبي المباشر. كما أنه يعزز من مكانة المملكة المتحدة كشريك استراتيجي في المنطقة، مما يفتح آفاقًا جديدة للتبادل التجاري والمعرفي. يعكس نجاح المنتدى التزام البلدين المشترك بالاستفادة القصوى من الإمكانات التحويلية للتكنولوجيا لتحقيق الازدهار المتبادل، ويمهد الطريق لسلسلة من المبادرات المستقبلية التي ستبنى على هذا الزخم.





