جامعة الإمارات تختتم أعمال المؤتمر الدولي الـ19 لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات
مؤخراً، اختتمت جامعة الإمارات العربية المتحدة أعمال المؤتمر الدولي الـ19 لمعهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (IEEE) حول تطبيقات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (AICT 2025)، الذي استمر ثلاثة أيام في حرمها الجامعي بمدينة العين. هذا الحدث البارز جمع نخبة من القادة والخبراء والباحثين العالميين لمناقشة أحدث التطورات والابتكارات في مجالات التكنولوجيا الرقمية، مؤكداً على التزام الجامعة بتعزيز البحث العلمي والابتكار في القطاعات الحيوية التي تشكل مستقبل الاقتصاد والمجتمع.

أهداف وأهمية المؤتمر
يُعد هذا المؤتمر جزءًا لا يتجزأ من سلسلة الفعاليات الدولية التي ينظمها معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (IEEE)، والتي تهدف إلى دفع عجلة التطور في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT). تكتسب هذه الملتقيات أهمية قصوى في عالم اليوم سريع التغير، حيث توفر منصة حيوية للعلماء والباحثين لتبادل المعارف المتقدمة، عرض الأبحاث الرائدة، ومناقشة التحديات والفرص التي تفرضها الثورة الرقمية. من خلال التركيز على التطبيقات العملية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، يساهم المؤتمر في تطوير حلول مبتكرة يمكن أن تُحدث تحولاً إيجابياً في مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، بدءاً من الصحة والتعليم وصولاً إلى الصناعة والحكومة.
تكتسب هذه الفعالية أهمية خاصة في سياق الرؤية الاستراتيجية لدولة الإمارات العربية المتحدة التي تضع التحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي، والاقتصاد القائم على المعرفة في صدارة أولوياتها الوطنية. تسعى الدولة بشكل حثيث إلى أن تكون مركزاً عالمياً للابتكار والتقنيات المستقبلية، ويلعب دور جامعة الإمارات، بصفتها مؤسسة تعليمية وبحثية رائدة، دوراً محورياً في تحقيق هذه الأهداف الطموحة. فمن خلال استضافة وتيسير مثل هذه المحافل الدولية، تُسهم الجامعة بفعالية في بناء القدرات الوطنية، استقطاب الخبرات العالمية، وتعزيز مكانة الإمارات كلاعب رئيسي في المشهد التكنولوجي العالمي.
أبرز الفعاليات والمشاركات
شهد المؤتمر، الذي انعقد على مدار ثلاثة أيام، برنامجاً حافلاً تضمن جلسات علمية مكثفة، وورش عمل متخصصة، وغرف نقاش تفاعلية. ركزت هذه الفعاليات على استكشاف أحدث الاتجاهات والابتكارات في مجالات حيوية مثل الذكاء الاصطناعي، البيانات الضخمة، الأمن السيبراني، إنترنت الأشياء، الحوسبة السحابية، وتطبيقات المدن الذكية. وقد أتاح هذا التنوع والعمق في المواضيع الفرصة للمشاركين لاستكشاف أبعاد متعددة لتطبيقات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وكيف يمكن توظيفها بفعالية لخدمة البشرية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
حضر حفل الاختتام وشهد أعمال المؤتمر عدد من الشخصيات المرموقة التي عكست الدعم الرسمي الكبير لهذا القطاع الحيوي، وتأكيداً على التزام القيادة بتعزيز الابتكار والبحث العلمي:
- حضر المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات، زكي أنور نسيبة، الذي أكد في كلمته على الأهمية القصوى للبحث العلمي في بناء مستقبل مزدهر ودور الجامعة المحوري في قيادة هذا التوجه الوطني الاستراتيجي.
 - كما شارك في فعاليات المؤتمر وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، عمر بن سلطان العلماء، الذي قدم رؤيته حول تسريع وتيرة تبني الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة لتحقيق قفزات نوعية في الاقتصاد الرقمي لدولة الإمارات العربية المتحدة.
 - بالإضافة إلى ذلك، شاركت نخبة واسعة من الباحثين، والعلماء، والمبتكرين من مختلف دول العالم، الذين أثروا جلسات المؤتمر بعروضهم وأوراقهم البحثية الرائدة، مما خلق بيئة خصبة لتبادل الأفكار، نقل الخبرات، وبناء شبكات مهنية وعلمية قوية.
 
تأثيرات المؤتمر والآفاق المستقبلية
يُتوقع أن يكون للمخرجات العلمية والتوصيات التي تمخضت عن المؤتمر تأثير ملموس على أجندة البحث والتطوير في المنطقة والعالم. فالأوراق البحثية والعروض التقديمية المقدمة خلال المؤتمر لم تقدم فقط تحليلات عميقة لأحدث التطورات، بل طرحت أيضاً حلولاً مبتكرة للتحديات الراهنة والمستقبلية. وقد تطرقت هذه الحلول إلى مواضيع محورية مثل تعزيز الأمن السيبراني للأنظمة الذكية، مناقشة الجوانب الأخلاقية للذكاء الاصطناعي، وتطوير البنية التحتية الرقمية اللازمة لمواكبة المتطلبات التكنولوجية المتسارعة، مما يمهد الطريق لابتكارات جديدة واكتشافات علمية رائدة.
على المدى الطويل، يُسهم استضافة جامعة الإمارات لمثل هذه المؤتمرات العالمية في ترسيخ مكانة الدولة كمركز رائد للابتكار التكنولوجي والتميز الأكاديمي على خريطة العالم. كما أنها تعزز من جاذبية دولة الإمارات كوجهة مفضلة للعلماء والباحثين من جميع أنحاء العالم، مما يدعم بناء اقتصاد المعرفة المستدام وتطوير رأس المال البشري المجهز بمهارات المستقبل. هذه الفعاليات لا تقتصر على كونها محفلاً لتبادل المعرفة فحسب، بل هي أيضاً مصدر إلهام للأجيال الجديدة وتُشجعهم على الانخراط في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، وهي تخصصات حيوية للتقدم المستقبلي.
يتناغم اختتام المؤتمر الدولي لتطبيقات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بشكل تام مع الطموحات الوطنية لدولة الإمارات في تحقيق الريادة الرقمية والعالمية. فمن خلال دعم البحث والتطوير في هذه المجالات المتقدمة، تواصل الجامعة مساهمتها الفعالة في تحقيق أهداف الأجندة الوطنية، مثل مبادرة الإمارات للذكاء الاصطناعي والاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الرقمي. هذه الجهود المتواصلة تضمن مستقبلاً قائماً على الابتكار، والازدهار التقني، والتنمية المستدامة، مما يعود بالنفع على المجتمع الإماراتي والإنسانية جمعاء.





