الأمين العام لهيئات الإفتاء يشارك في مؤتمر دولي بماليزيا لتعزيز عقيدة أهل السنة والجماعة
في إطار الجهود الدولية لتوحيد الرؤى الإسلامية وتعزيز المنهج الوسطي، شارك الدكتور نظير محمد عياد، الأمين العام للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، في أعمال المؤتمر الدولي حول "عقيدة أهل السنة والجماعة". انعقد المؤتمر في ولاية لابوان الماليزية خلال منتصف شهر ديسمبر 2023، وشكّل منصة هامة لعلماء وممثلي المؤسسات الدينية من مختلف أنحاء العالم لمناقشة التحديات المعاصرة التي تواجه العقيدة الإسلامية الصحيحة.

أهداف المؤتمر وأهميته
نُظم المؤتمر بتعاون بين هيئات دينية بارزة، منها إدارة التنمية الإسلامية في ماليزيا (JAKIM) ومجلس لابوان الديني الإسلامي (MAIL)، بهدف رئيسي وهو ترسيخ مفاهيم عقيدة أهل السنة والجماعة باعتبارها أساسًا للاستقرار الفكري والاجتماعي في المجتمعات المسلمة. وسعى المشاركون إلى وضع استراتيجيات فعالة لمواجهة الأفكار المتطرفة والتيارات الفكرية المنحرفة التي تستغل الدين لتحقيق أهدافها، مؤكدين على ضرورة العودة إلى المصادر الأصيلة للفهم الديني المعتدل.
وتكمن أهمية هذا الحدث في توقيته، حيث يشهد العالم تحديات فكرية متزايدة وانتشارًا للمعلومات المغلوطة عبر المنصات الرقمية. وقدّم المؤتمر فرصة لتبادل الخبرات بين المؤسسات الإفتائية والدعوية حول العالم، وتنسيق الجهود لتقديم خطاب إسلامي متوازن ومقنع يلبي احتياجات العصر ويحصّن الشباب ضد الأفكار الهدّامة.
مضمون كلمة الأمين العام
ألقى الدكتور نظير عياد كلمة رئيسية خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، نقل فيها تحيات فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وفضيلة مفتي الديار المصرية. ركزت كلمته على الدور المحوري الذي تلعبه مؤسسات الإفتاء الرسمية في حماية الهوية الإسلامية والحفاظ على استقرار المجتمعات. وقد تضمنت كلمته عدة نقاط جوهرية، من أبرزها:
- مركزية المؤسسات الإفتائية: شدد على أن دور وهيئات الإفتاء المعتبرة هي الحصن المنيع ضد فوضى الفتاوى التي يصدرها غير المتخصصين، والتي غالبًا ما تؤدي إلى الفرقة والتطرف.
- ضرورة المنهجية الموحدة: دعا إلى ضرورة تبني منهجية علمية منضبطة في عملية استنباط الأحكام الشرعية وإصدار الفتاوى، تقوم على أسس وقواعد أهل السنة والجماعة، مستعرضًا تجربة الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية كنموذج رائد في هذا المجال.
- مواجهة التحديات الرقمية: أشار إلى أهمية توظيف التكنولوجيا الحديثة ووسائل الإعلام الجديد لنشر الفهم الصحيح للدين وتفنيد الشبهات التي تثيرها الجماعات المتطرفة عبر الإنترنت.
- تعزيز قيم الوسطية والاعتدال: أكد أن منهج أهل السنة والجماعة قائم بطبيعته على الوسطية والتسامح والرحمة، وهي القيم التي يجب إبرازها لمواجهة الصور النمطية السلبية عن الإسلام.
السياق والخلفية
تأتي هذه المشاركة في سياق الدور النشط الذي تلعبه الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، التي تتخذ من القاهرة مقرًا لها، كمنظمة تسعى لتكون مظلة جامعة للمؤسسات الإفتائية حول العالم. تهدف الأمانة إلى تنسيق المواقف، وتوحيد الكلمة، وتطوير الأداء الإفتائي لمواكبة مستجدات العصر. وتعتبر مشاركة أمينها العام في محفل دولي بهذا الحجم تأكيدًا على مكانة مصر والأزهر كمرجعية دينية أساسية في العالم السني.
إن مفهوم "أهل السنة والجماعة" يشير إلى التيار العقائدي الرئيسي الذي يتبعه غالبية المسلمين في العالم، والذي يعتمد في مصادره على القرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع الصحابة والتابعين، مع التزام بمدارس فقهية وعقدية معتبرة. وبالتالي، فإن المؤتمرات التي تُعقد تحت هذا العنوان تهدف إلى تعزيز الوحدة الفكرية والعقائدية بين المسلمين في مواجهة الانقسامات الطائفية والغلو الفكري.





