النيابة تحقق في واقعة قطع يد سائق تدخل للدفاع عن زوجة شقيقه بميت غمر
شهد مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، خلال الأيام القليلة الماضية، واقعة عنف مروعة تمثلت في تعرض سائق يُدعى محمود حسن، لإصابة بالغة أدت إلى بتر يده اليسرى. جاء هذا الحادث الأليم نتيجة لمشاجرة عنيفة اندلعت بعد أن حاول السائق التدخل للدفاع عن زوجة شقيقه التي كانت تتعرض للمضايقة على يد عدد من الأشخاص. وقد باشرت النيابة العامة في ميت غمر تحقيقات موسعة لكشف ملابسات الجريمة وتحديد المسؤوليات.

تفاصيل الواقعة المروعة
تعود بداية الأحداث إلى قرية أتميدة، التابعة لمركز ميت غمر، عندما تلقى الضحية، محمود حسن، معلومات تفيد بأن زوجة شقيقه تتعرض لمعاكسات لفظية ومضايقات من قبل سائق توك توك وآخرين برفقته. وبدافع حماية أسرته، توجه السائق إلى مكان وجودهم بهدف إنهاء الموقف ونهيهم عن هذا السلوك. إلا أن محاولته للتدخل السلمي قوبلت بالرفض والعدوانية.
سرعان ما تطور الموقف من مجرد مشادة كلامية إلى اشتباك عنيف. خلال المشاجرة، أقدم أحد المتهمين على استخدام سلاح أبيض حاد، يُعتقد أنه "سنجة"، ووجه ضربة غادرة إلى ذراع محمود حسن، مما أدى إلى بتر كف يده اليسرى على الفور. سقط الضحية على الأرض غارقًا في دمائه وسط صدمة المارة، وتم نقله على وجه السرعة إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الطبية اللازمة ومحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
تحقيقات النيابة والإجراءات القانونية
فور إبلاغ السلطات بالحادث، انتقلت الأجهزة الأمنية إلى مكان الواقعة وبدأت في جمع المعلومات الأولية. تولت نيابة مركز ميت غمر، بإشراف المحامي العام لنيابات جنوب الدقهلية، مسؤولية التحقيق في القضية. استمعت النيابة إلى أقوال المجني عليه الذي روى تفاصيل ما حدث، مؤكدًا أن دافعه الوحيد كان الدفاع عن شرف عائلته.
بناءً على شهادة الضحية وتحريات المباحث، تمكنت قوات الأمن من تحديد هوية المتهمين الرئيسيين في الهجوم وإلقاء القبض عليهم. أصدرت النيابة العامة قرارًا بحبس المتهمين على ذمة التحقيقات، ووجهت إليهم تهمًا خطيرة تشمل الشروع في القتل، وإحداث عاهة مستديمة، وحيازة سلاح أبيض دون ترخيص. كما أمرت النيابة بعرض السلاح المستخدم في الجريمة على الأدلة الجنائية لفحصه، وتواصل استدعاء شهود العيان للاستماع إلى أقوالهم واستكمال الأدلة.
الأبعاد الاجتماعية والقانونية للقضية
لم تكن هذه الحادثة مجرد جريمة جنائية فردية، بل سلطت الضوء على قضايا اجتماعية أوسع، أبرزها ظاهرة التحرش والمضايقات في الأماكن العامة، بالإضافة إلى خطورة انتشار الأسلحة البيضاء واستخدامها في حل الخلافات، مما يؤدي إلى عواقب وخيمة. تعكس الواقعة حالة من الاستهتار بالقانون وحياة الآخرين، وتستدعي تكاتفًا مجتمعيًا لمواجهة هذه السلوكيات العدوانية.
من الناحية القانونية، يُظهر التحرك السريع للنيابة والأجهزة الأمنية جدية الدولة في التعامل مع جرائم العنف التي تهدد السلم الاجتماعي. ومن المتوقع أن تواجه القضية اهتمامًا إعلاميًا ومجتمعيًا كبيرًا، حيث ينتظر الرأي العام أن تأخذ العدالة مجراها وأن ينال الجناة عقابًا رادعًا يكون عبرة لغيرهم، بما يضمن حماية المواطنين ويعزز الشعور بالأمان في الشارع المصري.





