النيابة والمباحث بإسنا تباشران التحقيق في واقعة احتراق مركب نيلي لتحديد ملابساته وتقدير الخسائر
شهدت مدينة إسنا التابعة لمحافظة الأقصر، صباح اليوم الأربعاء الموافق 15 مايو 2024، حادثًا مؤسفًا تمثل في احتراق مركب نيلي بشكل شبه كامل. وعلى إثر ذلك، باشر فريق مشترك من النيابة العامة والمباحث الجنائية تحقيقات مكثفة في الواقعة، بهدف الكشف عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى اندلاع الحريق وتقدير حجم الخسائر المادية الناجمة عنه.

تفاصيل الحادث والجهود الأولية
وقع الحادث على متن مركب نيلي (يُعتقد أنه سياحي أو عائم مخصص للرحلات) كان راسيًا بأحد المراسي النيلية بمدينة إسنا. وبدأت ألسنة اللهب في الانتشار سريعًا في الساعات الأولى من فجر اليوم، ملتهمة أجزاء واسعة من المركب. فور تلقي البلاغ، هرعت قوات الحماية المدنية وسيارات الإسعاف إلى موقع الحادث، حيث بذلت فرق الإطفاء جهودًا مضنية للسيطرة على الحريق ومنع امتداده إلى المراكب المجاورة أو المنشآت البرية. ولحسن الحظ، تشير التقارير الأولية إلى عدم وقوع أي إصابات بشرية أو وفيات بين طاقم المركب أو المارة، وهو ما يُعد إنجازًا يعكس سرعة الاستجابة.
- الموقع: مرسى نهري بمدينة إسنا، محافظة الأقصر.
 - المركب المتضرر: مركب نيلي، تختلف التقارير حول طبيعته الدقيقة (سياحي أو عائم).
 - الخسائر الأولية: تفحم شبه كامل للمركب من الداخل والخارج، مع خسائر مادية جسيمة.
 - الإصابات: لا توجد إصابات أو وفيات مؤكدة حتى الآن.
 
مسار التحقيقات الجارية
يتولى فريق التحقيق المشكل من النيابة العامة والمباحث في إسنا مهمة جمع الأدلة والمعلومات المتعلقة بالحادث. ويشمل ذلك معاينة موقع الحريق بشكل دقيق، والاستعانة بخبراء الأدلة الجنائية لرفع البصمات وتحديد نقطة بداية الاشتعال، فضلًا عن الاستماع إلى أقوال شهود العيان وطاقم المركب والمسؤولين عنه. تتركز الجهود على تحديد السبب الرئيسي لاندلاع الحريق، سواء كان ماسًا كهربائيًا، إهمالًا في الصيانة، وجود مواد قابلة للاشتعال، أو حتى شبهة جنائية. كما سيقوم الخبراء الفنيون بتقدير دقيق للخسائر المادية، وهي خطوة حاسمة لتحديد التعويضات والتأمين إن وجد.
- أهداف التحقيق:
        
- الكشف عن السبب الحقيقي للحريق (كهربائي، إهمال، جنائي).
 - تحديد حجم الخسائر المادية الكلية.
 - التحقق من مدى الالتزام بمعايير السلامة والأمان على متن المركب.
 - تحديد المسؤوليات القانونية المحتملة.
 
 
خلفية وأهمية قطاع الملاحة النيلية
تُعد الرحلات النيلية بين الأقصر وأسوان، والتي تعتبر إسنا محطة رئيسية فيها، أحد الأعمدة الأساسية للسياحة المصرية. تستقطب هذه الرحلات الآلاف من السياح سنويًا للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة وزيارة المعالم الأثرية. لذلك، فإن أي حوادث تتعلق بالمراكب النيلية تثير مخاوف حول سلامة القطاع بأكمله. وقد شهدت الملاحة النيلية في السابق حوادث مشابهة، ما دفع السلطات إلى تشديد الإجراءات الرقابية والتفتيش الدوري على المراكب لضمان التزامها بمعايير السلامة والصيانة الدورية، خاصة تلك التي تتعلق بالأنظمة الكهربائية وأنظمة مكافحة الحريق.
تداعيات الحادث والآفاق المستقبلية
لا يقتصر تأثير حادث احتراق المركب على الخسائر المادية المباشرة، بل يمتد ليشمل عدة جوانب أخرى. فمن ناحية، قد يؤثر على ثقة السياح في سلامة الرحلات النيلية، مما يستدعي إجراءات طمأنة سريعة من قبل الجهات المعنية. ومن ناحية أخرى، سيضع الحادث ضغوطًا إضافية على أصحاب المراكب والشركات المشغلة لمراجعة بروتوكولات السلامة وتحديث أنظمة الحماية. من المتوقع أن تسفر نتائج التحقيقات عن توصيات تهدف إلى تعزيز إجراءات السلامة البحرية وتحديث الأساطيل النيلية لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل، والحفاظ على سمعة هذا القطاع الحيوي في الاقتصاد المصري.
تتواصل التحقيقات حاليًا، ومن المتوقع أن تُصدر النيابة العامة بيانًا تفصيليًا بالنتائج فور استكمالها، مما سيوضح الصورة كاملة حول ملابسات هذا الحادث وتحديد المسؤوليات.





