الهلال يتجاوز النقص العددي ويهزم الشباب في ديربي الرياض
في ليلة كروية حافلة بالإثارة، تمكن نادي الهلال من تحقيق فوز ثمين على غريمه التقليدي نادي الشباب بنتيجة هدفين دون مقابل، وذلك في المواجهة التي جمعتهما يوم 29 سبتمبر 2023، ضمن منافسات الجولة الثامنة من دوري روشن السعودي للمحترفين. ولم يكن الفوز عاديًا، بل جاء بعد أن أكمل الهلال الدقائق الأخيرة من المباراة بعشرة لاعبين، مما أضاف بعدًا دراميًا على قمة ديربي العاصمة الرياض.

تفاصيل المباراة وأبرز أحداثها
بدأت المباراة بحذر من كلا الفريقين، حيث سعى كل منهما لفرض سيطرته على منطقة وسط الملعب. شهد الشوط الأول ندية كبيرة وتبادلًا للهجمات، لكن دون أن يتمكن أي من الطرفين من هز الشباك، لينتهي بالتعادل السلبي. ومع انطلاق الشوط الثاني، كثف الهلال من ضغطه الهجومي بحثًا عن هدف التقدم، وهو ما تحقق بالفعل في الدقيقة 68 عن طريق المدافع السنغالي كاليدو كوليبالي الذي استغل ركلة ركنية ليضع فريقه في المقدمة.
ولم تدم فرحة الهلال طويلاً حتى تعرض الفريق لنقطة تحول كادت أن تغير مجرى اللقاء، ففي الدقيقة 72، أشهر حكم المباراة البطاقة الحمراء المباشرة في وجه لاعب الوسط الصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش بعد تدخل قوي. هذا النقص العددي وضع الهلال في موقف صعب، حيث كان من المتوقع أن يستغله الشباب للعودة في النتيجة.
لكن على عكس التوقعات، أظهر الهلال شخصية قوية ونجح في التعامل مع الموقف بذكاء. فبعد مرور أربع دقائق فقط على حالة الطرد، تحصل الفريق على ركلة جزاء في الدقيقة 76، انبرى لها الهداف ألكسندر ميتروفيتش ونجح في ترجمتها إلى هدف ثانٍ، مؤمنًا بذلك انتصار فريقه بشكل كبير وحاسمًا نتيجة الديربي.
خلفية اللقاء وأهميته
تعتبر مواجهة الهلال والشباب، المعروفة بـ "ديربي الرياض"، واحدة من أهم وأقوى المباريات في الكرة السعودية، نظرًا للتنافس التاريخي الكبير بين الناديين وجماهيرهما. وقد دخل الهلال هذه المباراة وهو يسعى لمواصلة سلسلة نتائجه الإيجابية وتعزيز موقعه في صدارة جدول ترتيب الدوري، بينما كان الشباب يأمل في تحقيق نتيجة إيجابية لتحسين مركزه وإيقاف انطلاقة منافسه. الفوز في مثل هذه المباريات لا يمنح الفريق ثلاث نقاط فقط، بل يمثل دفعة معنوية هائلة للمستقبل.
الأثر والنتائج المترتبة
بهذا الانتصار، عزز الهلال رصيده من النقاط وواصل تربعه على قمة دوري روشن السعودي، مؤكدًا أنه المرشح الأبرز للمنافسة على اللقب. كما أثبتت المباراة قدرة الفريق على التعامل مع الظروف الصعبة والضغوطات العالية، وهو ما يعكس قوة الفريق وتكامل صفوفه تحت قيادة مدربه. على الجانب الآخر، شكلت الهزيمة ضربة لطموحات الشباب، الذي بات عليه مراجعة حساباته لتصحيح مساره في بقية جولات الدوري. وقد أدت البطاقة الحمراء التي نالها سافيتش إلى إيقافه عن المباراة التالية، وهو ما شكل تحديًا إضافيًا للهلال في الحفاظ على قوة خط وسطه.





