محاضرة تفاعلية في جامعة دمشق تركز على فن الحضور الإعلامي للشباب
نظمت جامعة دمشق، بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، مؤخراً، محاضرة تفاعلية حيوية استهدفت الشباب من طلاب الجامعات والمهتمين بالشأن الإعلامي. وقد أقيمت هذه الفعالية الهامة في مدرج المؤتمرات بكلية الآداب، وجاءت تحت عنوان "فن الحضور الإعلامي من الأداء إلى التأثير"، مؤكدة على الدور المتنامي للمهارات الإعلامية في بناء مستقبل الشباب وتعزيز قدراتهم على التواصل الفعال في عالم سريع التغير.

تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز المهارات الإعلامية لدى جيل الشباب ودعم المواهب الطلابية، وتمكينهم من فهم آليات الظهور الإعلامي المؤثر، سواء في المحافل الأكاديمية أو المهنية أو حتى على صعيد التفاعلات الرقمية والشخصية. وتأتي في إطار سعي الجامعة المتواصل لتقديم برامج تعليمية وتدريبية تتجاوز المناهج التقليدية، لرفد الطلاب بالخبرات العملية اللازمة لسوق العمل ومتطلبات الحياة الحديثة.
أهمية فن الحضور الإعلامي في العصر الحديث
في ظل التطور التكنولوجي المتسارع وانتشار المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي، أصبح فن الحضور الإعلامي مهارة أساسية لا غنى عنها. لم يعد الأمر مقتصراً على الإعلاميين والمشاهير فحسب، بل يمتد ليشمل الأفراد في مختلف المجالات، بدءاً من طلاب الجامعات وصولاً إلى المهنيين والباحثين. القدرة على تقديم الذات والأفكار بوضوح وثقة وتأثير، أصبحت عاملاً حاسماً في النجاح الأكاديمي والمهني والشخصي.
شملت المحاضرة محاور متعددة تهدف إلى صقل مهارات الطلاب في هذا المجال. من أبرزها، كيفية بناء رسالة إعلامية واضحة ومقنعة، وفهم لغة الجسد وتأثيرها في توصيل الرسائل، وأساليب التعامل مع الجمهور والتفاعل معه بفعالية. كما تناولت المحاضرة أهمية الاستعداد الجيد قبل أي ظهور إعلامي، وكيفية إدارة التوتر والخوف من التحدث أمام الجمهور، والتحول من مجرد الأداء الصوتي والمرئي إلى تحقيق تأثير حقيقي وملموس في المتلقي.
أهداف المحاضرة وتأثيرها المتوقع
تضمنت الأهداف الرئيسية للمحاضرة ما يلي:
- تنمية الثقة بالنفس: مساعدة الشباب على التغلب على الخوف من التحدث أمام الجمهور وتعزيز ثقتهم بقدرتهم على التعبير عن آرائهم وأفكارهم.
 - صقل مهارات التواصل: تدريب المشاركين على استخدام لغة الجسد بشكل فعال، وتطوير أساليب الإلقاء الصوتي، واختيار الكلمات المناسبة.
 - بناء المحتوى الإعلامي: تعليم الطلاب كيفية صياغة الرسائل الإعلامية الجذابة والموجهة، وفهم كيفية تكييف المحتوى مع مختلف المنصات والجماهير.
 - التعامل مع التحديات الإعلامية: إرشاد الشباب إلى كيفية التعامل مع الأسئلة الصعبة أو الانتقادات، والحفاظ على هدوئهم ومهنيتهم في المواقف الإعلامية المختلفة.
 - فهم الجمهور: تسليط الضوء على أهمية تحليل الجمهور المستهدف لفهم احتياجاته وتوقعاته، وبالتالي تقديم محتوى يتناسب معه ويحقق أقصى درجات التأثير.
 
وقد لاقت المحاضرة تفاعلاً كبيراً من الحضور، حيث أعرب العديد من الطلاب عن أهمية مثل هذه المبادرات في تزويدهم بالأدوات اللازمة للتعبير عن أنفسهم بفعالية في بيئة إعلامية شديدة التنافسية. كما سلطت الضوء على أهمية الممارسات التفاعلية والورش العملية في ترسيخ هذه المفاهيم، مما يجعل التعلم أكثر متعة وفعالية.
دور الجامعة في تمكين الشباب
تؤكد هذه المحاضرة على الدور المحوري لجامعة دمشق، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، في إعداد جيل جديد قادر على مواكبة التحديات المعاصرة والمساهمة بفاعلية في المجتمع. فإلى جانب التعليم الأكاديمي، تسعى المؤسسات التعليمية إلى بناء شخصيات متكاملة، تمتلك المهارات الناعمة مثل التواصل الفعال والقيادة والتفكير النقدي، التي تعد ضرورية للنجاح في أي مسار مهني.
يُعد تنظيم هذه الورش والمحاضرات دليلاً على التزام الجامعة بدعم التنمية الشاملة لطلابها، وتزويدهم بالخبرات التي تمكنهم من أن يكونوا قادة رأي ومؤثرين إيجابيين في مجتمعاتهم. ومن المتوقع أن تسهم مثل هذه المبادرات في رفع مستوى الوعي بأهمية الحضور الإعلامي المسؤول والأخلاقي، وتشجيع الطلاب على استغلال المنصات الإعلامية لبناء جسور التواصل وتبادل المعرفة.




