انتقادات واين روني لمحمد صلاح تتجدد: 'لا يقدم الدعم الكافي للفريق'
في تطور يثير الجدل داخل الأوساط الكروية، جدد أسطورة كرة القدم الإنجليزية واين روني هجومه على النجم المصري محمد صلاح، مصرحًا بأن الأخير «لا يقدم الدعم الكافي للفريق». جاءت هذه التعليقات اللاذعة في أعقاب هزيمة قاسية تعرض لها ليفربول بثلاثة أهداف نظيفة أمام غريمه التقليدي مانشستر سيتي ضمن منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز. هذه الهزيمة، التي حدثت على أرضية ملعب الاتحاد، أدت إلى تراجع فريق المدرب آرني سلوت إلى المركز الثامن في جدول الترتيب قبل فترة التوقف الدولي المقررة في 6 أكتوبر 2025، مما يزيد من الضغوط على النادي ولاعبيه.

خلفية الانتقادات وتاريخها
لم تكن تصريحات روني الأخيرة هي الأولى من نوعها ضد محمد صلاح؛ فقد اعتاد الهداف التاريخي لـمانشستر يونايتد والمنتخب الإنجليزي على توجيه انتقادات متكررة للنجم المصري في الفترات الماضية. غالبًا ما تركزت انتقادات روني على ما يراه قصورًا في مساهمة صلاح الجماعية أو تراجعًا في فعاليته الكروية، على الرغم من الأرقام التهديفية المميزة التي يحققها اللاعب. تكتسب تعليقات روني وزنًا خاصًا نظرًا لمكانته كأحد أبرز اللاعبين في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، مما يجعل أي كلمة تصدر عنه محل اهتمام وتحليل واسعين. هذه الانتقادات المتواصلة تسلط الضوء على الضغوط الهائلة التي يواجهها النجوم الكبار للحفاظ على مستوى أدائهم الفردي والجماعي في أعلى المستويات.
الخسارة الأخيرة أمام مانشستر سيتي
مثّلت الهزيمة أمام مانشستر سيتي نقطة محورية في تجدد انتقادات روني. فقد تعرض ليفربول لخسارة ثقيلة بثلاثة أهداف دون رد على ملعب الاتحاد، وهي نتيجة تعكس تراجعًا ملحوظًا في أداء الفريق. سجل أهداف السيتي كل من إيرلينج هالاند وجيريمي دوكو، بالإضافة إلى لاعب ثالث، ليؤكدوا تفوق فريقهم. هذه النتيجة لم تكن مجرد هزيمة عادية، بل تسببت في تراجع ليفربول إلى المركز الثامن في ترتيب الدوري، وهو مركز لا يليق بطموحات النادي العريق الذي كان يتنافس على اللقب في المواسم السابقة. يأتي هذا التراجع في فترة حساسة تشهد أولى فصول آرني سلوت كمدير فني لـليفربول، مما يشير إلى تحديات كبيرة يواجهها في بداية مسيرته لإعادة بناء الفريق وتحقيق الاستقرار المنشود. الخسارة المدوية، خاصة أمام منافس مباشر، أثارت تساؤلات حول جاهزية الفريق وقدرته على المنافسة.
تحليل تعليقات روني
يمكن تحليل تصريحات واين روني حول أن صلاح «لا يقدم الدعم الكافي للفريق» من عدة زوايا. قد تشير هذه التعليقات إلى شعور روني بأن صلاح أصبح أقل مشاركة في الجوانب الدفاعية، أو أنه يميل إلى اللعب الفردي أكثر مما يجب، أو ربما يشير إلى تراجع في قدرته على خلق الفرص لزملائه. في أوج تألقه، كان صلاح ليس فقط هدافًا غزير الإنتاج، بل كان أيضًا محركًا رئيسيًا للهجمات ومصدرًا للإلهام في اللحظات الحاسمة. تصريحات روني قد تعكس ملاحظة لتغير في ديناميكية لعب صلاح، خاصة بعد سنوات طويلة من الأداء الاستثنائي الذي رفع سقف التوقعات بشكل كبير. إن الضغط على اللاعبين النجوم ليكونوا دائمًا في قمة مستواهم هو أمر لا مفر منه، وأي تراجع، حتى وإن كان طفيفًا، يصبح مادة للانتقاد والتحليل.
تأثير الهزيمة وموقف ليفربول
تُعد الهزيمة أمام مانشستر سيتي بمثابة ناقوس خطر لـليفربول. فالتراجع إلى المركز الثامن في جدول الترتيب قبل فترة التوقف الدولي يضع الفريق تحت ضغط كبير للعودة إلى سكة الانتصارات وتحسين الأداء. يواجه المدرب آرني سلوت تحديًا حقيقيًا في ترسيخ أسلوبه الفني وبناء فريق متماسك قادر على المنافسة على الألقاب. تحتاج الإدارة واللاعبون إلى استغلال فترة التوقف الدولي لإعادة تقييم الوضع، ومعالجة الأخطاء، وإيجاد الحلول اللازمة لاستعادة الثقة وتحسين النتائج. هذه المرحلة الانتقالية، مع مدرب جديد ونتائج متذبذبة، تتطلب صبرًا وعملًا دؤوبًا من جميع الأطراف المعنية لضمان عودة الفريق إلى مكانته الطبيعية بين الكبار.
تفاعلات محتملة وردود فعل
من المتوقع أن تثير تصريحات واين روني ردود فعل متباينة. قد يستقبلها البعض كتقييم موضوعي من خبير كروي، بينما يرى آخرون أنها جزء من حملة انتقادات مستمرة تستهدف صلاح. من جانب محمد صلاح، قد تكون هذه التعليقات حافزًا له للرد في الملعب بأداء قوي يثبت من خلاله مساهمته الفعالة. أما إدارة ليفربول والمدرب آرني سلوت، فمن المرجح أن يتعاملوا مع هذه الانتقادات داخليًا، مؤكدين دعمهم للاعب ومطالبين بالتركيز على تحسين الأداء الجماعي. ردود فعل الجماهير ستكون منقسمة بين مؤيد ومعارض، وهو أمر طبيعي في كرة القدم، لكن الأهم هو كيفية تعامل اللاعب والفريق مع هذا الضغط الإعلامي للتركيز على الأهداف المستقبلية.
الخاتمة
تجدد انتقادات واين روني لـمحمد صلاح ليس مجرد خبر عابر، بل هو جزء من السرد المستمر حول أداء النجوم الكبار والتوقعات المحيطة بهم. في ظل تراجع ليفربول في جدول الدوري ومع بداية حقبة آرني سلوت، تزداد أهمية كل تصريح وكل أداء. تبقى الأنظار متجهة نحو صلاح، ليس فقط لقياس قدراته التهديفية، بل لتقييم مدى مساهمته الشاملة في نجاح الفريق. الأيام والأسابيع القادمة ستكون حاسمة لـليفربول لتجاوز هذه المرحلة الصعبة ولـمحمد صلاح لتأكيد مكانته كلاعب لا غنى عنه في قلعة الأنفيلد.





