سخرية جماهير مانشستر سيتي من محمد صلاح: نجم ليفربول في 'جيب' لاعبهم الشاب
شهدت ملاعب كرة القدم الإنجليزية، وتحديداً في أجواء المنافسة المحتدمة بين قطبي الشمال الغربي مانشستر سيتي وليفربول، تصاعداً في حدة التراشق الجماهيري مؤخراً. ففي أعقاب إحدى المواجهات الكروية الحاسمة التي جرت في أواخر فبراير 2024، لجأت جماهير السيتي إلى أسلوب ساخر ومثير للجدل لاستهداف نجم ليفربول، المصري محمد صلاح. تمثلت هذه السخرية في هتافات ولافتات تشير إلى أن صلاح بات وكأنه “في جيب” لاعبهم الشاب، وهي عبارة عامية في كرة القدم تعني أن لاعباً ما قد تم تحجيمه بالكامل وإخراج تأثيره من المباراة ببراعة من قبل لاعب الخصم، غالباً ما يكون أصغر سناً أو أقل خبرة ولكن أثبت تفوقه في تلك المواجهة.

خلفية التنافس الشرس
تُعرف المنافسة بين مانشستر سيتي وليفربول بأنها واحدة من أشرس وأهم التنافسات في كرة القدم الأوروبية على مدار العقد الماضي. فقد تبادلا السيطرة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز وواجها بعضهما البعض في العديد من المباريات الحاسمة على المستويين المحلي والأوروبي. هذه العداوة الكروية تتجاوز مجرد المنافسة على الألقاب، لتصل إلى المدرجات حيث تتفنن الجماهير في استخدام جميع الوسائل المشروعة، وغير المشروعة أحياناً، لزعزعة ثقة الخصم ورفع معنويات فريقها. يعتبر محمد صلاح، بصفته أحد أبرز نجوم ليفربول وهدافه التاريخي في الدوري الإنجليزي الممتاز، هدفاً رئيسياً لمثل هذه الهجمات النفسية من جماهير الأندية المنافسة، نظراً لتأثيره الكبير على أداء فريقه.
تفاصيل السخرية ومعناها
تركزت سخرية جماهير السيتي على عبارة “اخرج من جيب طفلنا الصغير”، والتي يُعتقد أنها كانت موجهة إلى محمد صلاح، في إشارة إلى أدائه في مباراة معينة أو في فترة سابقة من الموسم حيث لم يظهر بمستواه المعهود ضد السيتي أو بشكل عام. اللقب “طفلنا الصغير” غالباً ما يكون موجهاً لأحد اللاعبين الشباب الصاعدين في صفوف مانشستر سيتي، والذي قد يكون قد نجح في مراقبة صلاح أو تحجيم خطورته بشكل فعال في إحدى المواجهات. على سبيل المثال، يمكن أن تكون هذه الإشارة إلى لاعب مثل ريكي لويس، الذي أثبت قدرته على شغل مراكز متعددة وقدم أداءً قوياً في مهام دفاعية وهجومية ضد فرق كبيرة، أو غيره من المواهب الشابة التي برزت في تشكيلة المدرب بيب جوارديولا.
المقصود من وضع لاعب كبير بحجم محمد صلاح في “جيب” لاعب شاب، هو التقليل من شأن صلاح وإظهاره وكأنه فقد تأثيره المعتاد أو أنه عاجز أمام لاعب أقل خبرة. هذه المبالغة في الوصف تهدف إلى إثارة اللاعب المستهدف والجماهير المنافسة، وإضافة بُعد نفسي للمبارزة الكروية.
الأهمية والسياق في ثقافة كرة القدم
هذا النوع من السخرية ليس جديداً في عالم كرة القدم، بل هو جزء أصيل من ثقافة الجماهير، خاصة في المباريات الكبيرة. إنه يعكس شغف الجماهير وتفانيهم في دعم فرقهم، وفي الوقت نفسه ممارسة الضغط النفسي على الخصوم. بالنسبة لـمحمد صلاح، الذي يتمتع بشخصية قوية واعتاد على التعامل مع الضغوط، قد لا تؤثر هذه الهتافات بشكل مباشر على أدائه، لكنها تظل مؤشراً على مدى أهميته وقدرته على استقطاب الانتباه، حتى من جماهير الخصم التي تراه تهديداً حقيقياً يجب محاولة تحجيمه نفسياً. هذه التكتيكات الجماهيرية تساهم في إضفاء مزيد من الإثارة والتشويق على المنافسات، وتجعل كل مباراة بين الفريقين حدثاً لا ينسى.
تأثيرات محتملة وردود الفعل
على الرغم من أن الأندية واللاعبين غالباً ما يتجاهلون هذه الهتافات العلنية، إلا أنها تترك بصمتها في الأجواء العامة للمباريات. يمكن أن تثير ردود فعل غاضبة من جماهير ليفربول، مما يزيد من حدة التوتر في المدرجات. كما قد تُستخدم هذه التصريحات الجماهيرية من قبل المعلقين والمحللين لتسليط الضوء على أداء اللاعبين أو لتأجيج النقاش حول نقاط القوة والضعف في الفرق. بالنسبة للاعب الشاب المشار إليه (أو اللاعبين الشباب بشكل عام)، فإن هذه الهتافات قد تزيد من ثقته بنفسه وتؤكد على أهميته المتزايدة داخل الفريق. في المقابل، قد تشكل حافزاً إضافياً لـمحمد صلاح لإثبات خطأ المشككين ورد اعتبار فريقه في المواجهات القادمة.
في الختام، تعكس هذه الحادثة الجماهيرية جانباً من الجوانب النفسية والاجتماعية لكرة القدم الحديثة، حيث تتجاوز المنافسة أرض الملعب لتشمل حرباً كلامية ونفسية بين الجماهير، وكل ذلك في إطار سعي كل فريق لتحقيق التفوق، سواء بالنقاط أو بالكلمات.





