انطلاق الدورة الحادية عشرة للمعرض الدولي كريماي بمراكش: ملتقى الضيافة وفنون الطبخ والصناعات الغذائية
شهدت مدينة مراكش المغربية مؤخراً، وبالتحديد في الفترة الممتدة من 29 نوفمبر إلى 2 ديسمبر 2023، انطلاق فعاليات الدورة الحادية عشرة من المعرض الدولي للضيافة وفنون الطبخ والصناعات الغذائية “كريماي” (Crémai). يعتبر هذا الحدث السنوي واحداً من أبرز الملتقيات المهنية في شمال أفريقيا والمنطقة، حيث يجمع تحت سقف واحد نخبة من الفاعلين والمتخصصين في قطاعات الفندقة، المطاعم، المخابز، الحلويات، والمعدات الغذائية. تهدف هذه النسخة، كسابقتها، إلى تعزيز التبادل التجاري والخبرات، واستعراض أحدث الابتكارات والاتجاهات التي تشكل مستقبل هذه الصناعات الحيوية.
خلفية المعرض وأهدافه
يمثل معرض كريماي، الذي وصل إلى دورته الحادية عشرة، منصة راسخة للابتكار والتعاون في مجالات الضيافة وفنون الطبخ والصناعات الغذائية. منذ تأسيسه، التزم المعرض بدعم وتطوير هذه القطاعات في المغرب، مستفيداً من الموقع الاستراتيجي للمملكة وثراء تراثها الغذائي وفن ضيافتها. يهدف المعرض بشكل أساسي إلى:
- تعزيز الاقتصاد المحلي والوطني: من خلال تحفيز الاستثمار وخلق فرص عمل جديدة في قطاعات الفندقة والمطاعم والصناعات الغذائية.
- تبادل الخبرات والمعرفة: توفير فضاء للمهنيين المغاربة والدوليين لتبادل الرؤى والتجارب حول أحدث التقنيات والممارسات.
- عرض الابتكارات والمنتجات الجديدة: استعراض أحدث المعدات، المواد الأولية، والحلول التكنولوجية التي تسهم في تطوير جودة الخدمات والمنتجات.
- تشجيع فنون الطبخ المغربية: إبراز غنى وتنوع المطبخ المغربي الأصيل، والجمع بين الأصالة والحداثة في العروض والمسابقات.
- خلق فرص للشراكة: تسهيل لقاءات الأعمال بين الموردين، المصنعين، والمشغلين لخلق شراكات استراتيجية جديدة.
هذه الأهداف تجعل من كريماي محركاً أساسياً للتنمية والنمو في هذه القطاعات الحيوية التي ترفد الاقتصاد المغربي بشكل كبير، خاصة قطاع السياحة الذي تعتبر مراكش عاصمته.
أبرز الفعاليات والأنشطة
تميزت الدورة الحادية عشرة من معرض كريماي ببرنامج غني ومتنوع من الأنشطة والفعاليات التي استقطبت آلاف الزوار والمهنيين. ومن بين أبرز هذه الفعاليات:
- المعارض التجارية: شارك في المعرض عدد كبير من العارضين المحليين والدوليين، الذين مثلوا مختلف التخصصات من معدات المطابخ والفنادق، حلول التبريد والتكييف، مواد التعبئة والتغليف، المكونات الغذائية، وحتى شركات تكنولوجيا المعلومات المتخصصة في إدارة المطاعم والفنادق.
- مسابقات الطبخ والحلويات: استضاف المعرض مسابقات مرموقة مثل جائزة محمد السادس الوطنية للطبخ وجائزة كريماي للحلويات، والتي تعتبر منصات مهمة لاكتشاف المواهب الشابة والاحتفاء بأمهر الطهاة وصناع الحلويات في المغرب. قدم المتنافسون أطباقاً إبداعية تعكس التنوع الثقافي والابتكار في فنون الطبخ.
- ورشات العمل والندوات: تم تنظيم سلسلة من الورشات التكوينية التي أشرف عليها خبراء وطهاة عالميون، بالإضافة إلى ندوات وموائد مستديرة ناقشت قضايا محورية مثل التوجهات الجديدة في الاستهلاك الغذائي، الاستدامة في قطاع الضيافة، الرقمنة في الفندقة والمطاعم، وتحديات الأمن الغذائي.
- عروض مباشرة: قدم العديد من الطهاة المشهورين عروضاً حية لإعداد الأطباق والحلويات، مما أتاح للزوار فرصة التعلم والتفاعل المباشر مع الخبراء.
هذه الفعاليات المتنوعة ساهمت في إثراء تجربة المشاركين والزوار، وجعلت من المعرض نقطة جذب حقيقية للمهتمين بقطاعات الضيافة والطهي.
المشاركون والحضور
استقطبت الدورة الحادية عشرة من معرض كريماي مشاركة واسعة من العارضين والزوار. حضر المعرض أكثر من 150 عارضاً يمثلون شركات ومؤسسات من المغرب وعدة دول أخرى، مما يؤكد الطابع الدولي للحدث. وشملت قائمة العارضين مصنعين وموزعين للمعدات الفندقية، موردين للمواد الغذائية الخام، شركات متخصصة في التكنولوجيا والخدمات، بالإضافة إلى جمعيات مهنية ومدارس متخصصة في فنون الطبخ والضيافة.
قدر عدد الزوار المهنيين الذين توافدوا على المعرض بالآلاف، حيث تجاوز 10,000 زائر، معظمهم من المهنيين والعاملين في قطاعات الفندقة، المطاعم، المقاهي، المخابز، ومحلات الحلويات، بالإضافة إلى المستثمرين والطلاب. هذا الحضور الكثيف يعكس الأهمية الكبيرة التي يوليها الفاعلون الاقتصاديون والمهنيون لهذا الحدث كفرصة للاطلاع على المستجدات وتوسيع شبكة علاقاتهم المهنية.
الأهمية والتأثير
تكمن أهمية المعرض الدولي كريماي في كونه أكثر من مجرد تجمع تجاري؛ إنه محرك للتنمية الاقتصادية والابتكار في قطاعات حيوية للمغرب. يوفر المعرض منبراً فريداً للشركات لعرض منتجاتها وخدماتها، مما يسهم في زيادة المبيعات وتوسيع قاعدة العملاء. كما أنه يلعب دوراً محورياً في تحفيز الاستثمار الأجنبي والمحلي، من خلال جذب المستثمرين وتقديم فرص واعدة للنمو.
على الصعيد المهني، يساهم كريماي في رفع مستوى الكفاءات وتطوير المهارات لدى العاملين في قطاعي الضيافة وفنون الطبخ، بفضل الورشات التكوينية والندوات التثقيفية. كما يعزز من مكانة مراكش كمركز إقليمي رائد للأعمال والسياحة، ويسلط الضوء على القدرات المغربية في استضافة وتنظيم أحداث دولية كبرى. يساهم هذا المعرض بشكل فعال في التعريف بالمطبخ المغربي وثقافة الضيافة الأصيلة، ويشجع على التبادل الثقافي والابتكار في إطار التوجهات العالمية الحديثة، مما يجعله حدثاً ذا تأثير ممتد على الاقتصاد والمجتمع.





