انطلاق برنامج 'دولة التلاوة'، أضخم مسابقة قرآنية في مصر لاكتشاف المواهب
شهد شهر رمضان من عام 2024 إطلاق واحد من أضخم البرامج الدينية والثقافية في مصر، وهو برنامج "دولة التلاوة"، الذي يهدف إلى اكتشاف المواهب الشابة في مجال تلاوة القرآن الكريم. يأتي هذا البرنامج، الذي أطلقته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بالتعاون مع وزارة الأوقاف المصرية، كأكبر مسابقة من نوعها في البلاد، ويسعى إلى إحياء وتقدير المدرسة المصرية العريقة في التلاوة التي اشتهرت عالميًا على مدى عقود طويلة.

خلفية وأهمية البرنامج
تتمتع مصر بتاريخ حافل ومرموق في فن تلاوة القرآن الكريم، حيث أنجبت قراءً عظامًا أمثال الشيخ محمد رفعت، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والشيخ محمود خليل الحصري، الذين تركوا بصمة خالدة وأصبحوا رموزًا عالمية في هذا المجال. يهدف برنامج "دولة التلاوة" إلى استعادة هذا الدور الريادي من خلال تسليط الضوء على جيل جديد من القراء الموهوبين وتقديم الدعم اللازم لهم للوصول إلى الجمهور المحلي والعالمي. تعد المبادرة جزءًا من استراتيجية أوسع للحفاظ على التراث الديني والثقافي للبلاد وتقديمه بصورة عصرية تتناسب مع الأجيال الجديدة.
تفاصيل المسابقة وآلياتها
تم تنظيم المسابقة على نطاق واسع لتشمل جميع أنحاء الجمهورية، حيث جرت اختبارات الأداء الأولية في مختلف المحافظات المصرية لاستقطاب أكبر عدد ممكن من المشاركين. وقد أشرفت على هذه الاختبارات لجان متخصصة لضمان اختيار أفضل الأصوات وأكثرها تمكنًا من أحكام التجويد والترتيل. تم بث حلقات البرنامج على قنوات بارزة مثل قناة الحياة وقناة dmc، مما أتاح له متابعة جماهيرية واسعة خلال الشهر الفضيل.
تألفت لجنة التحكيم من نخبة من كبار القراء والخبراء في علوم القرآن والموسيقى، مما أضفى على المسابقة مصداقية وقيمة فنية عالية. ومن أبرز أعضاء لجنة التحكيم:
- الشيخ أحمد نعينع، القارئ الطبيب المعروف عالميًا.
- الشيخ طه النعماني، وهو من أبرز قراء الإذاعة والتلفزيون.
- الشيخ أنور الشحات أنور، نجل القارئ الراحل الشيخ الشحات أنور.
تولت هذه اللجنة مهمة تقييم أداء المتسابقين بناءً على معايير دقيقة تشمل جودة الصوت، وإتقان أحكام التجويد، والقدرة على التعبير عن معاني الآيات القرآنية بخشوع وتأثير.
الأهداف والتأثير المتوقع
لا يقتصر هدف برنامج "دولة التلاوة" على مجرد تنظيم مسابقة، بل يمتد ليشمل رؤية أشمل لإعادة إحياء الاهتمام بفن التلاوة. يسعى البرنامج إلى تقديم نماذج ملهمة للشباب، وتشجيعهم على الارتباط بالقرآن الكريم وتعلم فنون تلاوته. كما يمثل منصة فريدة للمواهب الشابة التي قد لا تجد فرصة للظهور عبر الوسائل التقليدية، مما يساهم في رفد الساحة بأسماء جديدة قادرة على حمل راية التلاوة المصرية في المستقبل.
من خلال الإنتاج التلفزيوني عالي الجودة والعرض على قنوات واسعة الانتشار، يهدف البرنامج أيضًا إلى تقديم محتوى ديني هادف وجذاب للمشاهدين خلال شهر رمضان، ليكون بديلاً للمحتوى الترفيهي التقليدي. ومن المتوقع أن يكون للبرنامج تأثير إيجابي في تعزيز الوعي الديني والثقافي، وتشجيع الأسر على الاهتمام بتعليم أبنائهم القرآن الكريم وتلاوته بالشكل الصحيح.





