باسم يوسف يكشف تأثير الشهرة على حياته الشخصية وزوجته: 'آسف على ما تحملته'
في لقاء تلفزيوني مؤثر على قناة ON ضمن برنامج "كلمة أخيرة" مع الإعلامي أحمد سالم، تحدث الدكتور باسم يوسف، الإعلامي والطبيب الساخر المعروف، بعمق عن الجوانب الخفية لشهرته وتأثيرها الكبير على حياته الشخصية والعائلية، خصوصًا على زوجته. وجاء هذا الحديث ضمن الحلقة الثانية من لقائه، حيث ألقى الضوء على المعاناة التي تحملتها زوجته بسبب الأضواء والتحديات التي واجهتها الأسرة.

خلفية عن باسم يوسف ومسيرته
اكتسب باسم يوسف شهرة واسعة كطبيب تحول إلى إعلامي ساخر، وذلك عبر برنامجه "البرنامج" الذي انطلق بعد ثورة يناير 2011. اشتهر بنقده اللاذع والكوميدي للأوضاع السياسية والاجتماعية في مصر، مما جعله شخصية مثيرة للجدل وحظي بمتابعة جماهيرية ضخمة، قبل أن يتوقف البرنامج ويغادر مصر. لطالما كانت حياته المهنية والشخصية محط اهتمام الجمهور، وهذا اللقاء الأخير يقدم نظرة فريدة على التضحيات الشخصية التي صاحبت مسيرته.
تأثير الشهرة على زوجته ومعاناتها
اعترف باسم يوسف بتأثر شديد بمعاناة زوجته هالة، مؤكداً أنها "رأت الكثير وتعذبت معه" بسبب شهرته. أوضح أن زواجهما تم قبل الثورة بشهرين فقط، ومع حلول يناير 2011، تغير كل شيء جذرياً. وبينما حقق هو النجاح والشهرة، لم تشهد زوجته سوى "القلق وشد الأعصاب والخوف". وأشار إلى أنها باتت ترغب في أن يبتعد عن الظهور الإعلامي، قائلة له: "بطل كلام، مش ناقصين"، خوفاً على سلامة العائلة. واغتنم باسم يوسف الفرصة ليوجه لزوجته اعتذاراً صريحاً ومؤثراً، قائلاً: "آسف على المقلب اللي شربتيه"، في إشارة إلى المصاعب التي واجهتها بسبب ارتباطها به.
خيارات المهنة والرضا الشخصي
رغم التحديات الشخصية والعائلية، أكد باسم يوسف أنه لو عاد به الزمن، لما غير المسار الذي سلكه في حياته المهنية. عبّر عن رضاه بما وصل إليه، قائلاً: "أنا راضٍ عن اللي أنا فيه الحمد لله. هل كل حاجة كاملة؟ لأ. هل عاوز أغير حاجة؟ لأ برضه". هذا الموقف يعكس إيمانه بقراراته رغم الثمن الذي دفعه على الصعيد الشخصي.
العلاقة مع الجمهور والمواقف السياسية
تطرق يوسف إلى علاقته بالجمهور المصري وتغير صورته في نظر البعض، مشيراً إلى صعوبة تقييم هذه العلاقة بشكل عام، حيث يرى الجمهور "حاجة كبيرة أوي وناس كتير". شبه تفاعل الجمهور بتقييم "سلعة أو خدمة"، مؤكداً أن الاستفتاء يتم بطريقة ديمقراطية وتلقائية حول جودة ما يقدمه. كما علّق بسخرية على تضاؤل مؤيديه من كلا الطرفين السياسيين الرئيسيين في مصر بعد أحداث 30 يونيو، قائلاً ضاحكاً: "اللي لسه بيحبني مراتي وولادي والقطط"، مؤكداً أن مصر أكبر من مجرد قطبين سياسيين.
وحول اتهامات استغلاله سياسياً، أوضح باسم يوسف أن برنامجه كان له تأثير نظراً لنسب المشاهدة العالية، وأنه كان جزءاً من مشهد عام يشمل الثورات والحركات والقرارات. وأشار إلى أن الأطراف السياسية تستغل المشهد لصالحها، وهو أمر خارج عن إرادته وسيطرته. كما نفى أن يكون تعاطفه مع القضية الفلسطينية بدافع شخصي بسبب أصول زوجته، مؤكداً أن الدافع هو الإنسانية والشعور بالحق، مشيراً إلى أن ملايين البشر يتظاهرون ويصرخون من نفس المنطلق، وأن والد زوجته من غزة ووالدتها مصرية من المنصورة.
الصراع بين النجاح المهني والحياة الأسرية
اعترف باسم يوسف بأن نجاحه المهني جاء على حساب تواجده مع أسرته وأولاده. فبينما تحسنت الظروف المادية بشكل ملحوظ، إلا أن عائلته لم تر منه سوى غيابه. عبّر عن شعوره بفوات أشياء مهمة، مثل مشاهدة أولاده وهم يكبرون، وأوضح أن الأطفال لا يهتمون بعدد الساعات التي قضاها في العمل أو السفر، بل يتذكرون الوقت الذي كان فيه غائباً. ووصف هذا الصراع الداخلي للرجل الذي يبرر غيابه بتأمين مستقبل عائلته مادياً، ليستخدم ذلك "حجة لتبرير إحساس الذنب بعدم تواجده".
نظرة فلسفية للحياة
اختتم باسم يوسف حديثه بنظرة فلسفية للحياة، واصفاً إياها بأنها "خليط من التعب واليأس وشوية فرحة زي سكر بره"، في استعارة بلاغية تعبر عن مرارة الحياة التي قد تخفي بعض اللحظات الحلوة الظاهرة.




