باسم يوسف يكشف عن كواليس لقاء بيرس مورجان: شعرت وكأنني في عرض «ستاند أب كوميدي»
كشف الإعلامي والساخر باسم يوسف عن رؤيته المميزة والتحديات التي واجهها خلال لقاءاته المثيرة للجدل مع الإعلامي البريطاني بيرس مورجان، التي حظيت باهتمام عالمي واسع. في تصريحات حديثة، أوضح يوسف أن تجربته في تلك الحوارات، التي جاءت في أعقاب الأحداث المؤسفة التي شهدتها المنطقة بعد السابع من أكتوبر عام 2023، كانت أشبه بخوضه في «عرض ستاند أب كوميدي».
أثارت لقاءات يوسف المتكررة مع مورجان، بدءًا من ظهوره الأول الذي جاء بعد حوالي 11 يومًا من أحداث أكتوبر 2023، ردود فعل متباينة وغيرت بشكل كبير مسار الحوار الإعلامي حول الصراع الدائر. لقد اعتمد يوسف خلال هذه الحوارات أسلوبًا يعتمد على السخرية السوداء والفكاهة اللاذعة، مقدمًا منظورًا مختلفًا للأحداث ومشككًا في العديد من الروايات الإعلامية الغربية السائدة.
خلفية اللقاءات والأسلوب المميز
يُعرف باسم يوسف، الجراح السابق والساخر السياسي المصري، ببرنامجه الشهير «البرنامج» الذي كان يسلط الضوء على القضايا السياسية والاجتماعية في مصر بأسلوب كوميدي نقدي. بعد انتقاله إلى الولايات المتحدة، حافظ يوسف على هذا النهج، مستخدمًا منصات إعلامية عالمية لإيصال صوته. جاءت لقاءاته مع بيرس مورجان في خضم تصاعد كبير للتوترات في الشرق الأوسط، مما جعلها محط أنظار الملايين حول العالم.
لقد استغل يوسف طبيعة برنامج بيرس مورجان الذي يميل إلى استضافة شخصيات ذات آراء قوية ومختلفة، لتقديم رؤيته التي انتقدت بشدة ما اعتبره تحيزًا إعلاميًا غربيًا. لم يتردد يوسف في استخدام الفكاهة الساخرة لتسليط الضوء على ما رآه تناقضات في التغطية الإعلامية، ولسرد قصص إنسانية من زاوية مختلفة، متحديًا الأرقام والمعلومات التي كانت تُعرض غالبًا دون تمحيص كافٍ.
دوافع «الكوميديا الارتجالية»
وبشأن وصفه اللقاءات بأنها «عرض ستاند أب كوميدي»، أوضح يوسف أنه شعر في تلك الفترة بأن الأجواء الإعلامية كانت مشحونة للغاية، وأن النقاشات التقليدية قد لا تكون مجدية في مواجهة ما وصفه بـ «الأكاذيب التي كانت تنتشر». وذكر يوسف أن الإعلام في أمريكا كان «مُجيّشًا بطريقة غريبة»، مع التركيز بشكل مكثف على جانب واحد من السرد، وهو ما جعله يشعر بأنه لا يملك «أي رد» بالأساليب التقليدية.
هذا الشعور دفعه إلى تبني استراتيجية غير تقليدية، حيث استخدم السخرية كوسيلة للتعبير عن الحقائق وتفنيد الادعاءات، أو على الأقل لزرع بذور الشك في الروايات السائدة. بالنسبة له، أصبحت المنصة بمثابة مسرح يحاول فيه فكفكة المعلومات المعقدة والمضللة من خلال الفكاهة، بهدف الوصول إلى جمهور أوسع وتحدي التحيزات الإعلامية الواضحة.
تأثير اللقاءات وردود الفعل
انتشرت مقاطع لقاءات باسم يوسف مع بيرس مورجان كالنار في الهشيم عبر منصات التواصل الاجتماعي، وحققت ملايين المشاهدات. لقد انقسمت الآراء حول أسلوبه؛ فبينما أشاد به الكثيرون لشجاعته وقدرته على تحدي السرد السائد بذكاء وفكاهة، واعتبره البعض صوتًا جريئًا يمثل وجهة نظر مغايرة، انتقده آخرون لاستخدامه الفكاهة في قضية إنسانية خطيرة، أو لكونه أحادي الجانب في طرحه.
بغض النظر عن التقييمات، فقد نجح يوسف في إثارة نقاشات عميقة حول دور الإعلام ومسؤولياته في تغطية النزاعات، وكيف يمكن للأفراد، حتى خارج الأطر الإعلامية التقليدية، التأثير في الرأي العام. لقد أصبحت تلك اللقاءات مرجعًا مهمًا في تحليل كيفية تشكيل الروايات وتلقيها في العصر الرقمي.
تظل تصريحات باسم يوسف حول تجربته مع بيرس مورجان بمثابة نافذة على التحديات التي يواجهها الإعلاميون والشخصيات العامة عند محاولة تقديم منظور مختلف في بيئة إعلامية شديدة الاستقطاب، مؤكدة على أن الفكاهة قد تكون أحيانًا أداة قوية للتعبير عن قضايا جادة ومعقدة.




