تأثير أحداث 7 أكتوبر: تحليل صعود مشاهدات باسم يوسف بعد حواره مع بيرس مورجان

شهدت الساحة الإعلامية العالمية عودة قوية للإعلامي والساخر المصري باسم يوسف، وذلك في أعقاب أحداث 7 أكتوبر 2023. فبعد سنوات من الغياب النسبي عن الأضواء، تحول يوسف إلى صوت مؤثر على الساحة الدولية بفضل مقابلة واحدة مع الإعلامي البريطاني بيرس مورجان، والتي حققت انتشارًا فيروسيًا وغيرت من معادلات حضوره الرقمي بشكل جذري، مما دفع إلى تحليل أسباب هذا الصعود الكبير في أسهم مشاهداته.

خلفية الظهور الإعلامي

يُعرف باسم يوسف ببرنامجه الساخر الشهير "البرنامج"، الذي حظي بشعبية جارفة في العالم العربي قبل توقفه في عام 2014. بعد ذلك، انتقل يوسف للعيش في الولايات المتحدة، وشارك في أعمال وكتابات متنوعة، لكن تأثيره الإعلامي ظل محدودًا مقارنة بفترة ذروة برنامجه. إلا أن التطورات السياسية في الشرق الأوسط أعادته إلى الواجهة، حيث وجد منبرًا عالميًا للتعبير عن وجهة نظر مغايرة للسرد السائد في الإعلام الغربي حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

مقابلة بيرس مورجان: نقطة التحول

في منتصف أكتوبر 2023، وبعد أيام من بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، استضاف بيرس مورجان الإعلامي باسم يوسف في برنامجه "Piers Morgan Uncensored". كانت المقابلة بمثابة نقطة تحول حقيقية، حيث استخدم يوسف أسلوبه الساخر والكوميديا السوداء لتحدي الروايات التقليدية وتوجيه انتقادات لاذعة للسياسات الإسرائيلية والازدواجية في المعايير الإعلامية الغربية. ابتعد يوسف عن الخطاب العاطفي المباشر، واعتمد على المنطق الساخر والمقارنات الصادمة لإيصال رسالته.

ركز الحوار على عدة نقاط محورية، منها معاناة المدنيين في غزة، والمنطق المستخدم لتبرير العمليات العسكرية، والسياق التاريخي للصراع. وقد لاقت طريقته في تفكيك حجج مضيفه استحسانًا واسعًا، حيث اعتبرها الكثيرون أسلوبًا ذكيًا وفعالًا في مخاطبة الجمهور الغربي بلغة يفهمها، مما ساهم في الانتشار غير المسبوق للمقابلة.

الأثر الرقمي والمشاهدات: تحليل بالأرقام

كان تأثير المقابلة على الحضور الرقمي لباسم يوسف هائلاً وفوريًا. قبل المقابلة، كانت حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي تحظى بمتابعة جيدة، ولكنها لم تكن ضمن الأكثر تفاعلًا على المستوى العالمي. بعد بث الحوار، شهدت الأرقام قفزة تاريخية:

حققت المقابلة الأصلية على قناة بيرس مورجان على يوتيوب عشرات الملايين من المشاهدات في أيام قليلة، وتجاوزت لاحقًا حاجز 22 مليون مشاهدة على الفيديو الأصلي وحده.
انتشرت مقاطع من المقابلة مترجمة إلى لغات عديدة عبر منصات مثل "إكس" (تويتر سابقًا)، وإنستغرام، وتيك توك، محققة مئات الملايين من المشاهدات الإضافية.
ارتفع عدد متابعي باسم يوسف على إنستغرام بشكل كبير، حيث قفز من حوالي 4.5 مليون متابع إلى أكثر من 12 مليون متابع في غضون أسابيع قليلة.
تصدر اسم باسم يوسف محركات البحث وقوائم المواضيع الأكثر تداولًا في العديد من دول العالم، ليس فقط في المنطقة العربية بل وفي أوروبا وأمريكا الشمالية أيضًا.

أصداء وردود الفعل

أثارت المقابلة ردود فعل واسعة النطاق. في العالم العربي، احتفى الكثيرون بظهور يوسف واعتبروه ممثلًا قويًا وصوتًا غائبًا تمكن من إيصال وجهة النظر العربية والفلسطينية بفعالية. على الصعيد الدولي، أشاد محللون وإعلاميون بقدرته على استخدام الكوميديا كأداة لمناقشة قضايا سياسية معقدة وحساسة، بينما وجهت له انتقادات من أوساط مؤيدة لإسرائيل اعتبرت أسلوبه تبسيطًا للقضية. وقد أدت هذه الشهرة المتجددة إلى ظهوره في مقابلات أخرى، بما في ذلك حوار ثانٍ مع بيرس مورجان، ومشاركته في فعاليات ومناقشات دولية حول القضية الفلسطينية.

أهمية الحدث

تكمن أهمية ظاهرة باسم يوسف بعد 7 أكتوبر في أنها تسلط الضوء على قوة الإعلام البديل والشخصيات المؤثرة في كسر احتكار السرديات الإعلامية الكبرى. لقد أثبت يوسف أن صوتًا فرديًا يمكنه، باستخدام الأدوات المناسبة والمنصة الصحيحة، أن يصل إلى جمهور عالمي ويؤثر في الرأي العام بشكل لم يكن ممكنًا في الماضي. كما أعاد الحوار تعريف دوره كشخصية عامة، محولًا إياه من مجرد إعلامي ساخر محلي إلى معلق سياسي مؤثر على الساحة الدولية.