بدء التصوير الرسمي لفيلم مارتن سكورسيزي المرتقب "What Happens at Night" في يناير القادم
تستعد الأوساط السينمائية العالمية لانطلاق تصوير أحد أكثر المشاريع الفنية ترقباً، وهو فيلم "What Happens at Night" للمخرج الأسطوري مارتن سكورسيزي. من المقرر أن يبدأ العمل على هذا الإنتاج الضخم في يناير من عام 2026، مؤكداً استمرار سكورسيزي في تقديم أعمال سينمائية ذات قيمة فنية عالية وتأثير واسع النطاق.

يجمع الفيلم في بطولته اثنان من أبرز نجوم هوليوود: الممثل الحائز على جائزة الأوسكار ليوناردو دي كابريو، الذي يُعد شريكاً فنياً لسكورسيزي في العديد من أفلامه الخالدة، والنجمة اللامعة جينيفر لورانس، الحائزة هي الأخرى على جائزة الأوسكار، والتي تُضيف بُعداً جديداً ومثيراً لهذا التعاون المرتقب.
خلفية المشروع وأهميته
يأتي الإعلان عن بدء تصوير فيلم "What Happens at Night" ليُثير حماسة عشاق السينما حول العالم، خاصة وأن سكورسيزي ودي كابريو قد شكّلا ثنائياً فنياً يُعرف بتقديم أعمال عميقة ومعقدة تحظى بتقدير النقاد والجمهور على حد سواء. هذا المشروع الجديد يمثل إضافة هامة إلى مسيرة كل من المخرج والممثل، ويُتوقع أن يكون محور الاهتمام في مواسم الجوائز المستقبلية.
تُعد شراكة مارتن سكورسيزي وليوناردو دي كابريو واحدة من أنجح الشراكات في تاريخ السينما الحديثة. بدأت هذه العلاقة الفنية القوية في عام 2002 بفيلم "Gangs of New York"، وتواصلت عبر مجموعة من الأفلام التي حصدت إشادة واسعة وجوائز مرموقة، منها "The Aviator"، "The Departed" الذي نال عنه سكورسيزي أول أوسكاره كأفضل مخرج، "Shutter Island"، "The Wolf of Wall Street"، ومؤخراً "Killers of the Flower Moon". تتميز هذه الأفلام غالباً بمعالجة درامية لقضايا إنسانية معقدة، وشخصيات مركبة، وتصوير بصري مميز، وهي عناصر من المتوقع أن تكون حاضرة بقوة في الفيلم الجديد.
أما انضمام النجمة جينيفر لورانس، فهو يُضفي على المشروع بُعداً إضافياً. تُعرف لورانس بقدرتها على تجسيد أدوار متنوعة تجمع بين القوة والهشاشة، وقد أثبتت موهبتها في أفلام مثل "Silver Linings Playbook" و "American Hustle". يُعتبر هذا التعاون مع سكورسيزي ودي كابريو خطوة مهمة في مسيرتها، حيث يضعها ضمن طاقم عمل من الطراز الرفيع، ويُمكن أن يُقدم لها فرصة لأداء دور عميق ومؤثر.
التطورات الأخيرة ومرحلة الإنتاج
تفيد التقارير العالمية التي أكدت موعد البدء، بأن مرحلة ما قبل الإنتاج قد وصلت إلى مراحلها النهائية، مع استكمال عمليات اختيار المواقع والتصوير وتجهيز الديكورات. على الرغم من أن تفاصيل الحبكة لم تُكشف بشكل كامل بعد، إلا أن العنوان "What Happens at Night" يُوحي بفيلم ذي طابع غامض أو نفسي، وربما يتناول أحداثاً تدور في أجواء الليل المليئة بالأسرار والتحولات. يُتوقع أن تكون القصة عميقة ومُحفزة للتفكير، وهو ما يتماشى مع أسلوب سكورسيزي المعتاد في استكشاف الجوانب المظلمة والمعقدة للطبيعة البشرية.
من المرجح أن يتم تصوير الفيلم في مواقع متعددة، وقد تشمل مدينة نيويورك، التي تُعد بمثابة خلفية أيقونية للعديد من أعمال سكورسيزي السابقة، والتي يمتلك فيها رؤية فنية خاصة تُضفي على أفلامه طابعاً مميزاً. يُشير موعد الانطلاق في يناير 2026 إلى جدول زمني مُخطط له بعناية، مما يتيح وقتاً كافياً لسكورسيزي وفريقه لإتقان كل جانب من جوانب الإنتاج.
توقعات حول الفيلم:
- النوع السينمائي: من المرجح أن يكون دراما نفسية أو فيلماً تشويقياً يحمل بصمات سكورسيزي في السرد المعقد وتطوير الشخصيات.
- الأداء التمثيلي: يُتوقع أداءً استثنائياً من دي كابريو ولورانس تحت إشراف سكورسيزي، مما قد يُرشحهم لجوائز كبرى.
- الإنتاج والدعم: بالنظر إلى حجم الأسماء المشاركة، يُتوقع أن يحظى الفيلم بدعم إنتاجي كبير من استوديوهات عالمية (مثل Apple Original Films التي دعمت مشاريعه الأخيرة)، مما يضمن جودة عالية في كل التفاصيل الفنية والتقنية.
الأثر والتوقعات المستقبلية
إن إطلاق مشروع بهذا الحجم والأهمية يُعزز مكانة صناعة السينما الفنية في وقت تتجه فيه الأنظار نحو المحتوى التجاري. يُقدم سكورسيزي من خلال هذا الفيلم فرصة جديدة لإثبات أن الأعمال السينمائية التي تُعنى بالعمق الفني والجودة الإخراجية لا تزال قادرة على جذب اهتمام الجماهير والنقاد على حد سواء. يُتوقع أن يُساهم الفيلم في النقاشات الثقافية حول قضايا الفن والسينما عند عرضه، وأن يكون له تأثير كبير على الساحة السينمائية.
بعد انتهاء مرحلة التصوير، ستنتقل العملية إلى مرحلة ما بعد الإنتاج التي قد تستغرق شهوراً طويلة، تشمل التحرير والمونتاج وإضافة المؤثرات البصرية والصوتية. بناءً على هذا الجدول الزمني، من المرجح أن يُعرض فيلم "What Happens at Night" لأول مرة في أواخر عام 2027 أو أوائل عام 2028، مما يجعله أحد أبرز الأفلام المرتقبة في السنوات القادمة.
تُشير كل الدلائل إلى أن هذا الفيلم لن يكون مجرد عمل سينمائي آخر، بل سيكون حدثاً فنياً ينتظره الملايين، مؤكداً المكانة الرائدة لسكورسيزي كأحد أبرز المخرجين في تاريخ السينما، وقدرته المستمرة على تقديم قصص مؤثرة ومُبتكرة تُشكل علامات فارقة في سجل الفن السابع.





