بدء تركيب الحواجز الخرسانية لعزل مسار الأتوبيس الترددي على الطريق الدائري
أعلنت وزارة النقل المصرية عن بدء مرحلة حاسمة في تنفيذ مشروع الأتوبيس الترددي السريع (BRT) على الطريق الدائري، حيث بدأت الفرق المتخصصة في تركيب الحواجز الخرسانية لعزل المسارات المخصصة لهذا النظام بشكل كامل. تأتي هذه الخطوة في إطار الاستعدادات النهائية لتشغيل المرحلة الأولى من المشروع، الذي يهدف إلى إحداث نقلة نوعية في منظومة النقل الجماعي بالعاصمة المصرية الكبرى.

خلفية المشروع وأهدافه الاستراتيجية
يعد مشروع الأتوبيس الترددي جزءًا لا يتجزأ من خطة التطوير الشاملة التي يشهدها الطريق الدائري، والتي تضمنت توسعة الطريق ليصل إلى 7 حارات مرورية في كل اتجاه، مع إنشاء وتطوير عدد من الكباري والأنفاق. ويهدف نظام الأتوبيس الترددي إلى توفير وسيلة نقل جماعي حديثة، سريعة، وآمنة تعمل داخل مسارات معزولة تمامًا عن حركة السيارات الأخرى، مما يضمن انتظام مواعيدها ويقلل من زمن الرحلات بشكل كبير.
تسعى الحكومة من خلال هذا المشروع إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية، أبرزها تخفيف العبء عن شبكة الطرق، والحد من الزحام المروري الخانق على الطريق الدائري، بالإضافة إلى تشجيع المواطنين على استخدام وسائل النقل العام الصديقة للبيئة، حيث من المقرر أن تعمل الحافلات بالطاقة الكهربائية النظيفة.
التطورات الحالية وتفاصيل التنفيذ
تتركز الأعمال الجارية مؤخرًا على وضع حواجز خرسانية من طراز "نيوجيرسي" في الحارات الداخلية للطريق الدائري، والتي تم تخصيصها لمسار الأتوبيسات. يتم طلاء هذه الحواجز باللونين الأصفر والأسود لضمان وضوحها للسائقين ومنع أي تداخل بين حركة المرور العامة ومسار الأتوبيسات المخصص. يمثل هذا العزل المادي ضمانة أساسية لنجاح النظام وتحقيق سرعة التشغيل المستهدفة.
تتزامن هذه الأعمال مع استكمال إنشاء المحطات الخاصة بالمشروع، والتي تم تصميمها لتكون على مستوى عالمي، وتوفر سهولة الوصول للركاب، بما في ذلك كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة. تمتد المرحلة الأولى التي يجري العمل عليها لتغطي قطاعًا حيويًا من الطريق الدائري، تمهيدًا لإطلاق الخدمة تجريبيًا ثم تشغيلها بشكل كامل.
الأثر المتوقع والمستقبل
من المتوقع أن يُحدث تشغيل نظام الأتوبيس الترددي تأثيرًا إيجابيًا ومباشرًا على حياة ملايين المواطنين الذين يستخدمون الطريق الدائري يوميًا. يتوقع الخبراء أن يساهم المشروع في تحقيق الفوائد التالية:
- تقليل زمن الرحلة على امتداد الطريق الدائري بنسبة قد تصل إلى 50%.
 - توفير بديل حضاري ومريح للسيارات الخاصة، مما يقلل من عدد المركبات على الطريق.
 - خفض معدلات تلوث الهواء والضوضاء بفضل استخدام حافلات كهربائية.
 - تحقيق التكامل مع شبكات النقل الأخرى، مثل مترو الأنفاق والقطار الكهربائي الخفيف، لتكوين شبكة نقل متكاملة.
 
تُشرف وزارة النقل على سير الأعمال بشكل مكثف لضمان الالتزام بالجداول الزمنية المحددة، تمهيدًا لتحقيق رؤية الدولة في تطوير قطاع النقل بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة للمواطنين.





