انطلاق المرحلة الثانية لمشروع الأتوبيس الترددي على الطريق الدائري بطول 57 كيلومترًا
أعلنت الجهات المعنية عن بدء تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع الأتوبيس الترددي السريع (BRT) على الطريق الدائري، والذي يعد أحد أهم مشروعات النقل الجماعي الحديثة في مصر. تمتد هذه المرحلة لمسافة 57 كيلومترًا، وتأتي في إطار خطة أوسع لتطوير منظومة النقل وتخفيف الازدحام المروري في القاهرة الكبرى.

خلفية عن المشروع وأهميته
يواجه الطريق الدائري، الشريان المروري الرئيسي الذي يربط أطراف القاهرة الكبرى، تحديات مرورية ضخمة نتيجة الكثافة السكانية والاعتماد الكبير على السيارات الخاصة. ولمواجهة ذلك، تبنت الحكومة المصرية مشروع الأتوبيس الترددي السريع، وهو نظام نقل عام عالي السعة يعتمد على حافلات حديثة تسير في مسارات مخصصة ومعزولة، مما يضمن سرعة وانتظام مواعيدها، على غرار أنظمة المترو ولكن بتكلفة تنفيذ أقل.
يهدف المشروع إلى تقديم بديل فعال ومستدام لوسائل النقل التقليدية، وتشجيع المواطنين على استخدام النقل الجماعي بدلاً من السيارات الخاصة، الأمر الذي من شأنه أن يقلل من استهلاك الوقود والانبعاثات الكربونية ويحسن من جودة الهواء.
تفاصيل المرحلة الثانية
تُعد المرحلة الثانية حلقة محورية في المشروع بأكمله، حيث تربط بين مناطق حيوية وتتكامل مع شبكات النقل الأخرى. تبدأ هذه المرحلة من منطقة أكاديمية الشرطة وتصل حتى طريق الفيوم الصحراوي، وتتضمن إنشاء 21 محطة من إجمالي المحطات المخطط لها للمشروع بالكامل والتي تقارب 49 محطة.
تم تصميم المحطات لتكون حديثة ومجهزة بوسائل الراحة والأمان للمواطنين، مع مراعاة سهولة الوصول إليها وربطها بالمناطق السكنية المحيطة. ومن المتوقع أن تخدم هذه المرحلة قطاعًا عريضًا من السكان الذين يتنقلون يوميًا عبر هذا الامتداد من الطريق الدائري.
التطوير الشامل للطريق الدائري
يتزامن تنفيذ مشروع الأتوبيس الترددي مع عملية تطوير شاملة وغير مسبوقة للطريق الدائري نفسه. تشمل أعمال التطوير زيادة عدد الحارات المرورية إلى 7 أو 8 حارات في كل اتجاه، وإلغاء التقاطعات السطحية واستبدالها بكباري وأنفاق، بالإضافة إلى تحديث أنظمة الإنارة ووضع منظومة متكاملة لإدارة حركة المرور إلكترونيًا. هذه التحسينات ضرورية لضمان نجاح نظام الأتوبيس الترددي عبر توفير مساراته المخصصة دون أي عوائق مرورية.
التطورات المستقبلية والأثر المتوقع
وفقًا لبيانات وزارة النقل المصرية الصادرة في الأشهر الأخيرة، فإن العمل يسير بوتيرة متسارعة لاستكمال جميع مراحل المشروع. من المخطط أن يتم تشغيل النظام باستخدام حافلات كهربائية أو تعمل بالغاز الطبيعي، مما يعزز البعد البيئي للمشروع. كما تم إسناد إدارة وتشغيل المنظومة إلى شركات عالمية متخصصة لضمان تقديم خدمة عالية الجودة تضاهي المعايير الدولية.
عند اكتماله، من المتوقع أن يُحدث مشروع الأتوبيس الترددي نقلة نوعية في تجربة التنقل لملايين المواطنين، حيث سيقلل زمن الرحلات بشكل كبير ويوفر وسيلة نقل آمنة ومريحة ومنتظمة، مما يساهم في تحقيق انسيابية مرورية طال انتظارها على الطريق الدائري.





