برشلونة يستهدف ماسون جرينوود لتعزيز صفوفه في الميركاتو الصيفي
تتجه أنظار نادي برشلونة الإسباني نحو المهاجم الإنجليزي ماسون جرينوود، لاعب مانشستر يونايتد المعار حاليًا إلى نادي خيتافي، وذلك بهدف تعزيز صفوف الفريق الكتالوني خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة. تأتي هذه الأنباء في الوقت الذي يسعى فيه برشلونة لإيجاد حلول هجومية فعالة وبأسعار معقولة، في ظل التحديات المالية التي يواجهها النادي. وقد برز اسم جرينوود بشكل لافت بعد الأداء المميز الذي قدمه في الدوري الإسباني هذا الموسم، مما أعاده إلى دائرة اهتمام الأندية الكبرى بعد فترة من الابتعاد عن الأضواء.

خلفية عن مسيرة جرينوود وتطورات الموقف
بدأ ماسون جرينوود مسيرته الكروية في أكاديمية مانشستر يونايتد وتدرج في فئاته حتى وصل إلى الفريق الأول، حيث كان يعتبر أحد أبرز المواهب الصاعدة في كرة القدم الإنجليزية. قدم مستويات مبهرة في مواسمه الأولى، مسجلاً أهدافًا حاسمة ومظهراً قدرة عالية على اللعب بالقدمين والتسديد من مختلف المسافات. ومع ذلك، توقفت مسيرته بشكل مفاجئ في يناير 2022 بعد اتهامات خطيرة أدت إلى إيقافه عن اللعب من قبل مانشستر يونايتد. وعلى الرغم من إسقاط جميع التهم الموجهة إليه في فبراير 2023، إلا أن النادي الإنجليزي أجرى تحقيقات داخلية أدت في النهاية إلى قراره بإعارته لتجنب المزيد من الجدل.
في صيف 2023، انضم جرينوود إلى نادي خيتافي الإسباني على سبيل الإعارة لمدة موسم واحد، في خطوة اعتبرها الكثيرون فرصة أخيرة للاعب لاستعادة مسيرته. وخلال فترة إعارته في الدوري الإسباني، استعاد جرينوود جزءًا كبيرًا من مستواه المعهود، حيث شارك بانتظام في أكثر من 30 مباراة وسجل أهدافًا مهمة وصنع أخرى لخيتافي، ليساهم بفعالية في أداء الفريق. هذا الأداء اللافت أعاد إليه الأنظار وجعله محط اهتمام العديد من الأندية الأوروبية الكبرى، وليس فقط برشلونة، حيث أظهر أنه قادر على المنافسة في أعلى المستويات بعد غياب طويل.
دوافع برشلونة واهتمامه بالصفقة
تُعد رغبة برشلونة في ضم جرينوود جزءًا من استراتيجية النادي لتعزيز خط هجومه. يعاني الفريق الكتالوني من بعض المشاكل في الفاعلية الهجومية والعمق في بعض المراكز، خاصة مع تقدم عمر بعض اللاعبين أو عدم استقرار مستوى آخرين. يرى مسؤولو برشلونة في جرينوود لاعبًا شابًا يتمتع بموهبة فنية عالية وقدرة على اللعب في عدة مراكز هجومية، سواء كجناح أيمن أو أيسر أو حتى كمهاجم ثانٍ. كما أن عمره (22 عامًا) يجعله استثمارًا طويل الأمد محتملاً.
الأهم من ذلك، أن الوضع المالي المعقد لبرشلونة يدفع النادي للبحث عن صفقات ذات قيمة عالية ومخاطر مالية منخفضة. في ظل انتهاء عقد جرينوود مع مانشستر يونايتد في صيف 2025 (مع خيار التمديد لعام إضافي)، قد يكون مانشستر يونايتد مستعدًا لبيعه في الصيف المقبل بسعر أقل لتجنب رحيله مجانًا. هذا السيناريو يتناسب تمامًا مع المتطلبات الاقتصادية لبرشلونة، الذي قد يفضل صفقة إعارة مع خيار شراء أو شراء بسعر معقول نسبيًا لتخفيف الضغط المالي على النادي.
التحديات والمنافسة المحتملة
بالرغم من الاهتمام، تواجه صفقة انتقال جرينوود إلى برشلونة عدة تحديات. أولاً، هناك الجانب الأخلاقي وسمعة النادي. فالقضية التي تعرض لها جرينوود سابقًا قد تثير ردود فعل متباينة بين جماهير برشلونة ووسائل الإعلام، وهو ما يجب على الإدارة أخذه بعين الاعتبار والتحضير له. هذه النقطة بالذات تُعد عقبة محتملة أمام إتمام أي صفقة، حيث تهتم الأندية الكبرى بشكل متزايد بصورتها العامة وتفاعل الجمهور.
ثانيًا، المنافسة من الأندية الأخرى كبيرة. فقد ذكرت تقارير أن أندية مثل يوفنتوس الإيطالي وأتلتيكو مدريد الإسباني، بالإضافة إلى بعض الأندية في الدوري الإنجليزي الممتاز، تتابع وضع اللاعب عن كثب وقد تدخل في سباق التوقيع معه. هذا التنافس قد يرفع من سعر اللاعب ويصعّب مهمة برشلونة في ضمه بصفقة اقتصادية كما يفضلون. أندية أخرى قد تكون قادرة على تقديم شروط مالية أفضل لمانشستر يونايتد أو للاعب نفسه.
علاوة على ذلك، سيتوقف جزء كبير من الصفقة على موقف مانشستر يونايتد. يمتلك النادي الإنجليزي خيار تمديد عقد جرينوود لعام إضافي، مما قد يمنحهم مرونة أكبر في مفاوضات البيع. هل سيسعون لإعادة اللاعب إلى صفوفهم بعد انتهاء إعارته وتقييم أدائه مجددًا؟ أم أنهم سيفضلون بيعه بشكل دائم لتجنب أي جدل مستقبلي ولتحقيق عائد مالي من لاعب قد لا يكون جزءًا من خططهم على المدى الطويل؟ سعر اللاعب وشروطه الشخصية ستكون أيضًا عوامل حاسمة في تحديد وجهته النهائية. أي قرار لمانشستر يونايتد سيكون له تأثير مباشر على ديناميكيات السوق لجرينوود.
التأثير المتوقع على برشلونة
في حال إتمام الصفقة، يمكن أن يمثل ماسون جرينوود إضافة قوية لخط هجوم برشلونة، حيث يمكنه توفير حلول هجومية متنوعة وزيادة المنافسة داخل الفريق. قدرته على المراوغة، التسديد، وصناعة اللعب من الأطراف يمكن أن تمنح المدرب خيارات تكتيكية أوسع. ومع ذلك، سيتطلب الأمر من اللاعب التكيف مع فلسفة برشلونة الكروية والتعامل مع الضغوط المرتبطة باللعب في نادٍ بحجم البارسا، بالإضافة إلى التعامل مع أي ردود فعل قد تنتج عن خلفيته. النجاح في هذه الصفقة قد يمنح برشلونة موهبة شابة بسعر معقول، لكنه يأتي أيضًا مع تحديات إدارية وتسويقية لا يمكن تجاهلها.
في الختام، يبدو أن ملف ماسون جرينوود سيكون أحد الملفات الساخنة في الميركاتو الصيفي المقبل، ومع تزايد التقارير التي تربطه بـبرشلونة، فإن الشهور القادمة ستكشف عن مدى جدية النادي الكتالوني في المضي قدمًا بهذه الصفقة المحتملة التي تحمل في طياتها الكثير من الإمكانيات والتحديات على حد سواء.





