برنامج "ترندي" يسلط الضوء على تعامد الشمس بمعبد أبو سمبل وتصاعد التوترات بين إيلون ماسك ووكالة ناسا
سلّط برنامج "ترندي"، الذي يُبث على قناة "القاهرة الإخبارية"، الضوء مؤخرًا على حدثين بارزين يمثلان مزيجًا فريدًا من الإرث التاريخي العريق والتطورات الفضائية المعاصرة. تناول البرنامج ظاهرة تعامد الشمس الفريدة على وجه رمسيس الثاني بمعبد أبو سمبل الأثري في مصر، بالإضافة إلى تجدد التوترات والخلافات بين الملياردير إيلون ماسك، رئيس شركة سبيس إكس، ووكالة الفضاء الأمريكية (ناسا).

تعامد الشمس في أبو سمبل: ظاهرة تاريخية وفلكية
تُعد ظاهرة تعامد الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني داخل قدس الأقداس بالمعبد الكبير في أبو سمبل واحدة من أروع الإنجازات المعمارية والفلكية للحضارة المصرية القديمة. تحدث هذه الظاهرة مرتين سنويًا، إحداهما في يوم 22 فبراير والأخرى في يوم 22 أكتوبر (وقد كانت سابقًا في 21 فبراير و21 أكتوبر قبل نقل المعبد). خلال هذين اليومين، تتسلل أشعة الشمس لتضيء وجه رمسيس الثاني وتمثال إله الشمس رع-حور آختي، بينما يظل تمثالا الإلهين بتاح وآمون في الظلام.
تُشير هذه الظاهرة إلى الدقة الفلكية المذهلة التي امتلكها المصريون القدماء في تحديد فترات الحصاد والفيضان، وربما كانت مرتبطة بيومي ميلاد وتتويج رمسيس الثاني. يعتبر هذا الحدث السنوي مصدر جذب رئيسي للسياحة الثقافية في أسوان، ويُبرز الأهمية العالمية للتراث المصري وقدرة قدماء المصريين على دمج الفن والهندسة والفلك بعبقرية.
التوترات المتصاعدة بين إيلون ماسك ووكالة ناسا
على صعيد آخر، تطرق برنامج "ترندي" إلى التوترات المتجددة بين إيلون ماسك ووكالة ناسا، والتي غالبًا ما تدور حول عقود برامج الفضاء الكبرى وتطوير التقنيات اللازمة للمهمات المستقبلية. تعتمد ناسا بشكل كبير على الشركات التجارية مثل سبيس إكس لتنفيذ أجزاء حيوية من برامجها الطموحة، وعلى رأسها برنامج أرتميس للعودة إلى القمر.
تتركز العديد من هذه الخلافات على مشروع نظام الهبوط البشري (HLS) الذي فازت سبيس إكس بعقده لتطوير مركبة ستارشيب. تشمل مصادر التوتر تأخيرات في الجدول الزمني لتطوير واختبار ستارشيب، والمخاوف المتعلقة بالسلامة، والمتطلبات البيئية والتنظيمية المعقدة، بالإضافة إلى التحديات التمويلية والتنافس مع شركات فضاء أخرى. تُثير تصريحات ماسك العلنية وتوجهاته أحيانًا بعض الاحتكاكات مع البيروقراطية الصارمة لناسا.
الأهمية والتداعيات
تكمن أهمية هذين الخبرين، رغم اختلافهما الظاهري، في تسليطهما الضوء على إنجازات البشرية سواء في الماضي السحيق أو في المستقبل القريب. فبينما تُذكّرنا ظاهرة تعامد الشمس بعظمة الحضارات القديمة وقدرتها على تحقيق إنجازات فلكية ومعمارية خالدة، تُبرز التوترات بين إيلون ماسك وناسا التحديات المعقدة التي تواجه البشرية في سعيها لاستكشاف الفضاء. تؤثر هذه الخلافات بشكل مباشر على الجدول الزمني لعودة البشر إلى القمر والمريخ، مما يجعلها محط اهتمام عالمي ليس فقط للمجتمع العلمي بل للجمهور العام الذي يتابع مستقبل استكشاف الفضاء.




