بعد حكم الإعدام لقاتلة زوجها وأبنائه الستة، من هم المخولون بحضور تنفيذ العقوبة؟
في تطور قضائي لافت، أصدرت محكمة جنايات المنيا حكمها بالإعدام شنقًا ضد سيدة أدينت بقتل زوجها وأبنائه الستة، في جريمة هزت الرأي العام المصري. ويأتي هذا الحكم بعد استكمال كافة الإجراءات القانونية اللازمة، بما في ذلك أخذ الرأي الشرعي لفضيلة مفتي الجمهورية. ومع اقتراب مرحلة تنفيذ العقوبة، تبرز تساؤلات قانونية وشعبية حول الأطراف التي يحق لها حضور عملية الإعدام وفقًا للقانون المصري، خصوصًا مع حساسية وفظاعة الجريمة المرتكبة.

الخلفية القضائية للواقعة وتفاصيل الجريمة
تعود تفاصيل القضية المروعة إلى واقعة بشعة شهدتها محافظة المنيا، حيث أقدمت المتهمة، والتي لم يتم الكشف عن اسمها بشكل كامل في البيانات الأولية، على قتل زوجها وأبنائه الستة بوضع السم لهم في الطعام. وقد أثارت هذه الجريمة، التي وصفت بالوحشية والخروج عن الفطرة، صدمة واسعة النطاق في المجتمع المصري. وبعد تحقيقات موسعة وجمع الأدلة وإفادات الشهود، أحيلت المتهمة إلى محكمة الجنايات التي نظرت القضية على مدار عدة جلسات، استمعت خلالها إلى كافة الأطراف والخبراء.
أصدرت محكمة جنايات المنيا، أمس السبت، حكمها بالإعدام شنقًا بعد أن استقرت قناعتها بثبوت التهم الموجهة للمتهمة بشكل لا يدع مجالاً للشك. وتعتبر هذه الخطوة تتويجًا لمسار قضائي طويل، يشمل عرض أوراق القضية على فضيلة مفتي الجمهورية لأخذ رأيه الشرعي، وهو إجراء وجوبي في قضايا الإعدام في مصر قبل النطق بالحكم النهائي. ورغم أن رأي المفتي استشاري وغير ملزم قانونًا للمحكمة، إلا أنه يعتبر ركنًا أساسيًا لضمان الشرعية الدينية والقانونية للحكم في قضايا الإعدام.
المسار القانوني لعقوبة الإعدام في مصر
تخضع عقوبة الإعدام في القانون المصري لإجراءات بالغة الدقة لضمان العدالة وتجنب أي خطأ قضائي قد يكون له تداعيات لا رجعة فيها. بعد صدور الحكم الابتدائي من محكمة الجنايات، يحق للمحكوم عليه الطعن على الحكم أمام محكمة النقض خلال ستين يومًا من تاريخ الحكم الحضوري. ولا يصبح الحكم باتًا ونهائيًا وواجب النفاذ إلا بعد تأييد محكمة النقض له أو فوات مواعيد الطعن دون تقديمه، أو رفض الطعن المقدم.
دور مفتي الجمهورية في قضايا الإعدام، كما ذكر سابقًا، هو إبداء الرأي الشرعي حول مدى توافق الحكم مع مبادئ الشريعة الإسلامية. هذا الإجراء، وإن كان استشاريًا، يمثل ضمانة إضافية للتحقق من أن الحكم يتسق مع المبادئ الدينية التي تعتبر المصدر الرئيسي للتشريع في البلاد.
من هم المخولون بحضور تنفيذ عقوبة الإعدام؟
فيما يتعلق بتنفيذ أحكام الإعدام في مصر، تنص القوانين على سرية التنفيذ وحصر الحضور على فئات محددة جدًا. يهدف هذا التقييد إلى تحقيق الردع الخاص والعام دون تحويل التنفيذ إلى مشهد عام أو إثارة الفوضى، وللحفاظ على خصوصية الإجراءات وكرامة المتوفى. لا يُسمح للجمهور أو وسائل الإعلام بحضور تنفيذ العقوبة.
النائب العام أو من ينيبه: يعتبر النائب العام هو المسؤول الأول عن متابعة وتنفيذ الأحكام القضائية، ويقوم بتفويض أحد وكلاء النيابة العامة لحضور التنفيذ والتأكد من سير الإجراءات طبقًا للقانون.
مأمور السجن: بوصفه المسؤول عن إدارة المنشأة الإصلاحية التي يتم فيها التنفيذ، ويقع على عاتقه التأكد من تنفيذ الحكم داخل السجن.
طبيب السجن أو طبيب شرعي: يكون حضوره إلزاميًا للتأكد من وفاة المحكوم عليه وتوثيق اللحظة رسميًا، وإعداد التقرير الطبي اللازم.
أحد رجال الدين: غالبًا ما يكون شيخًا أو قسًا، وذلك لتقديم الدعم الروحي للمحكوم عليه إن طلب ذلك، وتلاوة بعض الأدعية أو الصلوات.
سكرتير النيابة: لتدوين المحضر الرسمي لعملية التنفيذ، والذي يوثق كافة التفاصيل والإجراءات التي تمت.
بشكل عام، يُحظر على أقارب المحكوم عليه أو أقارب المجني عليهم حضور تنفيذ العقوبة. تهدف هذه السياسة إلى الحفاظ على هدوء الإجراءات وتجنب أي ردود فعل عنيفة أو استفزازية قد تنجم عن الحضور العائلي أو الجماهيري، والحفاظ على كرامة كل الأطراف المعنية.
أهمية القضية وتداعياتها
تكتسب هذه القضية أهمية بالغة كونها تسلط الضوء على جريمة عائلية مروعة وغير مسبوقة في طبيعتها، وعلى حزم القضاء المصري في التعامل مع الجرائم التي تهدد نسيج المجتمع والأمن الأسري. كما أنها تعيد النقاش حول فعالية عقوبة الإعدام كأداة للردع، والضمانات القانونية المحيطة بها في مصر. تعتبر الأحكام القضائية من هذا النوع رسالة واضحة لكل من تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه الجرائم البشعة، مؤكدة على أن سيادة القانون لا تسمح بالإفلات من العقاب على الجرائم الكبرى التي تخالف أبسط القيم الإنسانية.





