بعد قرابة عقد من الاحتجاز، لبنان يطلق سراح هانيبال القذافي بكفالة
أصدر القضاء اللبناني في 7 أكتوبر 2024 قراراً بإطلاق سراح هانيبال القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، بعد نحو تسع سنوات من توقيفه في لبنان دون محاكمة. وجاء قرار الإفراج الصادر عن محكمة التمييز الجزائية مشروطاً بدفع كفالة مالية ضخمة، وذلك في ظل تدهور حالته الصحية بشكل كبير نتيجة إضرابات متكررة عن الطعام. وفور إتمام الإجراءات، أفادت مصادر متعددة بأن القذافي غادر الأراضي اللبنانية متوجهاً إلى العاصمة السورية دمشق.

خلفية الاحتجاز وقضية الصدر
بدأت فصول هذه القضية المعقدة في ديسمبر 2015، عندما تم توقيف هانيبال القذافي في لبنان بعد استدراجه من سوريا في عملية وصفتها عائلته بأنها "اختطاف". ووجهت إليه السلطات القضائية اللبنانية تهمة "كتم معلومات" تتعلق بقضية اختفاء الإمام الشيعي اللبناني موسى الصدر ورفيقيه، الصحافي عباس بدر الدين والشيخ محمد يعقوب، في العاصمة الليبية طرابلس عام 1978. ورغم أن هانيبال كان يبلغ من العمر عامين فقط عند وقوع الحادثة، أصر القضاء اللبناني على أنه قد يكون بحوزته معلومات ورثها عن نظام والده يمكن أن تساعد في كشف مصير الصدر ورفيقيه، وهي قضية ذات حساسية سياسية وطائفية بالغة في لبنان.
تفاصيل قرار الإفراج
جاء قرار الإفراج الذي أصدره القاضي صبوح سليمان بعد مطالبات قانونية وإنسانية متكررة، خاصة مع تدهور صحة القذافي بشكل حاد. وقد حُددت قيمة الكفالة بـ مليار و500 مليون ليرة لبنانية (ما يعادل حوالي 900 ألف دولار أمريكي بأسعار الصرف في السوق الموازية). وكان محامو الدفاع عن القذافي قد شددوا مراراً على أن احتجازه المطول دون توجيه تهمة رسمية أو بدء محاكمة يعد انتهاكاً للقانون اللبناني والدولي. كما لعبت حالته الصحية دوراً محورياً في التعجيل بالقرار، حيث نُقل إلى المستشفى عدة مرات في الأشهر الأخيرة بعد دخوله في إضرابات طويلة عن الطعام احتجاجاً على ظروف اعتقاله.
الأهمية والتداعيات
تكمن أهمية هذه القضية في تقاطعها مع ملف تاريخي لم يُغلق بعد، وهو قضية اختفاء الإمام الصدر التي لا تزال تلقي بظلالها على العلاقات الليبية-اللبنانية. ويرى مراقبون أن الإفراج عن هانيبال القذافي قد يمثل خطوة نحو تخفيف التوتر، إلا أنه لا ينهي التحقيق في القضية الأساسية. وقد أثار مغادرته السريعة إلى سوريا تساؤلات حول كيفية تمكنه من مغادرة البلاد رغم صدور قرار بمنعه من السفر كجزء من شروط إطلاق سراحه. وحتى الآن، لم تصدر ردود فعل رسمية واسعة من الأطراف السياسية الرئيسية في لبنان، بينما يبقى مصير التحقيق في قضية الصدر غامضاً، ويظل هانيبال القذافي شخصية مثيرة للجدل مرتبطة بإرث نظام والده.





