بعد وكالته لـ"رياضة الشيوخ": سيف زاهر يؤكد أولوية تمكين الشباب ورؤية مصرية لرياضة عالمية
عقب انتخابه وكيلاً للجنة الشباب والرياضة بمجلس الشيوخ المصري، أكد النائب سيف زاهر على الأهمية القصوى لدوره الجديد، معتبراً إياه مسؤولية وطنية تتجه بالدرجة الأولى نحو شباب مصر. ويأتي هذا التأكيد في سياق رؤية أوسع تهدف إلى تطوير المنظومة الرياضية بالبلاد والوصول بها إلى مستويات عالمية، بما يتناسب مع مكانة مصر وطموحاتها المستقبلية.

وشدد سيف زاهر، الذي يتمتع بخبرة واسعة في المجال الرياضي والإعلامي، على أن الشباب يمثلون الركيزة الأساسية لأي تقدم وطني ومفتاح بناء المستقبل. ويعكس اختياره لهذا المنصب البرلماني البارز، ضمن هيئة مكتب اللجنة، الثقة في قدرته على المساهمة الفعالة في صياغة السياسات والتشريعات التي تدعم قطاعي الشباب والرياضة، وهما قطاعان حيويان لمستقبل البلاد.
أهمية المنصب والرؤية المستقبلية
يمثل منصب وكيل لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشيوخ نقطة ارتكاز استراتيجية لتوجهات الدولة نحو استثمار الطاقات الشبابية وتطوير الأداء الرياضي. وتلتزم اللجنة، في إطار اختصاصاتها، بمراجعة التشريعات القائمة واقتراح قوانين جديدة تهدف إلى تحسين البيئة الداعمة للشباب والرياضيين. وقد أشار زاهر إلى أن المرحلة القادمة ستشهد انطلاقة قوية نحو تنفيذ برامج ومبادرات مبتكرة لدعم الشباب، وتشمل هذه المبادرات على الأرجح جوانب متعددة تتجاوز مجرد المشاركة الرياضية لتشمل التمكين الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
وتتماشى هذه التوجهات بشكل مباشر مع الاستراتيجية الوطنية الشاملة التي تركز على «بناء الإنسان المصري»، وهي رؤية أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي وتهدف إلى تنمية الفرد في جميع جوانب حياته، من التعليم والصحة إلى الثقافة والرياضة، ليكون عنصراً فاعلاً ومنتجاً في المجتمع. وفي هذا الإطار، تعتبر الرياضة ليست مجرد نشاط ترفيهي، بل أداة قوية لبناء الشخصية وتعزيز الانتماء وخدمة أهداف التنمية المستدامة.
تمكين الشباب: محور أساسي
يعد تمكين الشباب أحد الأركان الأساسية التي يتبناها سيف زاهر في رؤيته للعمل البرلماني. ويتضمن هذا التمكين مجموعة واسعة من الأهداف والمبادرات التي تسعى إلى:
- توفير الفرص: فتح آفاق جديدة للشباب للمشاركة في صنع القرار والعمل العام، وتقديم الدعم اللازم للمشروعات الشبابية والابتكارية.
- تنمية المهارات: إطلاق برامج تدريبية وتأهيلية تهدف إلى صقل مهارات الشباب في مختلف المجالات، بما في ذلك القيادة والإدارة والتفكير النقدي.
- تعزيز الصحة واللياقة البدنية: من خلال نشر ثقافة ممارسة الرياضة وتشجيع الأنشطة البدنية في المدارس والجامعات والمجتمعات المحلية.
- دمج الشباب في عملية التنمية: التأكيد على دورهم المحوري في تحقيق أهداف رؤية مصر 2030، سواء كان ذلك في القطاعات الاقتصادية أو الاجتماعية أو الرياضية.
هذا التركيز على الشباب ليس محض شعار، بل هو استجابة للتحديات الديموغرافية والاجتماعية التي تواجه مصر، حيث تشكل شريحة الشباب النسبة الأكبر من السكان. ومن هنا، فإن الاستثمار فيهم يعد استثماراً في مستقبل الأمة ككل، ويساهم في بناء مجتمع أكثر حيوية وإنتاجية.
الطموح نحو رياضة مصرية عالمية
إلى جانب تمكين الشباب، يضع النائب زاهر نصب عينيه هدفاً آخر يتمثل في الارتقاء بالرياضة المصرية إلى مستوى عالمي يليق بمكانة مصر. وهذا الطموح لا يقتصر على تحقيق الميداليات في المحافل الدولية، بل يتسع ليشمل بناء منظومة رياضية متكاملة تتسم بالاحترافية والاستدامة. لتحقيق ذلك، ستسعى اللجنة، بالتعاون مع الجهات التنفيذية والاتحادات الرياضية، إلى:
- تطوير البنية التحتية: تحديث المنشآت الرياضية وإنشاء مراكز تدريب عالمية تستوعب أفضل الكفاءات.
- تبني المناهج العلمية: إدخال أحدث أساليب التدريب الرياضي والتغذية وعلم النفس الرياضي لتحسين أداء الرياضيين.
- اكتشاف ورعاية المواهب: وضع برامج فعالة لاكتشاف المواهب الرياضية في سن مبكرة ورعايتها بشكل منهجي حتى تصل إلى المستويات العليا.
- الاحترافية في الإدارة: تعزيز الحوكمة والشفافية في إدارة الهيئات والمؤسسات الرياضية، وتأهيل الكوادر الإدارية المتخصصة.
- استضافة الفعاليات الكبرى: السعي لاستضافة البطولات الرياضية الإقليمية والدولية، مما يعزز صورة مصر الرياضية ويجذب الاستثمارات.
- مكافحة المنشطات: تطبيق أشد الإجراءات لمكافحة المنشطات وضمان رياضة نظيفة وعادلة.
إن تحقيق هذا الهدف يتطلب تضافر الجهود من جميع الأطراف، الحكومية وغير الحكومية، وكذلك دعم القطاع الخاص، لتوفير الموارد اللازمة وتحقيق استدامة المشاريع الرياضية الطموحة.
السياق الوطني والتوجيهات الرئاسية
تكتسب تصريحات سيف زاهر زخماً خاصاً كونها تتوافق تماماً مع التوجهات العامة للدولة المصرية، التي أولت اهتماماً غير مسبوق بالشباب والرياضة خلال السنوات الأخيرة. فالتوجيهات الرئاسية المتكررة بضرورة تعزيز دور الشباب في التنمية الشاملة، وبناء قدراتهم، وتوفير كافة أشكال الدعم لهم، شكلت إطاراً عاماً للعديد من المبادرات والبرامج الحكومية. كما أن الاستثمار في الرياضة يعد جزءاً لا يتجزأ من استراتيجية بناء الجمهورية الجديدة التي تهدف إلى مجتمع صحي ومنتج، قادر على المنافسة عالمياً.
الآثار المتوقعة والتحديات
من المتوقع أن يكون لجهود النائب سيف زاهر ولجنة الشباب والرياضة بمجلس الشيوخ آثار إيجابية متعددة، أبرزها تعزيز مكانة مصر على الساحة الرياضية الدولية، وخلق جيل جديد من الرياضيين المتميزين، والأهم من ذلك، تمكين الشباب المصري ليصبحوا قادة المستقبل. كما أن الاهتمام بالرياضة يساهم في تحسين الصحة العامة للمواطنين، والحد من الظواهر السلبية، وتنمية الروح التنافسية والإيجابية. ومع ذلك، لا تخلو هذه المساعي من التحديات، مثل الحاجة إلى تمويل مستدام، وتطوير الكوادر الفنية والإدارية، وضمان تطبيق التشريعات بفاعلية. إلا أن العزيمة المعلنة والجهود المشتركة تبشر بمستقبل واعد للرياضة والشباب في مصر.





