بمناسبة اليوم العالمي للسكري: كلية علوم الرياضة بأسيوط تعقد مؤتمرها العلمي الثاني لدعم صحة مرضى السكري
عقدت كلية علوم الرياضة بجامعة أسيوط، ممثلة في قسم علوم الصحة الرياضية، مؤخرًا مؤتمرها العلمي الثاني تحت شعار "الرياضة: وقاية – علاج – تعزيز الصحة وجودة الحياة لمرضى السكري". جاء تنظيم هذا الحدث الهام بالتزامن مع اليوم العالمي للسكري، الذي يُحتفل به عالميًا في الرابع عشر من نوفمبر، بهدف تسليط الضوء على الدور المحوري للنشاط البدني في إدارة مرض السكري وتحسين نوعية حياة المصابين به.

شهد المؤتمر تعاونًا مثمرًا بين قسم علوم الصحة الرياضية وكلية الطب بجامعة أسيوط، متمثلًا في قسم الأمراض الباطنة، بالإضافة إلى مشاركة فاعلة من الجمعية المصرية للقلب والسكري. وقد جمع هذا التضافر الجهود نخبة من الأكاديميين والباحثين والأطباء والمتخصصين في مجالات الرياضة والصحة لتبادل الخبرات والمعارف الحديثة حول أفضل الممارسات للتعامل مع تحديات السكري.
خلفية وأهمية المؤتمر
يُعد مرض السكري تحديًا صحيًا عالميًا متزايدًا، حيث يؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم ويتسبب في مضاعفات خطيرة إذا لم تتم إدارته بفعالية. وفي هذا السياق، تبرز أهمية المؤتمرات العلمية المتخصصة كمنصة حيوية لمناقشة آخر التطورات البحثية والعلاجية. يركز المؤتمر الثاني لكلية علوم الرياضة بأسيوط على محور حيوي غالبًا ما يُغفل في برامج العلاج التقليدية، وهو الرياضة والنشاط البدني. إن دمج التمارين الرياضية المنتظمة في نمط حياة مرضى السكري ليس مجرد توصية، بل هو عنصر أساسي للوقاية من المرض في مراحله المبكرة، وللتحكم في مستويات السكر في الدم، وتقليل مخاطر المضاعفات مثل أمراض القلب والأوعية الدموية.
يهدف هذا المؤتمر إلى تجاوز النظرة التقليدية للعلاج الدوائي فقط، وتقديم رؤية شاملة ترتكز على التوازن بين الغذاء، الدواء، والنشاط البدني. كما يسعى إلى تثقيف المرضى وعائلاتهم حول كيفية تبني أنماط حياة صحية أكثر استدامة، وتمكينهم من إدارة حالتهم بفعالية أكبر.
المحاور الرئيسية والنقاشات
- الرياضة كأداة وقائية: استعراض الأبحاث التي تثبت فعالية النشاط البدني في تقليل خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، خاصة لدى الأفراد المعرضين للخطر.
- الرياضة كجزء من خطة العلاج: كيفية تصميم برامج تمارين آمنة وفعالة لمرضى السكري من النوع الأول والثاني، مع الأخذ في الاعتبار الاختلافات الفردية والحالات الصحية المصاحبة.
- تعزيز الصحة وجودة الحياة: مناقشة الأثر الإيجابي للنشاط البدني على الصحة النفسية، وتقليل الإجهاد، وتحسين النوم، وزيادة الشعور بالرفاهية لدى مرضى السكري.
- التغذية والرياضة لمرضى السكري: تقديم إرشادات حول التغذية السليمة التي تدعم برامج التمارين الرياضية وتحسن التحكم في مستويات السكر بالدم.
- التحديات والحلول: استكشاف العقبات التي تواجه مرضى السكري في ممارسة الرياضة، وتقديم استراتيجيات عملية للتغلب عليها.
توصيات وتطلعات مستقبلية
اختتم المؤتمر بتأكيدات على أهمية التكامل بين التخصصات الطبية والرياضية لتقديم رعاية صحية شاملة لمرضى السكري. ومن أبرز التوصيات التي خرج بها المؤتمر:
- ضرورة دمج برامج النشاط البدني المخصصة ضمن البروتوكولات العلاجية لمرضى السكري في المؤسسات الصحية.
- تكثيف حملات التوعية المجتمعية حول فوائد الرياضة للوقاية من السكري وإدارته، مع التركيز على الفئات العمرية المختلفة.
- تشجيع البحث العلمي المشترك بين كليات الطب وعلوم الرياضة لاستكشاف آليات جديدة لتحسين فعالية التدخلات الرياضية.
- تأهيل متخصصين في مجال الرياضة العلاجية ليكونوا قادرين على تقديم استشارات وتوجيهات دقيقة لمرضى السكري.
يُعكس هذا المؤتمر التزام جامعة أسيوط بدورها الريادي في خدمة المجتمع وتقديم حلول مبتكرة لمواجهة التحديات الصحية. ومن المتوقع أن تسهم مخرجاته في رفع مستوى الوعي، وتحسين الممارسات العلاجية، ودعم جهود تعزيز صحة وجودة حياة مرضى السكري في مصر والمنطقة.





