تستضيف كلية علوم الرياضة بجامعة طنطا، يوم الأحد الموافق 30 نوفمبر 2025، ندوة علمية متخصصة بعنوان "القياس والتقويم في علوم الرياضة: قواعد ومستجدات". تهدف هذه الندوة إلى تسليط الضوء على الدور المحوري للأسس العلمية والتقنيات الحديثة في تحليل وتطوير الأداء الرياضي، بالإضافة إلى استعراض أحدث الابتكارات التي تشهدها ميادين القياس والتقويم ضمن سياق علوم الرياضة.

تأتي هذه المبادرة في إطار سعي الكلية الدائم لتعزيز البحث العلمي وتحديث المعارف الأكاديمية والمهنية للعاملين والمهتمين بالمجال الرياضي. من المتوقع أن تشهد الندوة مشاركة واسعة من طلاب الدراسات العليا، والباحثين، والأساتذة الجامعيين، وكذلك المدربين والإداريين الرياضيين الذين يسعون لمواكبة التطورات العالمية في هذا التخصص الدقيق.
أهمية القياس والتقويم في علوم الرياضة
يُعد القياس والتقويم ركيزة أساسية لا غنى عنها في كافة فروع علوم الرياضة الحديثة. فهو يوفر الإطار المنهجي لجمع وتحليل البيانات المتعلقة بالأداء البدني، والمهارات الحركية، والجوانب النفسية والفسيولوجية للرياضيين. تتجلى أهميته في عدة جوانب محورية:
- تحديد مستوى الأداء: يساعد في تقييم المستويات الحالية للرياضيين وتحديد نقاط القوة والضعف بدقة.
- تصميم البرامج التدريبية: يمكن المدربين من وضع خطط تدريبية فردية ومخصصة تتناسب مع احتياجات وقدرات كل رياضي بناءً على بيانات موضوعية.
- اكتشاف المواهب: يسهم في تحديد الرياضيين الواعدين في مراحل مبكرة بناءً على معايير علمية.
- الوقاية من الإصابات: من خلال رصد المؤشرات الفسيولوجية والميكانيكية، يمكن التنبؤ بمخاطر الإصابات ووضع برامج وقائية.
- تقييم فعالية التدخلات: يسمح بتقييم مدى نجاح البرامج التدريبية أو التكتيكات الجديدة وتعديلها حسب الحاجة.
- اتخاذ القرارات: يوفر أساسًا متينًا لاتخاذ قرارات مستنيرة على المستويات الإدارية والتدريبية والفنية.
تاريخيًا، تطور هذا المجال من الملاحظات البسيطة إلى أنظمة معقدة تستخدم أحدث التقنيات لتقديم تحليلات معمقة وشاملة.
مستجدات وتطورات القياس والتقويم الرياضي
شهد العقد الأخير ثورة في أدوات وتقنيات القياس والتقويم في علوم الرياضة، مدفوعة بالتقدم التكنولوجي السريع. من أبرز هذه المستجدات التي ستتناولها الندوة:
- التقنيات القابلة للارتداء (Wearable Technology): تشمل الأجهزة الذكية وأجهزة الاستشعار التي ترصد المؤشرات الحيوية والفسيولوجية للرياضيين في الوقت الفعلي أثناء التدريب والمنافسة، مثل معدل ضربات القلب، وسرعة الحركة، والمسافة المقطوعة، وأنماط النوم والاستشفاء.
- تحليل البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي: استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل كميات هائلة من البيانات الرياضية، مما يمكن من التنبؤ بالأداء، وتحديد أنماط معقدة، وتحسين استراتيجيات اللعب، وحتى التنبؤ بخطر الإصابات المحتملة.
- التحليل البيوميكانيكي المتقدم: تقنيات مثل أنظمة التقاط الحركة ثلاثية الأبعاد (3D Motion Capture) التي توفر تحليلاً دقيقًا لحركة الجسم والتقنيات الرياضية، مما يساعد في تحسين الأداء وتقليل الإجهاد البدني.
- التقييم النفسي والذهني: تطور أدوات القياس النفسي لتقييم عوامل مثل التركيز، والتحمل الذهني، والتحكم في الضغط، والتأثير النفسي للإصابات، وهو ما يساهم في إعداد رياضي متكامل.
- التقنيات غير الغازية (Non-invasive Techniques): ظهور طرق قياس متطورة لا تتطلب تدخلًا جراحيًا أو مؤلمًا، مثل تحليل تكوين الجسم باستخدام أجهزة المسح المتقدمة.
التأثير والأهمية الإقليمية للندوة
تؤكد استضافة كلية علوم الرياضة بجامعة طنطا لهذه الندوة على الدور الريادي للجامعة في دعم وتطوير علوم الرياضة على المستويين المحلي والإقليمي. من المتوقع أن تسهم الندوة في:
- بناء القدرات: تأهيل الكوادر الرياضية والأكاديمية المصرية للتعامل مع التحديات والمتطلبات الحديثة للرياضة الاحترافية.
- تبادل الخبرات: توفير منصة حيوية لتبادل المعرفة والخبرات بين الباحثين والطلاب والمهنيين، مما يعزز التعاون الأكاديمي والمهني.
- تطوير الممارسات: يمكن أن تترجم مخرجات الندوة إلى توصيات عملية لتطوير المناهج التدريبية، وتحسين برامج إعداد الرياضيين في مختلف الألعاب.
- تعزيز البحث العلمي: تحفيز إجراء المزيد من الأبحاث والدراسات في مجال القياس والتقويم الرياضي لتلبية الاحتياجات المحلية والدولية.
في الختام، تمثل ندوة "القياس والتقويم في علوم الرياضة" محطة مهمة لتعزيز المعرفة وتحديث الممارسات في أحد أكثر المجالات حيوية لتقدم الرياضة. تؤكد الندوة على أن مستقبل الرياضة يعتمد بشكل متزايد على الفهم العميق للبيانات والتطبيق الذكي للتقنيات الحديثة، لضمان تحقيق أقصى إمكانات الأداء الرياضي.





