بين لاعب ومدرب: قصة الوداع الرابع لإيغور تودور مع يوفنتوس
أُسدل الستار مجدداً على فصل آخر في العلاقة المتقطعة التي تجمع بين النجم الكرواتي السابق إيغور تودور ونادي يوفنتوس الإيطالي. ففي أواخر مايو 2021، غادر تودور منصبه كمدرب مساعد في الجهاز الفني للفريق، في خطوة وصفتها وسائل الإعلام بأنها الوداع الرابع له عن النادي خلال ما يزيد قليلاً عن عقدين، وهي قصة فريدة جمعت بين مسيرته كلاعب ومشواره كمدرب.

نهاية المهمة مع الجهاز الفني لبيرلو
جاء رحيل تودور الأخير كنتيجة مباشرة لقرار إدارة يوفنتوس بإقالة المدير الفني أندريا بيرلو بعد موسم واحد فقط، وإعادة تعيين المدرب المخضرم ماسيميليانو أليغري. انضم تودور إلى الطاقم الفني لبيرلو في أغسطس 2020 كمتعاون فني، في خطوة هدفت من خلالها إدارة النادي إلى دعم المدرب الشاب بخبرات إضافية. ومع رحيل بيرلو، كان من الطبيعي أن يغادر معه كامل فريقه المساعد، بمن فيهم تودور، لتنتهي بذلك أحدث محطاته مع "السيدة العجوز".
تاريخ حافل كلاعب في تورينو
قبل دخوله عالم التدريب، كان إيغور تودور لاعباً بارزاً في صفوف يوفنتوس. انضم إلى النادي في عام 1998 قادماً من هايدوك سبليت، وسرعان ما أثبت نفسه كقطعة أساسية في تشكيلة الفريق بفضل قوته البدنية وقدرته على اللعب في أكثر من مركز، سواء في خط الدفاع أو في خط الوسط. خلال فترته كلاعب، التي امتدت حتى عام 2007، ساهم تودور في تحقيق العديد من الإنجازات للنادي، ومن أبرزها:
- الفوز بلقب الدوري الإيطالي مرتين.
- المساهمة في وصول الفريق إلى نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2003.
- تسجيل أهداف حاسمة أكسبته شعبية كبيرة بين جماهير الفريق.
فصول الوداع المتكررة
ما يميز علاقة تودور باليوفي هو طابعها غير المستمر، حيث شهدت مسيرته مع النادي عدة محطات من الانفصال والعودة. يمكن تلخيص فصول رحيله المتعددة في النقاط التالية:
الرحيل الأول كلاعب (2005): بعد سنوات من التألق، أدت الإصابات والمنافسة الشديدة إلى خروجه على سبيل الإعارة إلى نادي سيينا في يناير 2005 بحثاً عن فرصة للعب بانتظام.
الرحيل الثاني والنهائي كلاعب (2007): عاد تودور لفترة وجيزة إلى يوفنتوس بعد انتهاء إعارته، لكنه غادر النادي بشكل نهائي في عام 2007، ليعود إلى ناديه الأم هايدوك سبليت حيث أنهى مسيرته الكروية.
العودة والرحيل كمدرب (2020-2021): بعد أكثر من 13 عاماً، عاد تودور إلى تورينو في دور مختلف تماماً كجزء من الطاقم الفني لأندريا بيرلو. هذه العودة لم تدم طويلاً، حيث انتهت بعد موسم واحد فقط في مايو 2021، لتضاف إلى سجل رحلاته عن النادي.
هذه السلسلة من المغادرات، التي تشمل فترتي رحيل كلاعب ورحيل كمدرب، هي ما شكلت السردية الإعلامية حول "الوداع الرابع"، مما يجسد الطبيعة الفريدة لعلاقته بالنادي التي امتدت عبر مراحل مختلفة من حياته المهنية.
الأثر والمستقبل
مثّل رحيل تودور جزءاً من تغيير استراتيجي أكبر داخل يوفنتوس، حيث طوت الإدارة صفحة مشروع بيرلو وعادت إلى نهج أكثر خبرة مع أليغري سعياً لاستعادة السيطرة على الألقاب المحلية. أما بالنسبة لتودور، فقد فتح له هذا الرحيل الباب لمواصلة مسيرته كمدير فني رئيسي، حيث لم يلبث طويلاً قبل أن يتولى تدريب نادي هيلاس فيرونا في سبتمبر 2021، محققاً معهم نتائج لافتة في الدوري الإيطالي.





