تأجيل موعد حجز شقق المرحلة الثانية بمشروعات الإسكان المتوسط والفاخر
في خطوة مفاجئة للآلاف من المواطنين المترقبين، أعلنت الجهات الحكومية المسؤولة، ممثلة في هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، عن تأجيل إطلاق المرحلة الثانية من الوحدات السكنية ضمن مشروعات الإسكان المتوسط وفوق المتوسط والفاخر. كان من المقرر فتح باب الحجز في الأسبوع الثاني من شهر أكتوبر، إلا أن القرار الجديد أرجأ الموعد إلى أجل غير مسمى لاستكمال ما وصفته بـ"إجراءات التنسيق والمراجعة النهائية" لضمان طرح الوحدات بأفضل صورة ممكنة.

تفاصيل القرار وأسبابه الرسمية
صدر الإعلان الرسمي في مطلع شهر أكتوبر ليشير إلى أن التأجيل يهدف إلى ضمان الجاهزية الكاملة للمنصة الإلكترونية المخصصة للحجز، ومراجعة كافة التفاصيل الفنية والمالية المتعلقة بالوحدات. وأوضحت المصادر الحكومية أن هذا الإجراء يأتي في إطار الحرص على توفير تجربة حجز سلسة وشفافة للمواطنين، وتجنب أي مشاكل تقنية قد تحدث نتيجة الإقبال الهائل المتوقع، والذي شهدته المراحل السابقة من هذه المشروعات.
ورغم عدم تحديد موعد جديد، أكدت الهيئة أن العمل جارٍ على قدم وساق للانتهاء من كافة الاستعدادات اللازمة، وسيتم الإعلان عن الموعد النهائي فور جاهزية الطرح. ويشمل التأجيل كافة الوحدات التي كان من المخطط طرحها ضمن هذه المرحلة في عدد من المدن الجديدة على مستوى الجمهورية.
المشروعات المتأثرة ونطاقها
يؤثر قرار التأجيل بشكل مباشر على ثلاثة من أهم برامج الإسكان التي تطرحها الدولة المصرية لتلبية احتياجات شرائح اجتماعية متنوعة، وهي:
- مشروع "سكن مصر": يستهدف هذا المشروع شريحة المواطنين من متوسطي الدخل، ويقدم وحدات سكنية كاملة التشطيب بمساحات متنوعة، ويقع ضمن تجمعات سكنية متكاملة الخدمات.
- مشروع "دار مصر": يمثل فئة الإسكان فوق المتوسط، حيث يتميز بجودة تشطيب أعلى ومواقع أكثر تميزًا داخل المدن الجديدة، بالإضافة إلى توفير أسوار وبوابات للمشروع لمزيد من الخصوصية والأمان.
- مشروع "جنة": يعتبر المشروع الأكثر فخامة ضمن هذه الفئة، حيث صُمم على غرار المجمعات السكنية الخاصة (الكمبوند)، ويوفر وحدات فاخرة محاطة بمساحات خضراء واسعة وحمامات سباحة وخدمات أمنية متكاملة.
كان من المتوقع أن يشمل الطرح الجديد آلاف الوحدات السكنية في مدن رئيسية مثل القاهرة الجديدة، والسادس من أكتوبر، والشيخ زايد، والمنصورة الجديدة، ودمياط الجديدة، وهي مناطق تشهد طلبًا عقاريًا متزايدًا.
خلفية عن مبادرات الإسكان الحكومي
تأتي هذه المشروعات كجزء من استراتيجية الدولة المصرية لتوفير حلول سكنية متنوعة تتناسب مع مختلف مستويات الدخل. فبينما يخدم مشروع "الإسكان الاجتماعي" الشريحة ذات الدخل المحدود، تم تصميم مشروعات "سكن مصر" و"دار مصر" و"جنة" لسد الفجوة في السوق العقاري لشريحتي الطبقة الوسطى وفوق المتوسطة. وتتميز هذه الوحدات بأسعارها التنافسية مقارنة بمثيلاتها في القطاع الخاص، بالإضافة إلى إتاحة أنظمة سداد ميسرة وتمويل عقاري طويل الأجل من خلال مبادرات البنك المركزي، مما يجعلها خيارًا جاذبًا للكثيرين.
التأثير على المتقدمين والسوق العقاري
أثار قرار التأجيل حالة من الترقب والقلق بين المواطنين الذين كانوا قد أعدوا أنفسهم للتقديم، خاصة فيما يتعلق بتجهيز المستندات المطلوبة وتدبير مبلغ "جدية الحجز". ويعيش هؤلاء الآن في حالة من عدم اليقين بشأن الموعد الجديد وشروط الطرح التي قد تشهد بعض التغييرات. وعلى صعيد السوق العقاري، قد يؤدي هذا التأجيل إلى إبطاء مؤقت في حركة هذا القطاع من السوق، ولكنه من غير المرجح أن يؤثر على مستويات الطلب القوية والمستمرة على العقارات في مصر. ويرى محللون أن حرص الحكومة على ضمان عملية طرح منظمة يعكس نضجًا في إدارة المشروعات الكبرى، وهو ما قد يعزز ثقة المواطنين في هذه المبادرات على المدى الطويل على الرغم من التأخير الحالي.




