تألق ياسمينا العبد في مقطوعة «المصريون بناؤون» ضمن حفل افتتاح المتحف المصري الكبير
شهدت الأوساط الثقافية والفنية العالمية حدثاً بارزاً في مطلع هذا الأسبوع مع الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير (GEM)، الذي طال انتظاره لسنوات عديدة. وقد تزين الحفل الضخم بحضور عدد من قادة وزعماء العالم والشخصيات الدبلوماسية والثقافية، وشكل لحظة تاريخية لمصر والعالم. كان من أبرز الفقرات الفنية التي أثرت الحفل وعكست جوهره الثقافي والتاريخي، الأداء المبهر للفنانة الشابة ياسمينا العبد في مقطوعة بعنوان «المصريون بناؤون»، والتي لاقت إشادة واسعة وتفاعلاً كبيراً.

خلفية المتحف المصري الكبير وأهميته
يعد المتحف المصري الكبير، الواقع بالقرب من أهرامات الجيزة الخالدة، أحد أضخم متاحف الآثار في العالم. بدأ العمل على إنشائه قبل عقود، بهدف أن يصبح صرحاً حضارياً عالمياً يضم كنوز الحضارة المصرية القديمة، وعلى رأسها مجموعة الملك توت عنخ آمون الكاملة التي ستُعرض لأول مرة مجتمعة. يتجاوز دور المتحف مجرد كونه معرضاً للقطع الأثرية، ليصبح مركزاً بحثياً وثقافياً وتعليمياً، يُسهم في إثراء المعرفة بتاريخ مصر العريق وتأثيره على الحضارة الإنسانية جمعاء. افتتاحه يمثل تحقيقاً لحلم طال أمده، ويؤكد على مكانة مصر كمهد للحضارات.
إبداع ياسمينا العبد ومقطوعة «المصريون بناؤون»
قدمت الفنانة ياسمينا العبد، التي اكتسبت شهرة واسعة في السنوات الأخيرة بموهبتها الاستثنائية، أداءً فنياً مميزاً عكس روح الاحتفال وهويته. ركزت مقطوعة «المصريون بناؤون» على ربط الماضي العريق بالحاضر المشرق، مؤكدة على دور الشعب المصري على مر العصور في بناء الحضارة وتشييد الصروح التي بقيت شامخة حتى اليوم. تضمنت الفقرة مزيجاً من الموسيقى التصويرية الملحمية، والأداء التمثيلي الذي يحكي قصة صمود المصريين وقدرتهم على الإنجاز، مع استعراض بصري رائع يبرز جماليات الآثار المصرية وروعة التصميم المعماري للمتحف الجديد.
- المغزى التاريخي: أكدت المقطوعة على أن المصريين هم بناؤون بالأساس، ليس فقط للمباني والآثار، بل للحضارة والقيم التي أثرت البشرية.
- الأداء الفني: جمع أداء العبد بين الحس الدرامي والغناء المؤثر، ما أضفى عمقاً على الرسالة.
- التكامل البصري: صاحب الأداء عروض ضوئية وتصويرية على واجهات المتحف، ما خلق تجربة بصرية وسمعية متكاملة.
أبعاد حفل الافتتاح وتأثيره
لم يكن حفل افتتاح المتحف المصري الكبير مجرد مناسبة لعرض مقتنيات أثرية، بل كان احتفالاً بالهوية المصرية وتأكيداً على دورها الحضاري المتجدد. توافد الضيوف من شتى أنحاء العالم لمشاهدة هذا الإنجاز الضخم، الذي يمثل نقطة تحول في قطاع السياحة والثقافة في مصر. وقد أشادت وسائل الإعلام العالمية بتنظيم الحفل وبمستوى الفقرات الفنية التي قدمت، مشيرة إلى أن المتحف سيصبح وجهة رئيسية للملايين حول العالم، وسيعزز من مكانة مصر كمركز للإشعاع الثقافي والحضاري. أداء ياسمينا العبد كان بمثابة لمسة فنية رائعة اختزلت هذه المعاني الكبيرة في دقائق معدودة، لتترك انطباعاً عميقاً لدى الحاضرين والمشاهدين حول العالم.
الأهمية الثقافية للمتحف الجديد
يمثل المتحف المصري الكبير خطوة عملاقة نحو حفظ وعرض التراث المصري بطريقة حديثة ومبتكرة. فهو ليس مجرد مخزن للآثار، بل هو مؤسسة ثقافية تعليمية تستخدم أحدث التقنيات لتقديم تجربة غامرة للزوار. من المتوقع أن يساهم المتحف بشكل كبير في تعزيز الوعي بالتاريخ المصري الغني، وتشجيع الأجيال الجديدة على استكشاف تراثهم والاعتزاز به. كما أنه يعزز الحوار الثقافي بين الأمم، ويقدم رسالة للعالم بأن الحضارة المصرية ما زالت حية وملهمة، وبأن «المصريين بناؤون» مستمرون في الإبداع والتطوير، مستلهمين من عظمة أجدادهم ومعتزين بإنجازاتهم الحالية والمستقبلية.




