تأهل الأندية لمجموعات أبطال أفريقيا والكونفدرالية وموعد القرعة المرتقب
مع انتهاء الجولات التمهيدية الحاسمة لمسابقتي دوري أبطال أفريقيا وكأس الكونفدرالية الأفريقية، تتجه أنظار عشاق كرة القدم في القارة السمراء نحو حدثين رئيسيين: اكتمال قائمة الأندية المتأهلة لمرحلة المجموعات، والترقب الشديد لموعد إجراء القرعة التي ستحدد مسارات هذه الأندية نحو اللقب. شهدت الأسابيع الماضية منافسات قوية ومثيرة عبر مختلف الملاعب الأفريقية، حيث أثبتت الأندية المشاركة جدارتها أو سقطت في اختبارات التأهل، لتتضح بذلك ملامح المرحلة المقبلة من البطولتين الأبرز على صعيد الأندية في القارة.

تأتي هذه المرحلة بعد سلسلة من المباريات الإقصائية التي بدأت بالجولات التمهيدية الأولى والثانية، والتي شهدت مفاجآت في بعض الأحيان وتأكيدًا لقوة أندية عريقة في أحيان أخرى. ومع نهاية مباريات الجولة الثانية الحاسمة، التي أقيمت أواخر شهر أكتوبر الماضي، اكتمل نصاب الأندية الستة عشر المتأهلة لكلتا المسابقتين، مما يمهد الطريق لمواجهات قمة مرتقبة في دور المجموعات.
أبرز التطورات وقائمة المتأهلين
شهدت الجولة الثانية من التصفيات تألقًا لافتًا لعدد من الأندية الكبرى التي حجزت مقعدها بجدارة في دور المجموعات. ففي مسابقة دوري أبطال أفريقيا، تأهلت أندية لها باع طويل في البطولة مثل الأهلي المصري، حامل اللقب التاريخي، والوداد البيضاوي المغربي، الذي يسعى لاستعادة أمجاده، إلى جانب الترجي الرياضي التونسي وصن داونز الجنوب أفريقي. كما أظهرت أندية أخرى مثل سيمبا التنزاني وبيترو أتلتيكو الأنجولي وشباب بلوزداد الجزائري قوة كبيرة مكنتها من العبور، مما يعد بمجموعات متوازنة وقوية. بعض الأندية تمكنت من قلب الطاولة على منافسيها في مباريات الإياب لتثبت أن الإرادة والعزيمة لا تقل أهمية عن الإمكانيات الفنية.
أما في مسابقة كأس الكونفدرالية الأفريقية، والتي تُعد الفرصة الثانية للأندية التي خرجت من دوري الأبطال بالإضافة إلى المتأهلين من تصفياتها الخاصة، فقد ضمنت أندية بارزة مكانها في دور المجموعات. من بينها، اتحاد العاصمة الجزائري والزمالك المصري، ونهضة بركان المغربي، وهي أندية سبق لها التتويج باللقب أو وصلت لمراحل متقدمة فيه. هذه البطولة غالبًا ما تشهد منافسة شرسة ونتائج غير متوقعة، نظرًا لتقارب المستويات بين الفرق المشاركة وسعي كل منها لتحقيق لقب قاري. الأندية المتأهلة تترقب بشغف تحديد منافسيها في المجموعات التي ستشكل محطات مهمة في رحلتها نحو اللقب.
أهمية البطولتين ونظام المجموعات
يمثل دوري أبطال أفريقيا قمة طموحات أي نادٍ في القارة، فهو اللقب الأغلى والأكثر prestige، ويؤهل الفائز به للمشاركة في كأس العالم للأندية. أما كأس الكونفدرالية، فتأتي في المرتبة الثانية من حيث الأهمية، لكنها لا تقل إثارة وتنافسية، وتمنح الأندية فرصة ذهبية لإثبات ذاتها على الساحة القارية. كلا البطولتين توفران عائدات مالية كبيرة للأندية المشاركة، مما يساعدها على تطوير بنيتها التحتية وتدعيم صفوفها.
نظام مرحلة المجموعات لكلا البطولتين يعتمد على تقسيم الأندية الـ 16 المتأهلة إلى أربع مجموعات، تضم كل مجموعة أربعة فرق. تتنافس الفرق في كل مجموعة بنظام الدوري من دورين (ذهاب وإياب)، حيث يتأهل الأول والثاني من كل مجموعة إلى الدور ربع النهائي (دور الثمانية). هذا النظام يضمن تنافسية عالية ويمد البطولة بفترة طويلة من الإثارة قبل الوصول إلى مراحل خروج المغلوب الحاسمة.
موعد ومكان القرعة المرتقبة
الحدث الأبرز القادم هو سحب قرعة مرحلة المجموعات لكلا البطولتين. وفقًا للمصادر القارية والمواعيد المعتادة للاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف)، من المتوقع أن تُجرى القرعة في أوائل شهر نوفمبر الجاري، وتحديداً في يوم الجمعة، الموافق الثالث من نوفمبر 2023، بمقر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بالعاصمة المصرية القاهرة. يحضر مراسم القرعة ممثلون عن الأندية المتأهلة، إلى جانب كبار الشخصيات من الكاف ووسائل الإعلام.
تُجرى القرعة وفقًا لعدة معايير، أبرزها تصنيف الأندية في الاتحاد الأفريقي لضمان عدالة التوزيع وتجنب وقوع الفرق الأقوى في مجموعة واحدة. كما تسعى القرعة غالبًا لتفادي وقوع فريقين من نفس البلد في مجموعة واحدة، على الأقل في الدور الأول، لضمان تنوع المنافسات وزيادة الإثارة. هذه المعايير تهدف إلى خلق مجموعات متوازنة قدر الإمكان وتجنب الاصطدامات المبكرة بين الفرق التي تحمل نفس الجنسية أو ذات التصنيف العالي.
التحديات المنتظرة والآمال المعقودة
تعد مرحلة المجموعات تحديًا حقيقيًا للأندية المتأهلة، حيث تتطلب الاستمرارية في الأداء والقدرة على التعامل مع ضغط المباريات المتتالية والسفر لمسافات طويلة عبر القارة. كل نادٍ يحدوه الأمل في تحقيق نتائج إيجابية تؤهله للدور ربع النهائي، ومن ثم الاقتراب خطوة بخطوة من التتويج باللقب القاري الغالي. الجماهير الأفريقية، بدورها، تنتظر بشغف انطلاق هذه المرحلة لمتابعة فرقها المفضلة وهي تتنافس على أعلى المستويات.
التأهل إلى هذه المرحلة يعني أيضًا استمرار الدعم المالي من الكاف، والذي يمثل شريان الحياة للعديد من الأندية الأفريقية، ويساعدها على مواجهة التكاليف الباهظة للمشاركة في البطولات القارية. ومع اقتراب موعد القرعة، تزداد حدة التكهنات حول المجموعات المحتملة، والمواجهات المرتقبة التي قد تسفر عنها، مما يزيد من الإثارة والترقب قبل ضربة البداية لمرحلة المجموعات.
في الختام، تعيش الكرة الأفريقية فترة حافلة بالترقب والإثارة مع اكتمال عقد المتأهلين لمجموعات دوري أبطال أفريقيا وكأس الكونفدرالية. ومع تحديد موعد القرعة، تبدأ الأندية في وضع خططها الفنية والاستعداد للمواجهات القادمة، وكلها أمل في رفع الكأس والتتويج بلقب قاري يعزز من مكانتها في تاريخ كرة القدم الأفريقية.





